ارتفاع الضغط ناقوس خطر يدق دون استجابة فعالة

هيا الجازي

تُشير الدراسات التابعة لوزارة الصحة أن نسبة الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم يقدر بحوالي 32% من سكان المملكة ممن هم فوق سن 25 عامًا ، هذه النسبة المتوقع ارتفاعها في المستقبل القريب تدق ناقوس الخطر حول انتشار هذا المرض بطريقة متسارعة للغاية  . 
من ناحيته بين مقيم امراض القلب والشرايين، زايد الحويطات، أن مرض ارتفاع ضغط الدم أو ما يسمى بـ "القاتل الصامت" هو احد الأمراض القاتلة مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في أعراضه التي قد لا تكون لها علاقة بشكًل مباشر بالمرض ذاته ، يعود ذلك لتشابه أعراضه  مع أمراض أخرى، مثل الصداع وألم الصدر، وزيادة خفقان دقات القلب، إضافة لـ الإعياء عام وارتفاع حرارة الجسم ، والتوتر الشديد.
و اشار إلى أن نوعية الغذاء والعادات الصحية السيئة إضافة لـ النظام الغذائي المضر للغاية والذي يشمل نسب عالية من الصوديوم ومنخفضة من  البوتاسيوم الذي يتبعه غالبية سكان الأردن أحد أسباب ارتفاع نسب المصابين بضغط الدم.
و أوضح أن هناك طريقتين لقياس ضغط الدم بـ رقمين مختلفين، الأول يعرف بـ"الانقباضي"، ويقيس الضغط في الشرايين عند ضخ الدم في الجسم، أما الأخر فهو "الانبساطي" الذي يقيس قوة الدم عند جدران الشرايين أثناء ارتياح عضلة القلب بين النبضات.
وتابع يكون القياس الطبيعي انقباضي 120 / انبساطي 80 ، أما عند بلوغ ضغط الدم 140 انقباضي/ 90 انبساطي فهذا يعني أن الشخص مصاب بارتفاع ضغط الدم ، وفي حالة كان  الرقم 180/ 120 فهذا يعني أن الشخص يعاني من فرط ضغط الدم الطارئ، وهو أمر يستلزم العناية الصحية الطارئة.
وأضاف الحويطات، من السهل طريقة تشخيص هذا المرض؛ عن طريق مراقبة ضغط الدم مبينا أنه كلما تم اكتشاف المرض في مراحله الاولية، كانت عملية السيطرة عليه والتقليل من شدة الاعراض المصاحبة له اسهل. 
بدورها بينت استشارية امراض الكلى وارتفاع ضغط الدم، الدكتورة كاتبة الربضي، أن هناك عدة عوامل تتسبب في ارتفاع ضغط الدم  تقسم لقسمين  أولية وهي ذات النسبة الأكبر ولها عوامل بيئة و وراثية ، والقسم الأخر نسبته اقل، مرتبطة بأمراض أُخرى ، مثل الغدد الصمّاء، وامراض الشرايين والكُلى والسكري إضافة لـ  بعض الأدوية مثل الكورتزون وبعض المسكنات .
وأضافت أن هناك عدة طرق لعلاج ارتفاع ضغط الدم  الذي يعد العامل الأكثر انتشارًا لأمراض القلب والشرايين وذلك عبر البدء بتغير نمط الحياة واتباع حمية صحية وممارسة الرياضة وإنزال الوزن والتوقف عن التدخين، واخد العلاجات المناسبة التي يقررها الطبيب، مشددة  ضرورة اجراء فحص دوري سنوي لكل من تجاوز عمره 25، ويفضل أن يتواجد في كل منزل جهاز قياس ضغط الدم . 
وحول الأغذية التي تساهم في تقليل ارتفاع ضغط الدم المرتفع ، أشارت أخصائية التغذية، مريم الموسى، أن اللبن الذي يحتوى على فيتامين "د" والسبانخ، والفاصوليا الغنية جدا بالألياف والكالسيوم والمغنسيوم، والشكولاتة الداكنة والتي تعمل على تعزيز تدفق الدم في الأوعية الدموية لاحتوائها على البوتاسيوم والمغنسيوم، إضافة للموز والفواكه المجففة والرمان .
وشددت ، على ضرورة الابتعاد عن الأغذية العالية جدًا بالأملاح مثل ( المخللات ، البسكوت المالح، الأطعمة المقلية)، وأكل الشمندر الذي لديه القدرة  على تقليل من ضغط الدم المرتفع بحسب دراسة حديثة حول ذات الشأن ، مشيرة إلى أنه من الضروري ممارسة الرياضة، لمِا لها من أثر إيجابي على صحة المريض
من الجدير ذكره أن منظمة الصحة العالمية أجرت دراسًة حول انتشار مرض ضغط الدم الذي يُعد السبب السادس للوفيات في العالم حيث وصل عددهم عام 2019 إلى 18 مليون حالة وفاة حول العالم، ممن يعانون من امراض ارتفاع ضغط الدم ، إضافة لـ طرق اكتشافه والسيطرة عليه، وخلصت الدراسة إلى أن هناك ارتفاع في اعداد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم حيث وصل عددهم إلى نحو 1.3 مليار شخص حول العالم  نسبة كبيرة منهم لا يعرفون أنهم مصابون به .