مستشفى الاميرة راية ..سوء في التشخيص ونقص في الكوادر والخدمات واكتظاظ بالطوارىء

مدير المستشفى يمتنع عن الرد على الملاحظات والشكاوى

ابو اليقين: جزء من المراجعين هدفهم تجديد العلاجات المزمنة والوزارة بصدد رفع سوية المستشفيات الطرفية

الأنباط- حنين الإعيده

اشتكى مواطنون لواء الكورة من شح الخدمات المقدمة ونقص الكوادر الطبية والتمريضية وبعض الاختصاصات والاكتظاظ داخل قسم الطوارىء والعيادات الخارجية، إضافة إلى النقص في الاسرة والتزاحم على المختبرات وغرف الاشعة في مستشفى الاميرة راية الحكومي الذي يقدم خدماته لأكثر من 200 الف مواطن في اللواء .

واشتكى طلال لـ"الأنباط" من عدم وجود وحدة تعالج الجلطات الدماغية في مستشفى راية او حتى طبيباً مختصا في هذا المجال ، مبيناً أن التجارب كثيرة مع هذا المستشفى الذي يعاني من نقص كبير في الخدمات الصحية والكوادر المتخصصة ، فجميع الاطباء هم مقيمين أو يسدون النقص من مستشفيات اخرى، إضافة للنقص في الاجهزة الضرورية كجهاز الرنين المغناطيسي .

وأضاف أنه تعرض لجلطة دماغية في منزلة فتوجه مباشرة لقسم الطوارىء في المستشفى وأخبر الطبيب المناوب أنه يعاني من اعراض جلطة دماغية إلا أنه لم يكترث لكلامه، الأمر الذي دعاه لطلب المساعدة من إحدى قريباته وهي طبيبة امتياز في ذات المستشفى لتحوله للفحص الطبقي وتستدعي طبيب الباطني ، الذي أرسله لمستشفى الاميرة بسمه في اربد، ما كلفه الكثير من الجهد والوقت الذي كاد أن لا يسعفه للوصولليتلقى العلاج ويعرض على طبيب مختص.

من ناحيته بين "حسين.. " لـ"الأنباط" أنه يعاني من مشاكل صحية في الرئة إضافة إلا أنه مريض بالسكري وغالبا ما يشعر بالتعب الشديد وضيق في التنفس ما يستدعي نقله لقسمالطوارىء في المستشفى ذاته ويعرض على الطبيب العام الذي بدوره يتعامل مع حالته بإعطاءه مضاد حيوي وإبرة مسكنة، وعندما طلب من منه عرضه على الطبيب المختص لأنه لم يشعر بتحسن نهائيا وحالته الصحية تزداد سوءاً، الطبيب العام رفض ذلك بحجة أنه يتم استدعائه للحالات الطارئة فقط، إلا أنه اصر على استدعاء المختص وبعد حوار مع الطبيب العام انتهى بإجراء مكالمة استدعى فيها الطبيب الباطني المناوب الذي رفض الحضور قائلا "اذا بنزل عالطوارىء كل الناس بدها ياني " ليضطر في النهاية ورغم تعبه أن يذهب بنفسه لغرفة طبيب الباطني في قسم العيادات ليكشف عليه.

وقالت "تيماء..." عن تجربتها في عيادة النسائية في مستشفى الاميرة راية إنها رغم الانتظار لثلاث ساعات وأكثر والاكتظاظ في ساحة الإنتظار مما يضطرها للمغادرة والعودة لأكثر من مرة في نفس اليوم بسبب حالتها الصحية التي لا تسمح لها الجلوس على مقاعد الانتظار لفترة طويلة، إلا أنها في النهاية لا تأخذ حقها في التشخيص من قبل الطبيب ودائما ما يكون على عجلة فلا تشاهد حركة الجنين من خلال جهاز الفحص القديم بحسب وصفها ، ويعطيها معلومات سطحية عن وضعها ووضع الجنين.

وأشارت "أنعام..." أنها انتظرت جالسة على كرسي متحرك لعدة ساعات أمام عيادة العظام لتدخل للطبيب الأمر الذي انتهى أن هناك سوء تشخيص من طبيب الطوارى وإجراء خاطىء بتحويلها لعيادة العظام، وتبين أن الألم الشديد في رجلها ناتج عن تعرضها لجلطة دماغية وليس كسراً او رضوضاً تستدعي تدخل طبيب العظام.

"الأنباط" حاولت اخذ رد على هذه الملاحظات مع مدير مستشفى الأميرة راية الحكومي الدكتور محمد عيسى ابو حلاوه، إلا أنه أمتنع عن الرد بشكل غريب!! .

بالمقابل أوضح مدير إدارة الشؤون الفنية للمستشفيات في وزارة الصحة الدكتور عماد ابو اليقين، أن المستشفيات الحكومية مقسمة لتعليمية ومركزية وطرفية وتحويلية وتعتبر التحويلية الاعلى والتي يتوفر فيها كافة الاختصاصات الطبية الرئيسية والفرعية والمركزية يتوفر فيها الاختصاصات الرئيسية وبعض الفرعية، والمستشفيات الطرفية الذي يعتبر مستشفى الاميرة راية واحداً منها وغالباً ما يتوفر فيها الاختصاصات الاساسية الاربعة، وهي ؛ الباطني والجراحة والنساء والأطفال مبينا ان النظام الصحي في الاردن ينقسم لقسمين وهما الرعاية الصحية الاولية التي تقدم من قبل المراكز الصحية والرعاية الصحية الثانوية التي تقدمها المستشفيات .

وأضاف أن مستشفى الاميرة راية يخدم لواء الكورة البالغ عدد سكانه 200 الف كما يخدمهم جنبا الى جنب مراكز صحية عددها 17 منها أولية واخرى شاملة يتوفر فيها بعض الاختصاصات، إضافة لطبيب اسرة يحل محل اطباء الاختصاصات الرئيسية الاربعة وهذه المراكز منتشرة بجميع مناطق اللواء، لذا الأصل في المريض أن يراجع المراكز الصحية في منطقته لتلقي العلاج وفي حال تم تحويلة من قبل المركز الصحي يتم تحويله أولا ً للمركز الصحي الشامل ومنه للمستشفى ان استدعت الحاجه .

وبين ان الخدمات المتوفرة في مستشفى الاميرة راية تقدم من اربع عيادات رئيسية وهي الباطنية والجراحة والنسائية والاطفال بالاضافة لعيادة الانف والحنجرة والعظام والجلدية والمسالك البولية والعيون والنفسية وعيادة اسنان تخصصية، وبلغت نسبة الأشغال سابقا 30 بالمئة ثم ارتفعت لتصل لنحو 50 بالمئة لفترات مختلفة الا انها لا تتجاوز ال 60 بالمئة في أعلى حالاتها، كما يوفر جهاز طبقي محوري واجهزة اشعة اساسية ويقدم خدمات الجراحة الاساسية في جميع العيادات الموجودة في المستشفى .

واشار إلى أن الازدحام في العيادات أمر اعتيادي وان فكرة الانتظار لساعات يقابلها انتظاراً لأشهر في بعض الدول وفي محاولة للتعامل مع هذا الأمر قامت الوزارة بزيادة عدد العيادات وخصصت عيادة طارئة للحالات التي تستدعي تدخل الطبيب بشكل سريع وعاجل .

واضاف أبو اليقين أن المشكلة الاساسية والتي تتسبب بالاكتظاظ ان هناك جزء كبير من مراجعي العيادات هدفهم الاساسي تجديد العلاجات المزمنة وصرفها رغم أن هذه الخدمة يمكن ان يتلقاها المريض في المراكز الصحية بعد أن يقوم بتحويل ملفه إليها ليصرف علاجه فيها عدا عن ان المراجعين غالبا ما يتزاحمون في الساعات الباكرة رغم ان دوام العيادات ينتهي الساعة الرابعة وهذا مرتبط بثقافة المواطن نفسه .

وتابعان الوزارة تتبع نمطا جديداً بالتعاون مع البريد الأردني من شأنه تقليل الازدحام وتوفير الوقت والجهد على المواطن من خلال اجراء "التوصيل الدوائي" عن طريق تطبيق الكتروني يسجل المريض من خلاله ادويتة وتصله للمنزل عبر البريد .

وعن الازدحام في قسم الطوارىء قال ابو اليقين إن هذه المشكلة ليست مشكلة مستشفى الاميرة راية وحده إنما هي مشكلة القطاع الصحي المدني والعسكري في المملكة، فالاصل في من يزور قسم الطوارىء أن تكون حالته طارئة تستدعي تدخل طبي للحيلولة دون فقدان الحياة اوحدوث مضاعفة في المرض، وفي دراسة اجرتها الوزارة حول من يزور قسم الاسعاف والطوارىء بينت ان 20 بالمئةمن الحالات تصنف بالطارئة في حين 80 بالمئة غير طارئة وبالعرف الطبي لا تستدعي زيارة قسم الاسعاف والطوارىء .

وبين أن العرف الطبي العالمي وضع تصنيفا للحالات الطارئة فمنها حالات انقاذ الحياة وتشمل توقف القلب والرئه والتحسس الشديد وحوادث السير وحالات طارئة بحاجة لتدخل طبيب باقرب ساعه للحيلولة دون مضاعفة المرض وزيادة خطورة الحالة كالجلطات القلبية او الدماغية او الازمات الربوية، وحالات اصابتها طارئة لكن يمكن تأجيلها لعدة ساعات كالحروق البسيطة والكسور والجروح وحالات لا يجب أن تكون متواجدة في قسم الاسعاف والطوارىء وللطبيب الصلاحيات في أن يتابعها بعد ست ساعات اذا فرغ من معالجة الحالات السابقة .

واشار إلى أن النسبة العظمى من المراجعين هم من التصنيف الرابع وهذه الحالات هي من تشكل الاعتلال في تقديم الرعاية الطبية العاجلة في قسم الإسعاف والطوارىء وهم من يزاحمون المحتاج للرعاية الطبية، مبيناً أنهم يرهقون المرافق الصحية والطبيب و يؤثرون على النظام الصحي بشكل سلبي، وبالتالي لو تم استثنائهم وتحويلهم للمراكز الصحية لن يكون هناك تزاحم ولا نقص في الاسرة وسيتلقى المريض الرعاية بشكل افضل دون تزاحم وهذا الامر يتطلب التوعية واحداث تغيير في الثقافة المجتمعية .

وعن عدم تواجد طبيب الباطني المختص في قسم الطوارىء باستمرار اوضح أن قسم العناية الحثيثة والقلبية تعتبر مناطق عالية الاعتماد على الطبيب ويجب تواجده فيها بشكل أكبر لأن احتمالية الانتظار للمريض المدخل تقل في حال حدوث مضاعفات بشكل مفاجىء حيث يحتاج المريض لتدخل طبي فوري .

وبين ان الاطباء الموجودين في قسم الاسعاف والطوارىء في المستشفيات الطرفية خاضعين لدورات تدريبية في أسس الرعاية الطبية العاجلة لتقييم وعلاج جميع الحالات الطارئة التي قد تصلهم، بحيث يتعامل الطبيب العام معها حسب الأسس والبروتوكول الطبي وبحسب المسح الأولي يتم التنسيق بين الطبيب العام وطبيب الباطني المختص واستدعاءه ليقيم الحالة ويدخلها اذا تطلبت ذلك ويقوم بالتنسيق مع المستشفيات التحويلية في حال استدعت تدخلات اخرى .

واكد أن الوزارة تسيير في إجراء ترفع من خلاله من سوية المستشفيات الطرفية لتكون تعليمية يتوفر فيها جميع الاختصاصات والقدرات وتسعى ايضا للتوسع في تقديم خدمات طب الطوارىء التخصصية لتكون غالبية المستشفيات متخصصة .