الجغبير لـ"الانباط": البدء بتنفيذ المدينة الاقتصادية بين الأردن والعراق

زينة البربور



تصدر اسم المدينة الاقتصادية المشتركة أبرز بنود الاتفاقية التي تم توقيعها خلال اللقاء الأخير الذي جمع كلا من الأردن والعراق حيث تقرر البدء بتنفيذ هذا المشروع خلال الفترة القادمة، وحول تفاصيل آلية تنفيذ هذا المشروع أجرت "الأنباط"  مقابلة خاصة مع رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس " فتحي الجغبير " وأوضح أن الهدف من مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة هو تعزيز آفاق العلاقات الاقتصادية بين الأردن والعراق من خلال استغلال كافة الميزات بالشكل الكامل لزيادة حجم الترابطات والتداخلات بين اقتصاد البلدين ورفع مستوى التكامل، مشيراً إلى الحاجة لإزالة كافة العقبات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين كل منهما، بغية تحقيق الاستفادة القصوى في خطوة تقدم لتحسين مستوى العلاقات بين البلدان.
وبين أنه يأتي هذا المشروع ضمن إطار مشاريع التعاون الثنائي بين الأردن والعراق والذي يستهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية ويسهم في تحقيق التكامل في عدد من القطاعات التي ستعود بالنفع على الطرفين، لافتاً انه يشكل فرصة لبناء تكامل اقتصادي أردني عراقي في العديد من المجالات وخاصة الصناعية، مبيناً احتمالية وجود - حدود طريبيل الكرامة - على الحدود بين الأردن والعراق بمساحةً تقدر بحوالي 20 ألف دونم مناصفةً بين البلدين.
وتحدث عن ابرز العوامل التي تساعد وتساهم بشكل كبير في إنجاح هذا المشروع، أبرزها الموقع الاستراتيجي المتميز لكلا البلدين والقرب الجغرافي وسهولة عمليات النقل والتنقل في ما بينها، الى جانب الاتفاقيات التجارية والاقتصادية ومذكرات التفاهم بين البلدان كاتفاقية التجارة الحرة، ومذكرة التعاون لتزويد العراق بالطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى مشروع خط أنبوب النفط الرابط بين موانئ البصرة وميناء العقبة، مضيفاً توقيع اتفاقية استيراد خام كركوك بين الاردن والعراق بداية العام 2022.
وشدد على أهمية العلاقات ذات الجذور التاريخية التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق ذلك منذ تأسيس الدولتين وعلى كافة الأصعدة والمستويات، إضافة إلى الجهود الكبيرة المبذولة في سبيل النهوض وتقوية العلاقات وتطويرها وبما يخدم مصالح البلدين.
وسألت " الأنباط " رئيس غرفة صناعة الأردن وعمان  عن الفترة التي سيتم تنفيذ فيها هذا المشروع، وأكد أنه وفقاً للبرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي فإن وزارة الصناعة والتجارة والتموين ستعمل خلال العام الحالي على استكمال الدراسات والتصاميم ووثائق العطاء وطرحه لتنفيذ مشروع المدنية الاقتصادية مع العراق، لافتاً أنه سيأتي استكمال الدراسات والتصاميم ووثائق عطاء المدنية الاقتصادية مع العراق الشقيق ضمن أولويات البرنامج التنفيذي للرؤية للأعوام (2023-2025) ومن خلال مبادرة تعزيز التبادل التجاري ونمو الصادرات المحلية (فرص استثمارية)، وذكر أنه حسب البرنامج التنفيذي للرؤية سيتم البدء في تنفيذ مشروع مع العراق خلال العام المقبل فيما يستمر التنفيذ حتى العام 2025.
وتابع انه بموجب الاتفاقية ستقدم الشركة الاستشارية الهندسية خدمات إستشارية لكافة متطلبات وإجراءات ومراحل وخطوات إستقطاب مطور للمدينة الإقتصادية العراقية الأردنية المشتركة بما في ذلك اعداد الوثائق اللازمة لمناقصة استقطاب مطورين للمشروع، مبيناً خطة الشركة بمباشرة أعمالها رسمياً بعد أسبوع من توقيع الاتفاقية وذلك وفقاً لأمر اصدار المباشرة بعد توقيع الاتفاقية.
وذكر أنه قد تم البدء فعلياً بالخطوات الإجرائية التنفيذية للمشروع الذي يتطلع اليه البلدان الشقيقان لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما في مختلف المجالات واحداث التنمية المطلوبة في مناطق غرب العراق وشرق الأردن، مؤكداً سعيها للعمل بأقصى طاقتها لتنفيذ الأعمال المطلوبة منها بدقة وسرعة عالية.
وأعلن الجغبير خلال حديثه لـ " الأنباط " أن مشروع إنشاء المدينة يحمل توقعات بتحقيق نتائج إيجابية، خاصة في ظِل الإمكانيات العالية التي يتمتع بها الطرفين، إلى جانب رفع حصة القيمة المضافة للمنتجات من خلال توسعة وإنشاء صناعات غير تقليدية، وتحقيق التكامل في عدد من القطاعات التي ستعود بالنفع على الطرفين، وبما يسهم في فتح آفاق جديدة وبالتالي زيادة القدرة المتوقعة في تشغيل العمالة الأردنية والعراقية. 
وذكر أن المدينة ستتيح بعد إنجازها رفع قيمة صادرات البلدين، من خلال إستفادة المنتجات والصناعات المنتجة فيها من إعفاءات ومزايا اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها المملكة مع العديد من البلدان بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف ما يتيح للمنتجات الأردنية فرصة الوصول الى أكثر من مليار مستهلك دون أي قيود فنية أو جمركية بما فيها أسواق البلدين الشقيقين كون المنتجات المصنعة في المدينة الاقتصادية ستأخذ صفة المنشأ المشترك.
وختم أن فرصة زيادة أحجام الاستثمارات بين البلدين ستكون كبيرة إثر افتتاح المدينة المشتركة، لأن الصناعة الاردنية تمتلك مقومات مميزة في عدد من القطاعات والصناعات ذات التنافسية العالية والتي يمكن من خلالها بناء شراكات واستثمارات كبرى في العديد من القطاعات (قطاع الصناعات الغذائية، وقطاع الصناعات الدوائية، وقطاع الأسمدة والصناعات الكيماوية، وقطاع التعبئة والتغليف والبلاستيك، وقطاع صناعات الألبسة والأحذية وغيرها من القطاعات).
من الجدير ذكره ان فعاليات منتدى الأعمال الأردني- العراقي بدأت في العاصمة بغداد مساء يوم الثلاثاء بمشاركة أصحاب الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين وحمل المنتدى شعار "الشراكة من أجل المستقبل” ليستمر مدة ثلاثة أيام ويضم كلا من غرفتي تجارة وصناعة الأردن وجمعية رجال الأعمال الأردنيين، وبالتعاون مع مجلس الأعمال الأردني العراقي، ويضم الوفد الأردني المشارك في أعمال المنتدى ممثلين عن شركات تعمل في قطاعات اقتصادية مختلفة.