التقلبات المناخية واثرها على الثروة الحيوانية

سالي الصبيحات
قال رئيس صحة الحيوان في مركز البحوث الوطني الدكتور محمد العرايشة ،ان التقلبات التي يسببها المناخ لها اثار عديدة ومنها مباشرة تنعكس على مواسم التناسل والتكاثر وأنماط بعض أنواع الحيوانات، وأصبحت المواسم تتقدم و تتأخر؛ بسبب التغير المناخي وارتباطه في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها وأشعة الشمس طوال النهار.
وبين العرايشة لـ"الانباط" ،ان الحر شديد الذي يحدث في فصل الصيف يؤدي الى إحداث اجهاد حراري ما يؤثر على الإنتاج الحيواني والصحة العامة وسلامة الأغذية وأعباء الأمراض، مشيراً الى ان إنخفاض درجات الحرارة والبرد الشديد تؤثر على نسبة الإصابة بالامراض الحيوانية وانتشارها وإمكانية التنبؤ بها وامراض تنفسية وان الجراثيم التي تؤثر على الجهاز التنفسي اصبحت أكثر انتهازية.
وأضاف، ان التأثير غير المباشر يؤثر على البيئة وقلة الامطار والسيول التي تجرف بذور الاعشاب المعتمدة عليها الحيوانات في فصول الرعي.
وبحسب موقع منظمة الأغذية والزراعة الذي أشار إلى أنها تقوم بإجراءات لتحسين الوقاية من التهديدات وحالات الطوارئ المتعلقة بـ صحة الحيوان التي يمكن ان تنجم عن تغير المناخ وعلى رفع مستوى التأهب لها والكشف المبكر والاستجابة عنها من خلال الأدوات والآليات الرئيسية بما في ذلك نظام الوقاية في حالة الطوارئ الذي يقوم بتعيين وتتبع حالات تفشي الامراض و وضع استراتيجيات إدارة المخاطر الإقليمية للتصدي لها ومركز إدارة حالات الطوارئ الصحة الحيوانية الذي يوفر دعم الاستجابة للسيطرة على حالات  تفشي الامراض عالية التأثير، من خلال تعزيز القدرات الوطنية في مجال ترصد الامراض الحيوانية والتأهب لها وكافحتها من خلال دعم القوى العاملة وتنميتها وتوفير التدريب اللازم لها وتطوير ادوات لتقييم القدرات بغرض استخدام داخل البلد.
في المقابل أشارت العديد من الدراسات الى ان تغير المناخ ظاهرة عالمية إلا ان تأثيراته السلبية الاشد هي التي يشعر بها الفقراء في البلدان النامية والتي تعتمد اعتمادا كبيرا لكسب عيشهم على قاعدة الموارد الطبيعية, وان الزراعة وتربية الحيوانات من أكثر القطاعات الاقتصادية الحساسة للمناخ ولذا فأن المجتمعات المحلية الفقيرة في المناطق الريفية أكثر عرضة لآثار تغير المناخ، وسيؤدي تغير المناخ وآثاره بعيدة المدى على منتجات الألبان واللحوم وإنتاج الصوف بشكل رئيسي عن طريق التأثيرات على العشب وتغير نطاق الإنتاجية ،كما أن تاثير الحرارة على الحيوانات وتخفيض معدل استهلاك العلف الحيواني وأسباب عدم نمو و فقر الموارد المائية وزيادة تواتر الجفاف في بعض البلدان يؤدي إلى فقدان الموارد. كما تتسبب في انتشار متزايد من القائمة التي تحملها ناقلات الأمراض والطفيليات للحيوانات وكذلك ظهور وانتشار أمراض جديدة في بعض المناطق ، وتغير المناخ قد تتسبب أيضا في انتقال نماذج جديدة ، ورأى أن هذه الآثار ستكون من جانب كل من البلدان المتقدمة والبلدان النامية ، ولكن ستكون البلدان النامية الأكثر تأثرا بسبب افتقارها إلى الموارد والمعارف والطبيب البيطري وخدمات الإرشاد والبحوث وتطوير التكنولوجيا.
وبينت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان درجات الحرارة المتصاعدة والأحوال الجوية بالغة الشدة تأثر على الامن الغذائي بصورة متزايدة لان لها اثارا سلبية على انتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية ومصائد الاسماك وتربية الاحياء المائية ،كما يؤثر المناخ المتغير على ظهور الامراض المنقولة وهناك حاجة ملحَّة إلى تحسين إدارة النظم الزراعية والموارد الطبيعية من أجل ضمان تمتُّع المجتمعات والممارسات الزراعية بقدر كاف من القدرة على الصمود والاستدامة حتى تتكيَّف مع آثار تغير المناخ ويشمل ذلك التعرف المبكر والسريع على نواقل الأمراض ومسبِّباتها، واحتواء الأمراض الحيوانية والأمراض الحيوانية المصدر العابرة للحدود.