"يوم الحب" مناسبة للتعبير عن الامتنان وتجديد العلاقات
حنين الأعيده
في مناسبة تعكس عمق المشاعر الإنسانية والسعي لترسيخ قيم الحب في النفوس من خلال تبادل الهدايا والذكريات بين الناس وتحت مسمى "الفالنتاين " يحتفل العالم في الرابع عشر من فبراير من كل عام بـ عيد الحب فيطغى اللون الأحمر على طبيعة الإحتفال ويفيض التسويق التجاري حول أهمية تقدير الشريك وطريقة التعبيرعن مشاعر الحب والهيام وما يصاحبها من مزاج جيد وراحة نفسية تحرك بدورها مشاعر السعادة المحفزة لهرمونات الجسم المسؤولة عن الصحة النفسية و يساعد على حماية الجسم من الإصابة بأمراض القلب ويقلل من الإصابة بالاكتئاب بحسب بعض الدراسات .
من ناحيتها بينت المربية اسيل أنها عادة ما تحتفل مع زوجها بيوم الحب ويتبادلون الهدايا البسيطة، وتفضل أن يكون هذا اليوم مختلفا، فهو فرصة ليتذكر فيه الشخص عائلته واصدقائه ويعبر عن مشاعره، وخصوصا بين الازواج فقد تخلق ظروف الحياة فجوة بين الطرفين ويأتي هذا اليوم كتنبيه لتعود العلاقة بروحها الجميلة وتعتبر يوم الحب يوما مميزا تنتظر من زوجها فيه التقدير ولو بكلمة واحدة يعبر فيها عن مشاعره ويؤكد فيها حبه لها.
بينما يفضل الشاب احمد زيارة المطاعم والمقاهي التي تزدحم بالعاشقين في يوم الحب، خاصة وأن تلك المحلات عادة ما تتزين بثوبها الأحمر إبتهاجا بهذا اليوم الذي يعتبره مناسبة للتعبير عن الإمتنان لمحبوبته ويحرص فيه على إختيار هدية مميزة تعبر عن مشاعره التي لا تحكيها الكلمات حسب وصفه.
وترى الطالبة الجامعية نرمين أن التعبير عن الحب لا يقتصرعلى مشاعرنا تجاه الجنس الآخر؛ فالحب قيمة غالية في النفوس تجاه كل ما يدور حولنا، فهي تستغل يوم الحب لتعبرعن حبها لعائلتها وصديقاتها وتبادلهن الهدايا البسيطة تقديرا لهذه الصداقة المتينة، وتفضل أن يكون هذا اليوم مختلفا ليس تقديسا له إنما لخلق روتين جديد بين الأصدقاء والعائلة.
اما الشاب حمزة الذي يمتلك محل لبيع الهديا والورود أشار إلى أن يوم الحب يعتبر يوما مميزا، حيث يبدأ اصحاب المحال التحضير له من بداية الشهر بتجهيز البضائع المميزة بلونها الأحمر، كما يحرصون على اختيار زينة المحل باللون الأحمر لجذب انتباه الزبائن فيزداد الإقبال خلال هذه الفترة وتنشط الحركة الشرائية بشكل ملحوظ.
بدوره بين استشاري الصحة النفسية الدكتورعلاء فروخ أن للحب مفهوم واسع لا يكتفي فقط بيوم واحد ولون واحد بل إنه متجذر بكامل تفاصيل الحياة ولا يستطيع الإنسان العيش دون الحب، ليس فقط الحب العاطفي بل حب الصداقة والحب الاجتماعي، فهناك درجات متفاوتة للحب بين الناس فكثير من الأشخاص وعلى الرغم من الإنجذاب العالي بينهم إلا انهم يفقدون لغة التواصل أو ليس لديهم القدرة لتشكيل صداقة أو لا تجمعهم اهتمامات مشتركة، مما يؤثر في العلاقات بينهم لما لها من مستويات وأنماط كثيرة.
وأشار إلى أن التعبير عن الحب والإحترام يمكن أن يكون بالكلام الطيب المحبب، الذي من المفترض ان يسعد الإنسان به لأنه يعبر عن إهتمام وإحترام الطرف الآخر، كما يمكن أن يكون سلوكيا كتقديم هدية تعبر عن شيء من التذكر والإهتمام وكلاهما يحمل مردودا إيجابيا على النفس، يزيد من عمق العلاقة ويقلل مشاعر التوتر بين الشريكين.
وأضاف الفروخ ان العاطفة تؤثر بشكل مباشر وقوي في علاقة الزوجين وحياتهما الأسرية من حيث الراحة والاستمرارية، فالزوجين اللذين تربط بينهما علاقة عاطفية قوية يتمتعان بصحة أفضل من أولئك الذين لديهم العديد من المشكلات العاطفية، فعلاقة الحب بما تضفيه على مزاج الإنسان من سعادة تساعد في الحفاظ على صحته العقلية والجسدية والاجتماعية، وبالتالي يشعر بالأمان والطمأنينة.
وأكد أهمية مراعاة القيم المتباينة لمفهوم الحب والتعبير عن المشاعر فليس كل شخص قادرا على التعبير بالكلمات ونسج القصائد الرومانسية، لافتاً أن يكون الأشخاص واقعيين في توقعاتهم تجاه الشريك فالمبالغة في تلك التوقعات قد تفقد الأشخاص فرحتهم بالأشياء البسيطة التي عادة ما تدعوا للسعادة والبهجة فتنعكس المشاعر لتتحول للخيبة والإحباط.
من جانبة اوضح أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ان كلمات المحبة والمشاعر والعلاقات الطيبة بين أفراد المجتمع تؤدي إلى تقوية العلاقات والترابط بين أبنائه وتعزز أواصر المحبة والتعاون والتلاقي والتكاتف بينهم كما تعزز الروابط الأسرية والفردية على مستوى الأسرة والأفراد.
وقال إن الهدية وإن كانت ابتسامة لها مكانة كبيرة تعزز من عمق العلاقات والإحترام المتبادل بين الناس، بصرف النظر عن مناسبتها تؤدي غرضها وهدفها في تعزيز الروابط، مبيناً أن الأشخاص الغير مقتدرين ماديا على شراء وتقديم الهدايا فيمكنهم الإستعاضة عنها بإتصال هاتفي او رسالة تحمل عبارات الثناء والتقدير والاحترام.
وبين الخزاعي أن أهمية الاحتفال بعيد الحب واجمل ما فيه أنه جاء كتذكير بمشاعر الحب في العلاقة بين أفراد المجتمع، فقد تكون مشاغل الحياه ومتاعبها ابعدت الأشخاص أو اغفلتهم عن التعبير عن مشاعرهم، وبهذا اليوم يمكن إرسال رسالة للتذكير بقيمة الحب واهمية وجوده في أيامنا وتجديد العلاقات بين الأزواج والأبناء والأسر وافراد المجتمع، مؤكدا أنه لا داعي للتفاخر والتباهي بالهدايا والاحتفالات بـ عيد الحب بل علينا التباهي والتفاخر بالحب نفسه بحيث يكون الحب شعارنا تجاه كل ما يدور حولنا.
من الجدير ذكره ان دائرة الافتاء بينت انه لا حرج على الازواج في تبادل الهدايا بينهم في اي يوم من ايام السنة، سواء كانت الهدية بمناسبة او غير مناسبة على انه لا يحبذ ان يرتبط الاهداء بيوم معين يرتبط بعادات وعقائد غير المسلمين، فالمسلم صاحب سلوك وشخصية مستقلة تنضبط افعالة دوما بتعاليم دينه وشريعته الاسلامية.