لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الأميركي"ميناري" للمخرج "لي ايزاك تشونغ"
لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الأميركي"ميناري" للمخرج "لي ايزاك تشونغ"
عمان 13 شباط - تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد من شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 14 شباط، الفيلم الأميركي"ميناري" للمخرج "لي ايزاك تشونغ"، وذلك بمقر المؤسسة بجبل عمان وفرع مكتبة شومان بالأشرفية وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء.
"ميناري" فيلم أميركي الإنتاج، كتب سيناريو الفيلم وأخرجه الكوري لي ايزاك تشونغ معتمدا على قصص من ذكريات طفولته. تروى أحداث الفيلم من وجهة نظر الطفل دافيد، الذي يبدأ أحداث الفيلم وهو ينظر من خلال نافذة السيارة التي تنطلق بالعائلة نحو الأرض الجديدة.
تجري أحداث الفيلم في فترة الثمانينات من القرن الماضي وتروي حكاية أسرة كورية بسيطة مهاجرة تعيش في أميركا منذ عدة سنوات، مكونة من أب وأم وابنة وابن والجدة التي ستلتحق بالعائلة وقد جلبت معها من الوطن بذور نبتة "ميناري"؛ وهي نبتة كورية شائعة الاستخدام في الأطعمة الكورية، تنتقل الأسرة إلى ولاية (أركانساس) بعد أن أشتري الأب مزرعة مهجورة يحلم بزراعتها بخضار ونباتات كورية، وتحقيق ارباح كبيرة من بيع ثمارها خاصة للجالية الكورية المتواجدة في المنطقة، ليوفر بذلك حياة أفضل له ولعائلته بعد أن أنهكه العمل في مزرعة كخبير في معرفة جنس الصيصان ذكرا كانت أم أنثى، هذا في حين أن زوجته ترضخ لرغبته مكرهة.
تعيش العائلة في الأرض الجديدة في منزل قديم متنقل، ويكتشف الزوج بسرعة أن الأرض تحتاج إلى ماء، ولرغبته في عدم إنفاق المال على شراء الماء يشرع في البحث عن موقع بئر ما في أرضه. ثمة في الفيلم مشهد معبر: يتبرع أحد الجيران، وهو رجل متدين، بمساعدة في البحث عن موقع للماء بالطريقة التقليدية بواسطة غصن شجرة يفترض به أن ينحني حين يقترب من موقع ماء، أو بالصلوات. لكن الزوج يقول إنه يفضل الطريقة الكورية، وهي استعمال العقل، رغم أنه سيلجأ بعد نكسات تعرض لها إلى الانضمام إلى المصلين في الكنيسة المحلية.
يعيش الأب حالة وسط بين جذور فارقها وحلم يسعى إليه متأثرا بما يسمى "الحلم الأميركي" الواعد بالنجاح الفردي، وذلك على العكس من زوجته القانعة بحياة بسيطة، أو الابن والابنة اللذين ترعرعا في أميركا ولا يشعران بانتماء لكوريا.
قصة مثل هذه قد توحي بأنها قصة نجاح تقليدية، لكن الفيلم يمضي بالفيلم نحو نهاية أخرى، فكل نجاح، ولو جزئي، يحققه الأب، ينتهي بنكسة. فحين ينجح الأب في حفر حفرة يعثر فيها على ماء ويبدأ الزراعة، سرعان ما ينضب الماء قبل أن يتمكن من بيع القليل مما أثمرته الأرض. وحين يتمكن من إقناع تاجر كوري بشراء ما نجح في زراعته من ثمار كورية، يعود للمزرعة ليجدها قد تعرضت لحريق كبير أتى على المخزن تماما. وحين تعثر الجدة على جدول صغير بالقرب من الأرض وتنثر على جوانبه بذور "ميناري" التي تنبت بدون جهد قرب المياه وتكتشف لاحقا أن زراعتها للبذور نجحت، يمر الفيلم على هذا مرور الكرام، كما أن الجدة التي نجحت زراعتها لبذور "ميناري" ستصاب بسكتة دماغية ستؤثر على قدراتها الجسدية.
هذه التقلبات تجعل من البنية السردية للفيلم غير تسلسلية بل تسير وفق ما يوصف بالمنعطفات أو التقلبات الدرامية. والحكاية في هذا الفيلم لا تكتسب أهميتها إلا بقدر ما تتضمن من أفكار منبثة في ثنايا الحكاية وما تثيره من نقاشات، سواء حول الهوية والجذور أو الحلم والواقع، او الإرادة ودورها في تحقيق النجاح، وغير ذلك.
يشار الى أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.
--(انتهى)