البلعاوي: بكتيريا راكدة بومانية تؤثر على الأشخاص ضعيفي المناعة

الأنباط – دلال عمر
قال مستشار العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار البلعاوي أن بكتيريا راكدة بومانية هي بكتيريا انتهازية سلبية الغرام، ويمكن أن تكون مُمْرِضًا انتهازيًا للبشر، مما يؤثر على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، كما أنها مقاومة للعديد من المضادات الحيوية، ولذا فهي من الإصابات البكتيرية القاتلة وخصوصاً في إصابات المشافي.
وتابع في حديثه لـ"الأنباط" أن الأنواع الأخرى من جنس الراكدة غالباً ما توجد في عينات التربة (مما يؤدي إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الراكدة البومانية هي كائن ترابي أيضا)، إلا أنه يتم عزلها من بيئات المستشفيات.
جاء ذلك اثر تعرض عدة أشخاص وخاصة الأطفال حديثي الولادة في الاردن بالإصابة بتلك البكتيريا ومفارقة الحياة.
وأوضح البلعاوي أن الراكدة البومانية مجموعة مختلفة الأمراض لكل منها أعراضها الخاصة، وبعض أنواع العدوى المحتملة تشمل التهاب رئوي والتهاب في مجرى الدم والتهاب السحايا والتهابات الموقع الجراحي والجرح وعدوى الجهاز البولي.
وأشار إلى أعراض العدوى: الحمى، والقشعريرة، والطفح الجلدي، والارتباك، والألم عند التبول، والحاجة القوية للتبول بشكل متكرر، والحساسية للضوء الساطع، والغثيان (مع أو بدون القيء)، وآلام في العضلات والصدر، ومشاكل في التنفس، وسعال (مع أو بدون مخاط أصفر أو أخضر أو دموي). وفي بعض الحالات، قد لا تظهر أية أعراض أو عدوى كما هو الحال مع استعمار جرح مفتوح أو موقع الرغامي.
وشدد البلعاوي على أنها بكتيريا انتهازية، وهي منتشرة بشكل كبير في المستشفيات، ولا تشكل سوى القليل من المخاطر على الأفراد الأصحاء، ومع ذلك تشمل العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة وهي وجود ضعف في جهاز المناعة وأمراض الرئة المزمنة وداء السكري والإقامة المطولة في المستشفى والمرض الذي يتطلب استخدام جهاز التنفس الصناعي في المستشفى ووجود جرح مفتوح يعالج في المستشفى والعلاجات التي تتطلب أجهزة توغلية، مثل القسطرة البولية.
وبسبب قدرتها على البقاء على الأسطح الاصطناعية ومقاومة التجفيف، قال البلعاوي أنه يمكن بأن تبقى وربما تصيب مرضى جدد لبعض الوقت، ويُشتبه في أن نموها يُفضَل في المستشفيات بسبب الاستخدام المستمر للمضادات الحيوية من قبل المرضى في المستشفى، ويمكن أن تنتشر عن طريق الاتصال الشخصي مع المريض أو الاتصال بالأسطح الملوثة، كما يمكنها الدخول من خلال الجروح المفتوحة والقسطرة وأنابيب التنفس.
وأشار إلى دراسة أجريت على وحدات الرعاية المركزة الأوروبية في عام 2009، وجد أن بكتيريا الراكدة البومانية مسؤولة عن 19.1٪ من حالات الالتهاب الرئوي المرتبط بالتنفس الصناعي.
كما أظهرت دراسة إندونيسية عام 2013 أن عدوى حديثي الولادة ببكتيريا الراكدة البومانية ترجع إلى نفس سلالات البكتيريا الموجودة في المستشفى والتي قضوا بها أيامهم الأولى، حيث تم العثور على هذه السلالات على الأسطح الصلبة وكذلك على أيدي العاملين في المجال الطبي.

واستطاعت هذه البكتيريا بقدرتها غير العادية مواكبة التطورات من خلال مقاومة المضادات الحيوية التي تم تطويرها حديثاً وزاد انتشارها في المستشفيات، وبحسب مركز التحكم بالأمراض فإن 63% من سلالات بكتيريا الراكدة تعد ذات مقاومة متعددة للمضادات الحيوية (ومن خلال دراسة أجريت مؤخراً 74% من العزلات كانت مقاومة للعديد من المضادات الحيوية).