جسور تبرعات أردنية " جوية - برية " مستمرة إلى تركيا وسوريا المنكوبتين

زينة البربور
بعد الفاجعة الدامية التي كسرت قلوب العالم بأسره إثر زلزال 6 شباط الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا كان للمملكة الاردنية كعادتها وقفة تضامنية مع شقيقيها المنكوبين استمرارًا لتنفيذ التوجيهات الملكية، حيث ارسلت منذ بداية الكارثة وحتى الآن مجموعة متكاملة من المساعدات اولها قافلة برية تتكون من "سبع قاطرات تحمل المواد الطبية والغذائية والإغاثية " عبرت الحدود الاردنية السورية وتم إيصالها إلى المناطق المتضررة وتوزيعها على مستحقيها من الأسر المنكوبة إضافة إلى طائرة عسكرية محملة بمساعدات إنسانية وصلت إلى مطار حلب، كما حطت إحدى طائرات سلاح الجو الملكي الاردني في مطار دمشق محملة مساعدات طبية وإنسانية.
وفي الأيام الاولى للكارثة تم ارسال أيضاً طائرة عسكرية تحمل مساعدات إنسانية ومواد طبية ومستلزمات إنقاذ و99 عنصر بحث وإنقاذ، يرافقهم 5 أطباء من الخدمات الطبية الملكية إلى البلدين..
ووفقا لبيان من وزارة الخارجية الاردنية فقد قامت القوات المسلحة الأردنية بتجهيز مستشفى ميداني عسكري يضم طاقما مكونا من 108 من الأطباء والممرضين والإداريين، وبسعة 24 سريرا، وعيادات جراحة عامة وعظام، تجميلية، أطفال، شرايين وأوعية دموية، الوجه والفكين، أعصاب، جراحة إصابة الحوادث، بالإضافة إلى اسعاف وطوارئ وغرفتي عمليات ومختبر أشعة وصيدلية ومساعدات طبية وعلاجية وتم إرساله إلى قرية بازارتشيش في مقاطعة قهرمان مرعش جنوبي تركيا، لعلاج المتضررين من الزلزال. 
وتم إقلاع طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي يوم الجمعة الفائت لتنقل المستشفى الميداني، وللتأكد من سير العملية الميدانية للمستشفى قام السفير الأردني والوفد المرافق يوم الأحد بزيارة الجمهورية التركيا وتفقد وضع المستشفى الذي تم إرساله بتوجيهات ملكية سامية.
وتوالت حملات التبرع حيث أطلقت نقابة تجار ومنتجي الأثاث وغرفة تجارة العقبة حملة تبرعات نقدية وعينية للأشقاء في سوريا تضامنا ومساعدة لهم، وقد بدات الحملة بتبرع 10 آلاف دينار من غرفة تجارة العقبة، كما قدمت عدة شركات تجارية مساعدات عينية ونقدية ليتم إيصالها لاحقا إلى المتضررين من الزلزال في الشقيقة سوريا.
وانطلقت الحملة بمشاركة متطوعين من هيئة "شباب كلنا الأردن” بالتعاون مع الغرفة ومساندتها للإشراف على جمع التبرعات لإرسالها للأشقاء المتضررين واستمرت عدة أيام لجمع أكبر حجم من التبرعات النقدية والعينية من مفروشات وأثاث وسجاد، بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية.
و كان لنقابة المهندسين بصمتها الخيرية لمساندة الشعوب الشقيقة حيث افتتحت خيمة لحملة إغاثة المتضررين من الزلزال لجمع التبرعات في مجمع النقابة، وبدورها اطلقت جمعية رجال الاعمال حملة تبرعات بالتسيق مع الجمعية الخيرية الهاشمية لدعم جهود الاغاثة والانقاذ.

ولم تنتهي سلسلة التبرعات بل قدمت شركة أدوية الحكمة "الحكمة" شحنة أدوية طارئة قيمتها 1 مليون دولارٍ أمريكي ضمن الجسر الإغاثي الجوي الذي أطلقته الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية إلى الجمهورية العربية السورية، وتتضمن الشحنة أدوية متنوعة وضرورية كالأدوية المضادة للعدوى ومسكّنات الألام والأدوية الأخرى التي تغطي مجالاتٍ علاجية مختلفة، سواءً ما يُعطى منها عن طريق الفم أو داخل المستشفيات.
وجهود الاغاثة الاردنية ما زالت مستمرة حتى اللحظة حيث قررت غرفة تجارة عمان يوم الاثنين تخصيص مبلغ قدره 100 ألف دولار من صندوق الغرفة، كمساهمة بالجهود الإنسانية لمساعدة المتضررين من الزلازل في سوريا.
ووفقاً لهيئة إدارة الكوارث التركية فإن الزلزال خلف حتى اللحظة 31 ألفاً و634 قتيلاً في جنوب تركيا، فيما أحصت السلطات 3581 قتيلا في سوريا  وقالت الأمم المتحدة إن هذه الحصيلة غير النهائية قد  "تتضاعف".
من الجدير ذكره أن الزلزال التي ضرب البلدين التركي والسوري حصل فجر يوم الاثنين 6/2/ 2023 بقوة بلغت 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية