النخبة تناقش انتشار جرائم النشر الالكترونية وتزايدها

 مريم القاسم
ناقش ملتقى النخبة- elite انتشار جرائم النشر الإلكترونية تزايدها خلال الأعوام السبعة الأخيرة بنحو ستة أضعاف، وتساءل المتحدثون هل يعود ذلك الى انتشار قيم عدم التسامح او إلى قصور في التشريع او انحدار في منظومة القيم المجتمعية؟
قالت الدكتورة طيب الفاروسي ان انعدام التربية المنزلية هو اللبنة الأساسية التي يستند اليها لب الموضوع الحالي،  ثم انعدام الرادع والوازع الديني إضافةً إلى ضعف وتهلهل القوانين وانحيازها ربما لفئة دون أخرى ، مضيفة ان الظواهر الاجتماعية السيّئة كانت موجودة من قبل بشكل أقل لكن  وسائل الاعلام المتوفرة بكثرة الآن كشفتها بشكل واضح. 
وذكرت كاترين الشخانبة ان الجرائم الأخلاقية الإلكترونية تعدت حد الجريمة وواكبت التطور التكنولوجي فأصبحت الجريمة الالكترونية تحدث باستخدام تقنية المعلومات من افراد أو جماعات شكلوا نشاطا إجراميا من أجل الاحتيال أو الابتزاز أو التجسس. 
وبين مهنا نافع ان دمج المنصات الإخبارية والاجتماعية باستثناء بعض الدول اصبح ظاهرة عالمية، مشيرا الى ان انخفاض تكلفة الاشتراك بالشبكة العنكبوتية ادى لانتشارها بشكل واسع، وطالب مضيفا انه بمكافحة هذه الآفة  بنشر الوعي ، واستخدام العديد من الأساليب الحديثة ،والاستعانة  بخبراء تربويين وعلماء اجتماع . 
و اكد الدكتور مصطفى عيروط ان هذا القرن هو قرن الإعلام المجتمعي إذ أصبح الإعلام المجتمعي مؤثرا، وتؤثر قنوات التواصل الاجتماعي على فئات المجتمع وخاصة  الشباب ، كما انها  على اختلافها تؤثر في الرأي العام إيجابيا أو سلبيا اكثر من برامج تلفزيونية أو اذاعية ، موضحا ان الإعلام المجتمعي تفوق على الصحف الورقية التي على وشك الانتهاء عالميا والتي طورت نفسها عبر النشر الكترونيا .
وذكر موسى مشاعره ان الجرائم الإلكترونية أصبحت هي السائدة على مستوى العالم، وقد تكون على شكل شتائم او استغلال وتصيد للأخطاء الشخصية او استدراج بارتكاب جريمة او الابتزاز المالي والجسدي ، وامتدت الان  لتشمل سرقة البنوك او التدخل في السياسات العامة وسرقة المعلومات او التأثير  باستخدام  الأجهزة الحاسوبية القصد لتدمير اقتصاديات الدول وانتهاك  خصوصيتها . 
وبين الدكتور علي حجاحجة ان تفكك الاسرة واضعافها وتمزيق الروابط المجتمعية ادى لظهور تربة وأرضية خصبة لدى الناس السوداويين للتطاول على منظومة القيم والأخلاق والدين، يقابلها في الجانب الآخر تهاون في تطبيق القوانين واختراقها من قبل الواسطة والمحسوبية والمصالح الشخصية ، حيث وصلنا إلى درجة من المادية المجردة وضعف الثقة بالنفس. 
وبين محمود ملكاوي ان الجريمة الإلكترونية ترتكب لعدة أهداف منها، النيل من سمعة الضحية والتشهير بها بدافع الانتقام بالحصول على معلومات عن الضحية من صور ومقاطع فيديو وغيرها ، وابتزازها  وتهديدها وذلك من أجل الحصول على مكسب مادي أو معنوي ، وانتهاك فكر الضحية وخطفه ذهنياً. 
وبين ان من اشكال الجريمة الالكترونية، الاستيلاء على بيانات الضحية من خلال استخدام برامج قادرة على استرجاع البيانات المحذوفة عن ذاكرة الهاتف أو الحاسب الآلي، والحصول على بيانات الضحية من خلال فقدان جهاز الهاتف الخلوي أو جهاز اللابتوب، وسرقة حساب الفيسبوك 
وقال ابراهيم ابو حويله ان الساحة الإلكترونية تتميز بسهولة الاختراق وإمكانية الوصول المتاحة إلى أماكن بعيدة بالإضافة إلى سهولة الوصول وصعوبة اقتفاء الأثر وامكانية الفوز بالغنيمة دون الوقوع في مواجهة مباشرة، بالإضافة إلى المحددات المكانية والزمانية السياسية وكل هذا يجعل الجريمة الإلكترونية تبدو جذابة لفئات عريضة من المجرمين . 
و اكد هاشم المجالي ان الجرائم الإلكترونية هي نتاج الأشرار الذين لا تضبطهم القيم والاخلاق وهم اشرار بتصرفاتهم العادية من الاساس ، ومن هنا يجب التركيز على الإيجابية باستخدام وسائل السوشال ميديا وتعويد اطفالنا على الاستخدام الإيجابي لتصبح لديه عادة وجزء من تصرفاته الطبيعية . 
وذكر الدكتور موفق الزعبي ان هذا النوع من الجريمة له صور عدة، منها جريمة موجهة ضد الأشخاص بهدف الإساءة لهم أو ضد الآداب العامة، أو الدولة والنظام أو الأديان والمقدسات، أو بهدف بث الشائعات وتصل كذلك للترويج للعملات المزورة والممنوعات والتحريض على الفسق والفجور وحتى الاتجار بالبشر والتحريض على ارتكاب الجرائم، مؤكدا ان الرادع الاساسي لانتشار مثل هذه الجرائم هو الحفاظ على منظومة القيم الأخلاقية. 
وقال الدكتور خالد الجايح ان الحل لهذه الجرائم يكمن برفع المراقبة الذاتية للفرد، وان يقلل من عدد الجروبات التي يشترك بها لدرجة الصفر، وان لا يضع اي نشاط له شخصي او اجتماعي على وسائل التواصل الاجتماعي ، وان لا يشتري او يبيع عن طريق شبكة الانترنت ، فذلك سيعرضه أكثر لسرقة حسابه او تهكيره. 
وبين الدكتور عديل الشرمان، الفرق بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف خبيثة ولئيمة ، و استخدامها بهدف توعية الرأي العام وجلب المنافع والفوائد ، مشيرا الى ان كل مستخدم لديه هدف يسعى إليه وأسلوب وطريق مختلف تماما ، فالطريق الأول تغيب فيه المهنية ، وتغيّب مصالح الوطن لتحل معها الأنانية والمصلحة الخاصة ، اما الطريق الاخر فتتجلّى فيه الخبرة والمعرفة والإحساس بالمسؤولية ، ويكون الوطن حاضرا وتتقدم المصلحة العامة على الخاصة. 
ولفت الدكتور عيد ابو دلبوح إلى انه لو كان الماضي ذا اعلام صادق لبقيت الصحف مقروءة، والاعلام الحديث لا يغطي عن صدق الاعلام الورقي الحر، مضيفا اصلحوا احوالكم اولا وكونوا صادقين مع ناسكم وشعبكم وان لا تستغلوا الخبر للبقاء في مناصبكم ويتم الاسترزاق من الاخبار غير الصادقة وابقوا الجرائم الالكترونية فقط للامور التي تؤثر في الامن القومي والتي لا تتعلق بالأفراد يعني للقضاء على الجواسيس. 
وذكرت الدكتورة فاطمة عطيات ان الجرائم الالكترونية مصطلح جديد جاء مع انتشار استعمال التطبيقات الالكترونية الكثيرة والواسعة والمتنوعة ، مبينة ان معاقبة الناس على ما يفكرون ويقولون يتعارض مع حرية التعبير التي يجب احترامها في كل الدساتير والتشريعات والقوانين وفي كل المجتمعات ، لأنها حق من حقوق الانسان ، لافتة ان الناس اساءت استخدام تكنولوجيا التواصل من خلال الإساءة للآخرين سواء على مستوى الأنظمة او المؤسسات او الأفراد ، مبينة ان هذه الوسائل جاءت على حين غرة  وبتخطيط مقصود ودخلت حياة الكبار والصغار دون ادنى فكرة مسبقة ، ودون تعلم على كيفية استخدامها واستثمارها بطريقة ايجابية .