عمان تغرق.. الى متى واين الجاهزية؟

نزار البطاينة
شكاوي عديدة من مواطنين حول السيول التي غمرت شوارع بعض المناطق في العاصمة عمان، مطالبين بإيجاد حلول سريعة قبل بداية الموسم المطري، وتساءلوا أين هي الجاهزية التي أعلنتها أمانة عمان؟، وأشار عدد منهم الى أن، "المطر دام فترة ليست بالطويلة وغرقت بعض مناطق المدينة متسائلين ماذا لو بقي المطر أكثر من ذلك؟".
وطالبوا أمانة عمان بتحسين وتطوير شبكة تصريف مياه الأمطار بأسرع وقت، للتخلص من السيول التي تواجهها المدينة بشكل كبير واثارها، وشكا العديد من المواطنين من الحفر التي ظهرت في الشوارع بعد المطر، والازدحام مروري بسبب حصر السيارات في مسرب واحد تقريبا، وتساءل عدد منهم، "الى متى ستبقى مدينة عمان تغرق كلما جاء فصل الشتاء؟".
وعند التواصل مع المهندس فوزي مسعد للحديث أكثر بهذا الخصوص قال لـ"الأنباط"، أن خطوط تصريف مياه الأمطار في عمان لديها قدرة إستيعابية محددة، وحاليا المدينة تشهد فصل شتاء وصفه بالغريب بسبب أن الشتاء يكون فيه غزير بفترارت قصيرة، إضافة الى التغير المناخي، وهذه الأسباب أدت الى الفيضانات التي شهدناها.
وأضاف أن خطوط تصريف المياه الأمطار تحتاج الى تطوير وتحسين بشكل عام، وهذا الأمر ذو تكلفة عالية، وليس من السهل تطويرها، وأشار مسعد الى أن على جميع فئات المجتمع أخذ الإحتياطات اللازمة لتجنب أي اثار سلبية قد تؤثر على المواطنين وممتلكاتهم بشكل عام.
وفي حديث مسعد عن جاهزية الأمانة قال، إن كميات الأمطار كانت اكبر من إمكانية إستيعابها في خطوط تصريف المياه، ومن المفترض ان تكون جاهزية البنية التحتية قبل دخول الشتاء عالية لإستيعاب كميات الهطول الكبيرة، وبين أنه عادة ما تكون امانة عمان قد قامت بعمليات تنظيف خطوط تصريف مياه الأمطار قبل دخول الشتاء، وأشار أن لدى الأمانة برنامج سنوي لتنظيف خطوط التصريف.
وأضاف بأنه اذا كانت الأمانة تسعى لحل مشكلة تصريف مياه الامطارعليها مباشرة العمل في برنامج إعادة توزيع مياه الأمطار الى إتجاهات مختلفة للتخفيف من أثارها على المدينة من خلال توجيهها الى مناطق جديدة، ويتم تأسيس فيها شبكة تصريف مياه أمطار جديدة، وبين أن الأهم من هذا هو أن يتواجد مخطط شمولي لخطوط تصريف مياه الامطار، لانه سيؤدي الى تقييم الشبكة الموجودة حاليا ويبين الاجزاء التي تحتاج الى تجديد من الشبكة.
وبذات الخصوص بين المهندس زيد المجالي لـ"الأنباط"، أن مدينة عمان قديمة جدا، وعندما صممت شبكات تصريف مياه الأمطار و الصرف الصحي تم تصميمها لخدمة عدد معين من السكان، لكن الزيادة السكانية وزيادة المباني على مدى السنوات لم يكن بالحسبان وقت انشائها، مما أدى الى زيادة كميات المياه في الصرف الصحي مقارنة بعدد السكان، وأشار أن تجمع الأتربة والأوساخ داخل أنابيب التصريف على مدار السنة يؤدي الى تدني قدرة شبكات تصريف مياه الأمطار في إستيعاب كميات الأمطار الهاطلة.
ولفت أن على أمانة عمان وضع جدول دوري لتنظيف الشبكات لضمان عدم تراكم الأتربة والأوساخ فيها. مشيرا الى أن على الأمانة العمل على تصميم وإضافة شبكات جديدة لتتمكن من إستيعاب كميات الأمطار والصرف الصحي حسب التعداد السكاني الحالي والمتوقع مستقبلا.
ونوه الى أنه يجب وضع ميزانية إضافية لترميم وإضافة شبكات تدعم الشبكات الحالية وتخدم السكان مستقبلا.