"البلهارسيا" ٠٠ المعاناة مع رعب النزيف المستمر

هيا الجازي 

في كل ليلة يستيقظ سيف من نومه وهو يشكوا من  شدة الألم في منطقة البطن، وذهب ليفرغ المثانة، وهنا كانت المفاجأة بخروج الدم مع البول عدا عن القىء المتكررالمصحوب بالدم.
 وهرِعً سيف من المنظر، وذهب إلى المشفى وتبين أنه مصاب بتليف الكبد، وكان هذا أول طريق المعاناة الحقيقية.
وعند شرح الطبيب لـ أسباب المرض التي تتمحور في جزئين شرب المياه الملوثة أو التعرض لمياه راكدة ملوثة ، عادت به الذاكرة حيث كان خارج بنزهة مع اصدقائه، ونزل للسباحة في المياه الراكدة التي كانت سببًا بإصابته بمرض "البلهارسيا" وهي التي سببت له تليف الكبد عدا عن المضاعفات الأخرى.
وعند وصف ما حدث له للطبيب بين له أن هذه الديدان الصغيرة دخلت في جلده أثناء السباحة، ومن ثم تحركت عبر الدم إلى عدة مناطق مثل : الكبد والأمعاء، وبعد بضعة أسابيع ، بدأت الديدان بوضع البيض، وتبقى بعض البويضات داخل جسمه وبات يهاجمها جهاز المناعة بشراسة، في حين يتم تمرير البعض منها في بول أو البراز، موضحا له أن الديدان من الممكن أن تستمر في وضع البيض لعدة سنوات.

لم تكن مشكلة سيف فقط فى العلاج، إنما أيضا في تغير نظامهُ الغذائي، حيث كتب له الطبيب على أطعمة معينة وجميعها مسلوقة وخالية من أى نوع من التوابل.
وعند السؤال حول المرض تواصلت "الأنباط" مع استشاري الجهاز الهضمي والكبد والحميات، الدكتور مجدي عبد الرزاق ، الذي بين أن "البلهارسيا" تعمل على إلحاق الضرر التدريجي في الأعضاء . 
و تتسبب في حدوث ألم قطني واسهال ونزيف يؤدي إلى ظهور الدم في البراز و في الحالات المتقدمة يتضخم الكبد نتيجة فرط ضغط الدم في الأوعية الدموية، إضافةً إلى تضخم الطحال.
وأكد، غالباً لا تظهر لدى المصاب أي أعراض عند إصابته بـ "البلهارسيا"، ولكن الطفيلي منها  يمكن أن يبقى في الجسم لسنوات عديدة ويُحلق ضرراً للأعضاء مثل المثانة والكلى والكبد، وتعيش الديدان التي تٌسبب مرض البلهارسيا في المياه العذبة ، مثل: البرك والبحيرات والأنهار والخزانات .

 وتابع ، أن عادة ما تنتشر"البلهارسيا" في المناطق الأشد فقرًا، لا سيما المجموعات السكانية العاملة بالزراعة التي لا تتاح فيها فرص الحصول على مياه الشرب المأونة و وسائل الصحة المناسبة .

و أضاف عبدالرزاق ، أن "البلهارسيا" مرض تُسببه الديدان المفلطحة، وهو مرض مستوطن في عدة دول حول العالم ومعظمها في المناطق الإستوائية  مثل: دول افريقيا وامريكا الجنوبية وبعض الدول من اسيا، ويصيب قرابة 200 مليون شخص العالم .
و هناك العديد من الاوبئة مثل الكوليرا و التهاب الكبد الوبائي، تنتقل عبر الماء و تصيب الجهاز البولي و الجهاز الهضمي و الكبد و غيرها من الامراض.
و أردف، أن لِهذا المرض اعراضاً اساسية مفرطة تكون مباشرة بظهور طفح جلدي وإثارة حكة شديدة عند دخول هذا الطفيل للجسم، وارتفا ع في الحرارة لفترة طويلة ثم يليها تليف بالكبد و ألم بالبطن و حدوث التهابات حادة ومزمنة بالمثانة البولية، ويعاني المريض من صعوبة في التبول و نزول الدم في الفضلات ، و تزاد فرص حدوث السرطانات في الحالات المتقدمة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات من داء "البلهارسيا" يقارب عشرين ألف حالة وفاة في العالم سنويا.
و عن طرق العلاج والوقاية منه أوضح ، اخصائي الجهاز الهضمي، الدكتور سامي سالم، أنه لا يوجد أي لقاح ضد البلهارسيا؛ لذلك من المهم إدراك الخطر واتخاذ الاحتياطات اللازمة عند السباحة أو اللعب في المياه العذبة
و شدد سالم، على اهمية شرب الماء المفلترأو المغلي الخالي من الطفيليات، على الرغم من أن البلهارسيا لا تنتقل عن طريق شرب المياه الملوثة، إلا أن المياه الملوثة إذا لامست الشفاه، فقد يصاب الشخص بالعدوى. 
وتجهيز الماء المستخدم للإستحمام، وذلك بغليه لمدة دقيقة واحدة لقتل الطفيليات، قبل الاستحمام لتجنب العدوى.
من الجدير ذكره أنّ داء "البلهارسيا" يخلّف آثاراً اقتصادية وصحية كبيرة، حيث أن الداء يعيق أكثر من أن يقتل؛ فبإمكان هذا المرض أن يتسبّب في إصابة الأطفال بفقر الدم وعرقلة نموّهم وأدائهم المدرسي، على الرغم من إمكانية تدارك الوضع بالعلاج في أغلب الأحيان. وقد يؤثر هذا المرض، إذا تطوّر إلى الشكل المزمن، في قدرة الشخص على العمل، ويمكنه -في بعض الحالات- أن يؤدي إلى الوفاة.