الاحزاب تطالب باتخاذ موقف عملي وحاسم تجاه اعتداءات الاحتـــلال على "الأقصى"

مريم القاسم 
لا شك ان التصعيد الصهيوني في المقدسات الاسلامية في فلسطين هي محاولة فاشلة من قبل هذا المعتد لزعزعة امن واستقرار الاردن ، لكنه لا يعلم أن الوطن عصي على مثل هذه التحركات البائسة التي تحمل العديد منها على مدى الأعوام السابقة ، ويعد الاردن منطقة حساسة سياسيا كونها تعد مركزا استراتيجيا في المنطقة ، والملاذ الاول لللاجئين العرب . 
من ناحيته اكد جلالة الملك في حديث خاص لقناة "CNN”أنه في حالة حدوث صراع من قبل دولة الاحتلال ضد الاردن فسيكون هناك ردا من الجانب الاردني ، مشددا على اهمية الولاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية على حد سواء ، والعمل باقصى الجهود والطاقات على حمايتها من العدوان الصهيوني الذي يحاول بشتى الطرق اثبات ان القدس والمسجد الاقصى ملك لليهود . 
وفي ذات السياق أجتمعت الاحزاب الاردنية على اختلاف توجهاتهم على انه ان الاوان لاتخاذ مواقف فعلية ضد تصرفات العدو ، خاصة بعد اقتحام بن غفير للمسجد الاقصى بشكل مستفز للعرب والمسلمين  ، ولم يستغرب امين عام الحزب الشيوعي فرج اطميزة هذه التصرفات ، معيدا السبب ان الكيان الصهيوني بشكل عام يوجه سياساته ضد العرب بشكل عام والاردن بشكل خاص ، موضحا ان احد الوسائل الضاغطة على الاردن وعلى الاطراف العربية هو استفزازهم في اقتحام الاقصى . 
واضاف في تصريحات خاصة لـ"الأنباط" انه يجب ان يكون هناك اجراءات حاسمة لهذه العنجهية الصهيونية ، وبمقدمة هذه الاجراءات قرار تجميد العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير الاردني ، والطلب من سفير دولة الاحتلال مغادرة البلاد وان لا نكتفي باستدعاء سفير دولة الاحتلال تحميله مسؤولية ما حدث . 
واكد اطميزة اننا كحزب نسعى جاهدين ان نعبر عن راينا بالشارع العام ، حيث تم اصدار بيان من ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية التي نحن جزء منها ، وخاصة ان الاردن مستهدف بهذا الموقف بالذات ، مبينا  ان هناك موقف واضح وصريح للاردن لكن هذا لا يكفي ، فالاردن قادر ان يفعل الدور العربي  ، مشيرا إلى أننا نواجه حكومة اليمين المتطرف لا يهمها الا مصلحتها وتقول لكل الدول العربية انتم لستم بالحسبان . 
ومن جهته اكد امين عام حزب الجبهة الاسلامية المهندس مراد العضايلة ان ما قام به بن غفير من اقتحام للمسجد الاقصى هو استفزاز للامة العربية والاسلامية ، في محاولة منه التاكيد على احقية اليهود بهذا المكان الذي هو قبلة المسلمين الاولى ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا يتطلب موفقا يكافئ هذا التصرف الصهيوني .
 واشار الى ان حكومة نتنياهو والتي تتشكل من احزاب دينية صهيونية تقود المنطقة لحرب كبرى ، لذلك يجب ان يكون الاردن في مواجهة هذه الحكومة ، ونحن راينا موقف الحكومة الاردنية باستدعاء السفير لكن نعتقد ان الامر يتطلب مواقف عملية ، اولها طرد السفير من الاردن ، وقطع العلاقات الاقتصادية والغاء اتفاقيات الغاز والماء والكهرباء ، فالاردن يملك اوراق ضغط على الجانب الصهيوني ، من حيث الحدود فانه يمتلك حدود تمتد 400 كيلو مع فلسطين ، ويملك العلاقة مع الاقصى وقضية اللاجئيين .
وشدد العضايلة على انه يجب الانفتاح على قوى المقاومة في فلسطين وعلى راسها حركة حماس والجهاد الاسلامي وغيرها من قوى المقاومة ، والمطلوب من الاردن دعم رباط المسجد الاقصى والانفتاح على القوى التي تقود الرباط والعمل على اسنادها سياسيا وماديا واعلاميا ، ودعم جهاد الشعب الفلسطيني وتعزيز ثباته على ارضه ، وهذا يتطلب سياسات جديدة ومراجعة كل ما يتعلق بمرحلة التسوية منذ وادي عربة الى اليوم ، موضحا ان هذه الساياسات لم تجلب للاردن الا الضعف .
ونوه الى ضرورة الانفتاح على المجتمع ، وتشكيل جبهة داخلية اردنية قادرة على مواجهة الصهاينة ، واعتقد ان تشكيل جبهة وطنية متماسكة في مواجهة هذا الخطر الصهيوني هو الحل الامثل الان ، وهي القوة الاساسية التي ممكن ان يستمد منها النظام قوته لمواجهة العدو .
من ناحيته  قال الناطق الاعلامي باسم الحزب الديموقراطي وائل المنسي ان الحزب استنكر تصرف  بن غفير وزير الأمن الداخلي لدى الكيان المحتل على اقتحام المسجد الأقصى تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الصهيوني، معتبرا ان هذا التصرف ما هو الا دليل على استمرار السياسة الصهيونية الإجرامية تجاه القدس وكافة الأراضي الفلسطينية من قتل وهدم بيوت وغيرها من الممارسات القمعية  مؤكدا ان هذه السياسات والممارسات تستوجب موقفا أردنيا رسميا وشعبيا واضحا تجاه هذه السياسات الفاشية كما تستوجب تنسيقا عاليا أردنيا وفلسطينيا واتخاذ خطوات عملية رادعة للاحتلال الصهيوني كإلغاء اتفاقية الغاز مع هذا الكيان.