كتب محمود الدباس.. اخذوا 1500 دونم ملاصقة لميناء العقبة.. واختفوا..



على احدى مجموعات التواصل الاجتماعي.. وبينما كان الحديث منصبا على قصص الفساد التي نسمع عنها صبح مساء.. كتب احدهم منشورا مفاده ان مجموعة مستثمرين عرب.. استطاعوا تسجيل 1500 دونم ملاصقة وقريبة جدا من ميناء العقبة.. بحجة انشاء مصنع للسيارات.. وبعد ان استحوذوا على الارض وتصرفوا بها.. وجمعوا اموالا من الناس.. اختفوا.. وتبخرت اموال الارض وكل اموال الناس التي جمعوها.. وكان كل هذا تحت سمع وبصر الحكومة..

فرددت عليه برسالة على الخاص انني  اريد التحدث معك.. وعلى الفور رد "في اي وقت ابو الليث"..
وحين تحدثت معه تبين انه يعرفني من خلال بعض الاشارات التي اضعها على منشوراتي وكذلك مقالاتي.. وشكرني على سرعة التواصل والاهتمام بالموضوع..

سألته هل انت متأكد من ان المستثمرين هم غير اردنيين؟!..
رد علي نعم وهم من جنسية عربية..
فقلت له وهل انت متأكد.. قال نعم من اخبرني هو شخص مطلع..

سألته هل سلطة العقبة بالبساطة والسذاجة ان تسجل ارضا باسم اشخاص غير معروفين دونما قبض ثمن الارض على اقل تقدير؟!.. هذا على اعتبار انها تبيع اراضي..
قال هكذا حدث للاسف.. وعندما يكون الفساد مستشري يحدث الكثير..

سألته وما موضوع جمع اموال من الناس؟!..
قال نعم هم جمعوا اموالا من الناس بحجة الاستثمار.. وبعد ذلك حولوا الاموال خارج الاردن وعادوا الى بلادهم..

بعد هذا الحوار قلت له.. هل لي ان اقول رأيي؟!..
بداية انا نائب رئيس مجلس إدارة هذه الشركة ومن اصحاب فكرتها.. وانا مَن سعى لترخيصها واستخراج اوراقها بالشكل الرسمي.. وكل احداث المشروع كانت تحت سمعي وبصري..
اما المستثمرين فهم جميعهم اردنيين باستثاء واحد من جنسية عربية.. وجميعنا في الاردن ولم يغادر احد الا شريكنا العربي فهو يذهب كل فترة الى بلده واسرته..

والاسئلة التي اود انا طرحها.. الا يوجد واحد من الذين دفعوا اموالهم كمساهمين معنا -على حد قولك- يطالب بامواله من خلال المحاكم؟!.. ام اننا جلسنا امام المساجد نجمع الاموال للمشروع؟!..

ولماذا لم تطالب سلطة العقبة برقبة هؤلاء المستثمرين النصابين.. ام انهم دفعوا ثمن الارض التي اصلا غير قابلة للبيع؟!.. ولعلمك كل ما تم بين سلطة العقبة والشركة هو توقيع مذكرة تفاهم لكيفية استغلال الارض كمجمع لصناعات السيارات ومستلزماتها.. ولعلمك ايضا ان ال 1500 دونم مقام عليها الان مصانع لشركات اخرى..

ولن اخوض في حيثيات توقف المشروع.. لان المتضررين من هذا الموضوع هم نحن ولا احد غيرنا.. ونتحمل تبعات خساراتنا الشخصية والتي لم يشاركنا فيها احد غيرنا..
فما كان منه الا الاعتذار وحذف منشوره عن المجموعة وكتب كلمة ان ليس كل ما نسمعه حقيقة.. ويجب ان نتحقق..

من هذه القصة التي حدثت معي شخصيا.. ومن خلال الافتراءات التي تقترب من ان تكون فيلما هنديا استطيع القول بان الكثير -ولن أقول كل- القصص التي نسمعها هي نسج من الخيال مبنية على احداث حقيقة شابها بعض الغموض.. ولم يتم توضيحها من قبل المعنيين..
فوجب علينا دوما ان نتبين ونتحقق من اي امر قبل نشره او الخوض فيه..
ولنعلم ان هذا الفعل هو منهي عنه شرعا لما يسببه من اذى لمن يصيبهم..
ولنضع (( فتبينوا )) نصب اعيننا في اي امر..

ابو الليث..