كتب محمود الدباس.. هل يجب عليك الوقوع في الحفرة لكي تعلم انها عميقة؟!..



منذ فترة ليست بالبسيطة اجتهدت وحاولت ان اكتب في الكثير من الامور الاجتماعية.. والمشاكل التي لا يتحدث عنها الكثيرون لحساسياتها.. ولكنني اخذت على عاتقي اثارتها لانني اصبحت اسمع الكثير منها.. ومن اشخاص تأثروا منها..

فكانت ردات الافعال ممن يتابعوني متفاوته الاشكال والألوان.. ولن اعرِّج على نِسب كل صنف.. ولكن ما يهمني تبيان بعض الاراء..
فمنهم من شكرني بشكل عفوي لانه مقتنع..
ومنهم من شكرني لانني نبهته على بعض التصرفات التي كان يتعرض لها.. ويحسبها تصرفات بريئة من زميل او جار او بائع او حارس عمارة او طبيب او حتى من كبير سن..
ومنهم من هو على خلق ووعي كبيرين.. الا انه احتد عليّ وطالبني بالتوقف عن الكتابة بهذا الامر.. معللا ذلك ب اترك من يريد ان يفعل فليفعل.. وان الغالب من الناس اصبحوا لا تهمهم هذه الامور.. وما الى ذلك من علل..

قبل عدة اشهر.. طلب مني احد القريبين جدا مني ان ارافقه لاجتماع عمل يخصه.. ويريدني ان احضر معه مستمعا لتقييم الجانب التقني للتطبيق المستخدم.. لانه هو اعلم بالجانب الفني والمهني..
وفعلا حضرت ولم اتدخل خارج موضوع التقنية الا بموقف او اثنين.. اردت منها ان اثير انتباه ذلك الشخص لما يدور حوله..

وبعد خروجنا.. قلت له اتمنى ان تتعامل مع اناس آخرين.. او تتعامل معهم بطريقة اخرى..
فسألني لماذا تطلب هذا الطلب وانا اعرفهم منذ زمن؟!..
فرددت عليه.. الاجتماع كان طابعه رسمي.. ولكن بعض التصرفات منهم والايماءات والاشارات وحتى الابتسامات بينهم كانت تثير حفيظتي.. وتحديدا من الرجل الكبير في السن صاحب المصلحة..
فما كان منه الا ان احتد وقال لي.. انا اعلم كيف اتعامل مع من اعمل معهم.. ولكل عمل طبيعة في التعامل.. وظروف العمل تجعلك احيانا تتعامل باشياء مغايرة..
قلت له.. هناك اساسيات.. ولنقل انها مبادئ.. لا يجب ان تتغير تحت اي ظرف.. وعندما تتغير احيانا وتعود احيانا.. إعلم انها ليست مبادئ ولا هي من طبائعك.. وانما هي امور تحاول ان تضعها على شخصيتك..
اما من الناحية التقنية والتي طلبت تقييمي لها.. فالامر كارثي.. فهم بعيدون كل البعد عن الاستخدام الامثل لها..

كل هذه الامور.. لم تثني ذلك العزيز عن الخروج من ذلك المكان.. ولا حتى الى تعديل طريقة واسلوب التعامل.. او حتى توزيع عمله على اكثر من مكان.. تحسبا لاي طارئ..

وقبل عدة ايام.. اكتشفت ان هزة تقنية وادبية كبيرة وقعت في ذلك المكان.. الامر الذي ادى بذلك العزيز على نفسي بان يخرج من ذلك المكان.. وكانت خسارته المادية كبيرة.. وصدمته الاكبر باخلاق اؤلئك الناس.. فقال لي عبر اتصال هاتفي.. لم اتوقع ان تكون تلك الابتسامات والتصرفات البسيطة مقدمات لما حصل.. وانا آسف لعدم الالتفات لما قلته لي..

من هنا اقول.. يجب على كل واحد منا.. ان يكون له صبغة وطابع يعرفه الناس به.. وتكون كالهالة تحيطة.. في وجوده وغيابه.. الامر الذي يجعله يستشعر مبكرا باي شيء يحاك له من قبل الاخرين.. لان اي تغيير -صغر ام كبر- مِن قبلهم.. ويكون مغايرا لطبيعته وهيئته التي وضعها كمقياس للتعامل معهم.. سيعلم يقينا ان هناك امرا خلف ذلك التصرف.. اما التذبذب.. والسماح وعدم السماح.. والجدية والهزل.. في نفس المواقف والظروف.. تجعلك لا تعلم متى وكيف ستأكل الكف.. وحينها يكون الثمن باهظا جدا..

ابو الليث..