بعد الحمى القلاعية٠٠ هل تتراجع كميات الحليب بالاسواق؟

الفقيه: قطاع الألبان "منكوب" ولو طبق الحظر عند أول إصابة لقلت الإصابات 90٪
غباين: الحكومة ستعوض المزارعين ان لم يحقق المطعوم النتيجة المطلوبة


الأنباط – زينة البربور
بعد التخوف الذي اصاب المواطنين من احتمال فقدان مادة الحليب ومشتقاته او تراجع المطلوب منها في الأسواق، اثر انتشار فيروس الحمى القلاعية بين الأبقار.         
تواصلت "الأنباط" مع رئيس جمعية مربي الابقار علي غباين لمعرفة آخر تطورات الفيروس وعدد الإصابات، فأوضح قائلا، ان فيروس الحمى القلاعية الذي يصيب الأبقار ليس له علاج محدد إنما يتم معالجة اعراضه فقط، لافتاً الي أنه كان له دور كبير في انخفاض انتاج الابقار من الحليب، بالاضافة الى نفوق عدد من الأبقار. مؤكداً أن هذا يؤدي إلى نزول كميات من الحليب بنسب معينة قد تتراوح بين 30-40 % في وقت الذروة .
وذكر أن كميات الحليب في فصل الشتاء عادة تكون فوق المستوى المطلوب بنسبة 120 % وبالتالي الكمية التي تنفق بسبب الفيروس لا تؤثر على الكميات المتوفرة في الأسواق، بالاضافة الى ان كمية الأغنام المتوفرة حاليا تغطي حوالي 25% من كمية الحليب، ولاسيما عند جمع الكميتين معاً سيكون هناك تغطية للاسواق بنفس الاسعار والجودة والمواصفات.
ونفى غباين وجود علاج مخضرم للفيروس بل سيتم التصدي له عن طريق المطاعيم عند وصول الكميات من الخارج، لافتاً إلى انه تم استيرادها من الشركة المصنعة خارج الاردن موضحاش ان نسبة نجاحها 100% بسبب تطبيقه مسبقا في السعودية والكويت والامارات.
وذكر أنه في حال لم يحقق المطعوم النتيجة المطلوبة وأصبح هناك تراجع بانتاج الحليب في الاسواق ستعمل الحكومة على برنامج حصر الاضرار بتعويضات للمزارعين ليستطيعوا التغلب على حالات النقص من خلال مساعدة المزارعين على استيراد ابقار جديدة، لكنه بين إلى أن الحاجة للجوء الى الاستيراد من الخارج ليست ضرورية، لان فعالية المطعوم جيدة ومجربة.
ونفى أي زيادة في أسعار الألبان والأجبان منذ بداية انتشار الفيروس، واكد انه رغم الازمة الاقتصادية التي مرت بها جميع دول العالم خلال جائحة كورونا الا ان أسعار الألبان في الاردن بقيت ثابتة، مؤكداً أن اسعارها ستبقى ثابتة ولن يطرأ عليها أي تغيير إثر فيروس الحمى القلاعية.
لكن بدوره بين صاحب شركة ألبان حارتنا زكريا الفقيه، أنه كلما ازدادت عدد الاصابات بالفيروس كلما رافقها تراجع في تواجد مادة الحليب في الاسواق بالاضافة الى ارتفاع سعرها، لافتاً ولغاية الان لم تحسب نسبته الحقيقية، معربا عن اعتقاده انه خلال الفترة المقبلة بالتأكيد سيكون هناك نقص بكميات الحليب لعدة أسباب، ابرزها زيادة الاستهلاك والنقص في المعروض خلال شهر رمضان اي النقص سيتضاعف.
وبين أنه لو فرضت وزارة الزراعة حظرا صحيا حقيقيا عند حدوث اول اصابة لكانت ستخفف الاصابات بنسبة 90%.
من جانبهم أكد مزارعون أن اللقاح لحد الان لم يحقق النتيجةالمطلوبة وان بعضهم استوردوا لقاح من الخارج على حسابهم الشخصي ومازالوا بانتظار النتيجة، و أنه لغاية اللحظة فان عدد الاصابات غير واضحة تماما بينما عدد الوفيات محدد.
وذكر أنه في عام 2017 عانى المزارعون ومصانع الالبان من مشكلة زيادة كميات الحليب وكان البيع اقل من الكلفة وذلك سبب خسارات عالية استمرت لعام 2019 ثم بدات جائحة كورونا في 2020 وتركت أثرها السلبي على القطاع، وتابع أنه خلال الفترة الحالية يعانون من آثار الحرب الروسية الاوكرانية وبالتالي قطاع الألبان والحليب يواجه ازمات متتالية منذ 2017 وحتى اللحظة. 
ووصف الفقيه قطاع الالبان "بالمنكوب" ووضح ارتباطه الوثيق مع قطاعات اخرى كالزراعة، مبينا انه عند حدوث ضرر ما على احد القطاعات سيكون الضرر شامل لأن سلسلة التزويد مرتبطة ببعضها.
وبين ان الاردن لديها شبه اكتفاء ذاتي من الالبان لذا اطالب الحكومة بحلول سريعة للنهوض بالقطاع كعمل اجتماع بين متخصصين بصناعة الالبان والاجبان واصحاب المزارع ووضع النقاط على الحروف وتحديد الاجراءات الصحيحة التي يجب تنفيذها لتخطي الازمة الحالية باقل الخسائر، كما دعا وزارة الزراعة بفتح باب التراخيص لاستيراد الابقار ودعم المزارعين بالنقل السريع من خلال طائرات على حساب الحكومة لان كلفة الشحن بالطائرات لا يمكن للمزارعين تحملها.
من الجدير ذكره أن وزارة الزراعة استلمت يوم الثلاثاء اللقاح من الشركة الصانعة في بريطانيا بواقع (62700 ) لقاح وبلغ عدد الأبقار التي تم تحصينها 52625 رأس ‏بما في ذلك الأعداد التي تم تحصينها من قبل المزارعين، كما تم تحصين كافة الأبقار في محيط الإصابة بقطر 15 كم للمرحلة الأولى و10 كم للمرحلة الثانية وتوزيع 13570 جرعه على مديريات الزراعة في المحافظات و حسب اعداد الابقار الموجوده فيها.