علي ناصر: نأمُلُ أن عودةِ سوريا سليمة واستعادةِ لبنانَ لمكانتِهِ والعراقِ لموقعِهِ

خلال مشاركته مؤتمر "القدس تنمية وصمود" في القاهرة
 الرئيس اليمني الاسبق: "إسرائيل" مستمرّةٌ في تصعيدِ اعتداءاتِها على الأقصى "السلام العربي" تسعى لإطفاءِ بُؤَرِ النزاعاتِ العربيةِ – العربية وحلِّ الخلافاتِ
 - رامز ابويوسف
شارك الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد رئيس مجموعة السلام العربي الأحد الماضي في فعاليات مؤتمر "القدس صمود وتنمية" رفيع المستوى وذلك بجامعة الدول العربية في القاهرة. وذلك بمشاركة عدد من الزعماء العرب وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في الجامعة.
كما شارك كل من: أنطونيوغوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة (بكلمة مسجلة) وحسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وجيهون بيراموف وزير خارجية أذربيجان رئيس حركة عدم الانحياز.
وأكد جميع الحضور على ضرورة دعم القضية الفلسطينية حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الذي عقد المؤتمر بشأنها وعبر الرئيس ناصر في كلمته على أهمية دعم القدس ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وعلى الجهد الذي تبذله مجموعة السلام العربي لدعم القدس والقضية الفلسطينية،
وقال ناصر " أُحيِّيَكُمْ بِاسمِيَ وبِاسمِ مجموعةِ السلامِ العربِيّْ، وأنقُلَ لكُمْ تمنياتِهِم بِنجاحِ أعمالِ هذا المؤتمرِ الذي ينعقدُ في هذهِ الظروفِ الحَرِجةِ التي تمرُّ بها أمتُّنا العربيةْ، وخصوصًا بعدَ سلسلةِ الانتهاكات "الإسرائيليةِ" بحقِّ الشعبِ العربيِّ الفَلسطينيّْ، وآخِرُها ما حصلَ من جرائِمَ في جنينَ والقدسِ، والانتهاكاتُ السافرةُ والصارخةُ لأبسطِ الحقوقِ الإنسانيةْ. وبهذِهِ المناسبةِ أوَدُّ الإشارةَ إلى كارثةِ الزِّلزالِ الذي ضربَ سوريا الشقيقةْ، وأودى بحياةِ أكثرَ مِنْ خمسةِ آلافِ قتيلْ، وأكثرَ مِنْ ذلكَ مِنَ الجرحى، فَضلاً عَنِ الدمارِ الكبير في أربعِ مُحافَظاتٍ سوريَّةْ، الأمرُ الذي يستوجبُ منّا جميعًا تقديمَ الإغاثةِ الضروريةِ العاجلةِ لتمكينِ سورية، أحدِ الأعضاءِ السبعةِ المؤسسين لبيتِ العربْ، مِنْ تَجاوُزِ مِحنتِها الحاليةِ التي بدأَتْ منذُ ما يزيدُ على اثنَيْ عَشَرَ عامًا.
واضاف:
مُنذُ عقودٍ، والرؤيةُ "الإسرائيليةُ" تسعى إلى تزويرِ التاريخْ ولا سيّما بشأنِ القدسِ المُحتلّةْ، حيثُ أَحكَمَتْ "إسرائيلُ" سيطرتَها عليها بعدَ عُدوانِ 5 حَزيران/ يونيو 1967، وقامَتْ بِضمِّها إليها بَعدَ احتلالِها بقرارٍ مِنَ الكنيست عامِ 1980، خِلافًا لِقواعدِ القانونِ الدَّولِيِّ ولِقراراتِ مَجلسِ الأمنِ الدَّولِيِّ وميثاقِ الأممِ المتحدة. وتستمرُّ الحَفْرِيّاتُ "الإسرائيليةُ" فيِ القدسِ القديمةِ وأسوارِها، وذلكَ لإثباتِ "تاريخيَّتِها اليهوديةِ" دونَ جدوى، وفي استفزازٍ لا نظيرَ له للرأيِ العامِّ الدَّولِيِّ في كُلِّ مكان.
في 15 نيسان/ أبريل 2021 اتّخذتْ منظمةُ الأممِ المتحدةِ للتربيةِ والعلمِ والثقافةِ (اليونيسكو) قرارًا بالإجماعِ بتسميةِ المسجدِ الأقصى المبارَك/ الحرمَ القُدسِيَّ الشريفَ كمترادِفَينِ لمعنىً واحدْ، وقد أعادَ هذا القرارُ التاريخيُّ الأمميُّ موقفَ المجتمعِ الدَّولِيِّ مِنْ محاولاتِ تغييرِ طابَعِ المدينةِ المقدَّسْ، ووضعِها القانونيّْ، وبناءاً على هذا القرارْ، تعتبر جميعَ الإجراءاتِ التي اتخذَتْها "إسرائيلُ" لاغية وباطِلةْ، وطالبَ القرارُ اسرائيل بالتوقّفِ عَنِ انتهاكاتِها وإجراءاتِها الأُحادِيَّةْ.
وسبق أنَّ اليونيسكو اتَّخذَتْ تسعةَ عَشَرَ قرارًا استهدفَتْ منع تغييرَ معالِمِ مدينةِ القدسِ، والتصرُّفَ بتُراثِها الذي هو تُراثٌ يخصُّ البشريةَ جَمعاءْ.

وكانَتْ لجنةُ التراثِ العالميِّ هي الأُخرى قد أصدرَتْ عَشَرَةَ قراراتٍ خاصةٍ بالقُدسِ عبّرتْ فيها عن موقِفِها المُعارِضِ لممارَساتِ السُّلُطاتِ "الإسرائيليةِ" بشأنِ أعمالِ الحفرِ وإقامةِ الأنفاقِ والأعمالِ غيرِ القانونيةِ والمُدانةِ في القُدسِ الشرقيةْ، والتي تتعارضُ مَعَ اتفاقياتِ جنيف الأربعِ لِعامِ 1949 وقواعدِ القانونِ الدَّوليّ.
وعلى الرُّغمِ مِنْ إدانةِ المُجتمعِ الدَّولِيِّ واكتشافِ زَيفِ الروايةِ "الإسرائيليةْ"، إلّا أنَّ السُّلُطاتِ "الإسرائيليةَ" مستمرّةٌ في تصعيدِ اعتداءاتِها على الأقصى، سواءٌ بالسماحِ للمتطرفينَ بدخولِهْ أو تعريضِ المُصلّينَ لأعمالِ اعتداءٍ واستفزازٍ مستَمرَّين.
وأوضح؛
إنَّ انعقادَ مؤتمَرِنا هذا مناسَبةٌ مهمةٌ لمناقشةِ وَضعِ استراتيجيةٍ عربيةٍ موحَّدةْ، تأخذُ بالاعتبارِ التطوراتِ آنفةَ الذِّكرْ، لحمايةِ القُدسِ ودَعمِ سُكّانِها للصمودْ، سواءٌ على المستوى السياسيِّ والقانونيِّ، أو على مستوى الدَّعمِ الاقتصاديِّ والماديّْ، وفي إطارِ خُطّةٍ متدرِّجةٍ لتنميةِ القدسِ وجَلبِ استثماراتٍ عربيةٍ لها لدعمِ أهلِنا وتمكينِهِم من مواجَهَةِ التحديّاتِ الصهيونيةِ الهادفةِ إلى طَمسِ مَعالِمِ المدينةِ وتغييرِ وَجْهِها العربيِّ وإجلاءِ سُكّانِها مِن المسلمينَ والمسيحيينْ، وبالتالي تفريغِها من عناصرِ قوّتِها الأساسية.
ويحتاجُ ذلكَ إلى جُهدٍ عربيٍّ مُوحَّدْ، وتعاوُنٍ وتنسيقٍ بينَ الحكوماتِ العربيةِ والمنظَّمات غيرِ الحكوميةْ، وكذلك إلى تعاونٍ وتنسيقٍ في إطارِ منظمةِ التعاونِ الإسلاميِّ والاتحادِ الأفريقيِّ وغيرِهما مِنَ المُنظماتِ الإقليميةِ والدوليةْ. ويُمكِنُ جامعةَ الدولِ العربيةِ أن تلعبَ دورًا بارزًا على هذا الصعيدْ، لما تملِكُهُ مِنْ تجربةٍ وخِبرةٍ ورؤيةٍ سليمةْ، سواءٌ على المُستوى الدَّوليِّ والدبلوماسيّْ، أو في إطارِ عملٍ إعلاميٍّ واقتصاديٍّ يأخذُ مداهُ في التضامُنِ والدَّعمِ لِحمايةِ القُدسِ والحِفاظِ عليها كمدينةً مفتوحةْ، وعاصمةُ لدولةِ فلسطين.
فالجُهدُ العربيُّ المشترَكُ والمُوَحَّدُ يحتاجُ إلى وَضعِ قراراتِ المُنظماتِ الدَّوليةْ، بما فيها قراراتُ مجلِسِ الأمنِ الدَّولِيِّ ومنظمةِ اليونيسكو، موضِعَ التطبيقْ، وإلى أن تأخذَ طريقَها إلى التنفيذِ العمَلِيّْ، بحيثُ تكونَ رادعًا لِعَدَمِ المساسِ بصميمِ حقوقِ المسلمينَ والمسيحيينَ الدينيةِ والتاريخيةِ والأثريةِ والثقافيةِ والرمزيةْ،
أيُّها الحضورُ الكرام
إننا في مجموعةِ السلامِ العربيِّ نسعى لإطفاءِ بُؤَرِ النزاعاتِ العربيةِ – العربية، وفي كلِّ بلدٍ عربيِّ، ونسعى إلى حلِّ الخلافاتِ بالطُّرُقِ السِّلميَّةِ وعبرَ الحوارْ، وقُمْنا بعددٍ مِنَ المبادراتِ والوَساطاتِ والاتصالاتْ، مناشِدينَ أطرافَ النزاعِ وَجِهاتِ الصِّراعِ اللّجوءَ إلى حلولٍ سياسيةْ، سواءٌ على الصعيدِ الفلسطينيّْ، وذلكَ عبرَ التدخّلِ المباشَرِ بين حماس وفتح، بهدفِ توحيدِ الصفِّ والكلمة، أو على الصعيدِ اليمنيّْ، بالتواصُلِ مَعْ أطرافِ المعادلةِ الإقليميةِ والقوى الداخليةِ المتنازِعةْ، ومناشَدةِ الجميعِ لوقفِ الحربِ والاحتكامِ إلى لغةِ الحوارِ بدلًا مِنَ السلاحِ لحمايةِ وَحدةِ اليمنِ أرضًا وشعبًا.
كذلك نأمُلُ أن تتكلّلَ جهودُ الجميعِ لعودةِ سوريا سليمةً ومعافاةً إلى موقِعِها الطبيعيِّ ودورِها المعهودْ، واستعادةِ لبنانَ لمكانتِهِ ودورِهْ، وعودةِ العراقِ إلى موقعِهِ التاريخيِّ المُهمّ.
إننا مستعدّونَ للعملِ مَعْ جميعِ الفرقاءِ للوصولِ إلى إقامةِ السلامِ العادلِ والمنشودْ، ونمدُّ أيديَنا للعملِ مَعَ الحكوماتِ والمؤسَّساتِ المدنيةِ وغيرِ الحكوميةِ لنشرِ ثقافةِ السلامِ وتشييدِهِ وإدامتِهْ، وندعو إلى تعظيمِ نقاطِ الالتقاءِ وتقليصِ نقاطِ الخلافْ، بالتعاونِ معَ الجامعةِ العربيةْ، وصولًا إلى تعاونٍ عربيٍّ فعّالْ، سواءٌ لاستعادةِ الحقوقِ المسلوبة، أو لتحقيقِ التنميةِ المستدامةِ بجميعِ جوانبِها، في ظلِّ سلامٍ عادلٍ ووطيدْ، يبدأُ بدولةٍ فلسطينيةٍ عاصمتُها القدسُ الشريف.