حال "المغطس" على طاولة "النخبة"

حال "المغطس" على طاولة "النخبة"
الانباط – مريم القاسم 
ناقش ملتقى النخبة واقع حال منطقة المغطس ، حيث اجمع المتحدثون ان هناك تقصيرا من وزارة السياحة في دعم هذه المنطقة من حيث البنية التحتية والترويج السياحي لها ، مؤكدين ان الجانب الاردني من المغطس هو الموقع الحقيقي الذي عمد فيه سيدنا المسيح عيسى عليه السلام ، لكن على الرغم من ذلك فان عدد الزوار المسيحيين للجانب الفلسطيني اكثر من الذين يزورون جهة المغطس في الاردن.
بين محمود ملكاوي ان لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة "يونسكو" ادرجت منطقة المغطس على قائمة التراث العالمي عام 2015 بسبب مكانته الدينية ، حيث يضم هذا الموقع منطقتين أثريتين رئيسيتين هما تل الخرار ، المعروف باسم " تلة مار إلياس" أو "النبي إيليا" ، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان القديمة .
واوضح ان المكان يتميز بآثار تعود للعصور الرومانية والبيزنطية ، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة ، والكهوف ، فضلاً عن البرك المائية المخصصة للتعميد ، وهذا يدل على القيمة الدينية لهذا المكان كمقصد للحجاج المسيحيين.  
واقترح ابراهيم ابو حويله خصخصة هذه الأماكن مع ابقاء نسبة للدولة أو بعقود إدارة طويلة زمنيا ، بحيث يكون هناك عائد للطرفين الخاص والعام من الاستثمار في مثل هذا المكان ، مضيفا ان هناك تنوع كبير في إمكانيات السياحة ولكن يبدو ان هناك جمودا كبيرا في طريقة الإدارة الذي يؤدي الى تعطيل هذه الأماكن. 
وبين المهندس رائد حتر ان هناك عدم اهتمام بالمغطس وعدم اعطائه حقه من الوقت والجهد والعمل الجاد ما لم يكن هناك مصالح للمتنفذين ، فبالرغم من ثبوت موقع المغطس في الجانب الأردني من النهر من قبل العلماء  والاعتراف به من اليونسكو ومن راس الكنيسة االكاثوليكية ، فانه لم يجد العناية الكافية من الحكومة من الناحية الدعائية والاعلامية ، ودليل ذلك أن دولة الاحتلال ما زالت تروج للموقع المزيف وتستغله كما فعلت منذ عشرات السنين بالرغم من ثبوت العكس. 
واشار حسام مضاعين الى ان الاردن يضم عددا كبيرا من المواقع الاثرية المسيحية التي يمكن لها ان تشكل جزء مهما من رحلة الحج المسيحي منها جبل نبو ، قلعة مكاور ، كنائس مادبا الفسيفيسائية ، الكنائس الاثرية المكتشفة في مدينة المفرق وفي ام الرصاص حيث تم اكتشاف 16 كنيسة اثرية في ام الرصاص، وقد تم ادراجها مؤخرا على قائمة التراث العالمي . 
واكد موسى مشاعره اهمية المغطس دينيا وتاريخيا فهو موقع متوسط بين الأردن وفلسطين التي تشهد زيارات مكثفة في فترة الاعياد وخاصة الى مدينة بيت لحم والناصرة ، مبينا ان وجود هذا الموقع على مقربة من شواطئ البحر الميت الدافئة والعلاجية يزيد من أهمية الموقع سياحيا ، مشددا على ضرورة تسويق هذه الاماكن على اعلى المستويات وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية من خلال تحديد المسارات السياحية وتنشيطها. 
وقال المهندس احمد العدوان ان هناك العديد من الهيئات التي تشكلت لادارة المغطس ولكن جميعها حتى الان لم تحقق اي نجاح يذكر ، سواءً على المستوى الداخلي لجذب السياح الاردنين اوعالميا لجلب الحجيج المسيحي ، ومع انه تم استملاك اراضي شاسعة لغايات المغطس ولكن لم يتم بناء اية منشأت ومنامات واستراحات عليها ، التي تدفع الحجيج المسيحي للاقامة اياما به كما المسلمين يقيمون في مكه والمدينة ، موضحا ان المغطس بحاجة الى فنادق واستراحات ومنشأت على ارض الواقع ولم يتم العمل بها منذ اكثر من 20 سنه. 
وذكر الدكتور موفق الزعبي انه يجب التفكير في تهيئة البنية التحتية للزوار؛ لتهيئة سبل الراحة لهم ولجذبهم لزيارة الأردن قبل التفكير بالترويج للمغطس وغيره من المواقع السياحية في الأردن ، مبينا ان الموقع المخدوم بشكل مناسب والمهيأ بشكل جاذب يسوق لنفسه بنفسه . 
وبين زهدي جانبك انه من الممكن تخصيص شهر ديسمبر من كل عام ليكون شهرا لإقامة الشعائر المسيحية وإقامة مهرجان ديني سنوي بالموقع يتم تنظيمه من قبل الطوائف المسيحية في العالم ، موضحا ان  200 الف سائح يزورون الجانب الاردني سنويا ، يقابلهم 500 الف سائح يزورون الجانب الفلسطيني، على الرغم من أن الموقع الحقيقي لتعميد السيد المسيح هو الجانب الاردني. 
واوضح اسعد بني عطا ان وضع الرؤية بدون تنفيذ مجرد حلم ، والتنفيذ بدون رؤية مضيعة للوقت والجهد ، كلاهما معاً خطوات تغير العالم لا المغطس ، فالكنيسة الفرنسية لا تحظى بنفس المكانة والقدسية التي يحظى بها موقع عماد السيد المسيح بلغ عدد زوارها 5 ملايين سنويا ، مبينا لو تمكنا من جذب مثل هذا العدد ، وأضاء كل زائر شمعة متوسط سعرها 5 دنانير فقط فإن العائد سيكون 25 مليون دينار أردني وهي كفيلة بتحريك العجلة التجارية في الأغوار .
 واضاف  انه تجدر الإشارة الى ان جبل نيبو الذي لا يبعد أكثر من 15 دقيقة بالسيارة عن المغطس زاره عام 2019 حوالي 670 ألف زائر بينما كان زوار المغطس 183 ألفا في العام نفسه. 
وبين المهندس اسامة شويحات انه لا يمكننا التحدث عن موقع المغطس واستثناء بقية المواقع المجاورة ، على سبيل المثال جبل نيبو ومكاور ، مؤكدا ضرورة معالجة قضايا السياحة بشكل عام ، من التنظيم إلى المرافق إلى البنية التحتية إلى النقل، والتدابير التي يجب على الحكومة اتخاذها بالشراكة مع القطاع الخاص.
 واشار الى ان الحل يجب أن يكون مرتبطا بخطة رئيسية اوسع تهدف إلى ان يقضي السائح وقتا اطول أثناء زيارته لجميع المواقع الدينية و تمنع سائقي سيارات الأجرة والعاملين في السياحة من الاستفادة غير العادلة من السائح ، مما سيساعد على خلق المزيد من فرص العمل ، ويشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة على الازدهار لمحاربة الفقر في نهاية المطاف. 
وذكرت الدكتورة فاطمة عطيات انه لا يوجد برامج دعائية تستقطب الناس المسيحيين والمسلمين سواء داخل الأردن او خارجها ، وكان هناك توصيات خارجية بعدم الاهتمام حتى تظل حكومة الاحتلال مستفيدة من قدوم الحجاج المسيحيين عندها دون منافسة من الأردن الحقيقي تاريخياً ودينياً.