الدكتور رافع البطانية يكتب : الدور الأردني الهاشمي المشرف في سوريا
هكذا هو الأردن، وهكذا هم الهاشميين عبر التاريخ، قوميين وعروبيين بالفطرة، منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى تحت شعار وحدة.. حرية.. حياة فضلى..، يقفون دوما إلى جانب الأشقاء العرب، وإلى جانب الإنسانية في مختلف دول العالم في الأوقات الصعبة وأوقات المحن والشدائد من كوارث طبيعية، وحروب بشرية، فمنذ سبعة عقود والهاشميين يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم المحورية والأساسية، وفي مقدمتها القدس الشريف، وهاهو الأردن ومنذ حدوث الزلزال الذي ضرب أجزاءا من سوريا وتركيا، كان سباقا وفي مقدمة الدول التي أرسلت المساعدات إلى المناطق المنكوبة في البلدين، حيث قام جلالة الملك عبدالله الثاني وعلى الفور بالإتصال بأخيه الرئيس بشار الأسد معزيا بالضحايا ومبديا استعداده لتقديم أي مساعدة يحتاجها الأشقاء في سوريا، ففتح جسرا جويا وبريا لإيصال المساعدات العينية والفنية وفرق الإنقاذ الأردنية المحترفة في هذا المجال إلى سوريا وتركيا، واستطاع جلالة الملك بحكم علاقاته الدولية ودبلوماسيته التي تلقى احتراما في كافة دول العالم أن يحصل على استثناء من الإلتزام بتطبيق قانون قيصر الذي يفرض عقوبات على سوريا ليتمكن من مواصلة إرسال المساعدات إلى سوريا الشقيقة التي ما زالت تتدفق بشكل مستمر ومتواصل على مدار الساعة ، والدعم الأردني لسوريا الشقيقة لم يتوقف ومستمر منذ أكثر من عقد من الزمن منذ انطلاق الربيع العربي في عام 2011، حيث قام الأردن بفتح حدوده أمام اللاجئين السوريين، ووفر لهم كل التسهيلات والامكانيات المعيشية والحياتية لهم من أمن وأمان، ومأوى وتعليم وصحة، وفرص للعمل، حيث استقبلت الدولة الأردنية حوالي مليوني سوري ما بين لاجيء وزائر ومقيم، وهذا هو ديدن الهاشميين الذين عرف عنهم دوما يهبون لإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج أينما وجد وأينما وكان، والتاريخ شاهد على ذلك،كيف لا وقواتنا العسكرية والأمنية الباسلة منتشرة في معظم دول العالم لحفظ السلام ونشر الأمن والسلام والطمأنينة لشعوب العالم، وكوادرنا الطبية كذلك موجودة في العديد من دول العالم لتقديم المساعدة الطبية والعلاجية لمحتاجيها من شعوب العالم، فإنسانية الأردنيين والهاشميين طالت معظم أسقاع الدنيا، دون تردد أو وجل، سيبقى هذا البلد الصغير بحجمة وبإمكانياته المتواضعة ، والكبير بقيادته الهاشمية ومواقفها الإنسانية والسياسية المشرفة، مبعث فخر واعتزاز لكل أردني، يقاسم كل محتاج رغيف الخبز وشربة الماء، وللحديث بقية.