دوجانة آل الحصان:ابواب الحياة .. كل عام وانتم بخير

ابواب الحياة .. كل عام وانتم بخير
 دوجانة زياد آل الحصان
جالسة مع والدي كعادتي الصباحية أبادله أطراف الأحاديث حتى تلك التي لا معنى لها فيستمع لي بكل انصات وإهتمام وهو متكئ  على عصاه التي أهداه الزمن ملامحها وهو الذي كان عصي على الإتكاء طيلة سنوات حياته .. 
حتى إذا بلغنا نقاشاً ما يخص هذا العام سألته أن يصف لي الدنيا بعد سنوات هذا العمر  ، فأجابني قبل أن أستطرد بسؤالي  ( يابا الحياة كأنك دخلتِ من هالباب وطلعتِ من هذا الباب )
قبلت يداه ونهضت مسرعة إلى مكان آخر وأنا أرى تجاعيد وجهه التي رسمتها الأعوام فسطرت في كل ثنية تجربة وحكاية .
كيف يمكن أن يسير الزمن بهذه السرعه وكيف يمكن إيقافه ، كيف تستطيع التمسك بمراحل حياتك التي تحب ، وكيف يمكن أن تتشبث بقوه بمن تخشى فقدانهم  ،  وكيف لي أن أتخيل حياة خاليه من تفاصيل من أحبهم  ، أن لا أجعل الخوف يتسلل اليّ خشية أن لا أراهم كما إعتدت .. 
هذا عام آخر إنطوى على رصيف الحياة وكأننا البارحه  قد إستقبلناه ، في كل عام وبكل رتابة وسرور وبساطة يتبادل  الناس التهنئات والأمنيات والتباريك ،  يستذكرون ما قد تم انجازه من أهداف وما تحقق من أحلام .. أما تلك الأمنيات التي لم تتحقق فيعلقونها على شماعة العام القادم أملاً أن تتحقق ، يتذكرون من رحلو بألم خفيّ وحزن ترافقه انفاس الحسرة .. فلا شيء يملئ فراغ غيابهم الا الحزن .
وفي الشارع الأردني الكثير من الأمنيات التي لم يسأم المواطن الأردني التعلق بها كطوق أمل ،
الكثير من أمنيات الفقراء التي لا تتحقق ولكنهم يصنعونها كلّ عام ،
 ورغم أنف التحديات والصعوبات والعثرات لايزال المواطن المغلوب على أمره يتمسك بأمل حياة حقيقية لا أمعاء خاوية فيها ، ولا برد يقرص أجساد الصغار ، لا عاطلين عن العمل و الأمل جالسين في بيوتهم ،  لا نساء مثقلات بهموم عائلاتهم .. ولا رجال شاخ بهم الوقت وخانتهم الأيام يستجدون فضلا. ومعونة .
كل عام ونحن بخير .. الخير  الأردن كما غنت فيروز في افتتاح إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية ..
(الخير الأردن يسقي ترابي )
 اتدرون أي معنى عميق تحمله هذا الجمله ..
كل عام و الأردنين  بألف خير من الله .. وعام جديد وسعيد وأمنيات يحققها الله بإذنه للجميع