الجامعة الأردنية تطلق كتبا توثيقية حول الأردن


أطلقت الجامعة الأردنية، اليوم الثلاثاء، بحضور أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة، الكتب التوثيقية الثلاثة الصادرة عن جامعة الدول العربية حول المملكة الأردنية الهاشمية. 

وتأتي هذه الفعالية، التي تتزامن مع احتفالات الجامعة الأردنية بالعيد الستين لتأسيسها، تتويجا لاتفاقية وقعتها الجامعة الأردنية مع مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية-إدارة والمعلومات والتوثيق والترجمة، في شهر شباط من هذا العام، أسست لتعاونٍ مشترك لإعادة إطلاق الكتب الثلاثة التي أنتجتها جامعة الدول العربية حول مسيرة المملكة الأردنية الهاشمية فيها. 

وتوزعت هذه الكتب على "المملكة الأردنية الهاشمية وعلاقتها بجامعة الدول العربية.. نماذج أرشيفية"؛ وكتاب "الهاشميون وجامعة الدول العربية... ألبوم أرشيفي مصوّر"؛ وكتاب "الأردن والذاكرة البريدية العربية"، التي توثّق جميعها لمسيرة ودور الأردن، إحدى الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية منذ انطلاقها. 

وقد استهلّ رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات كلمتهفي الفعالية بالترحيب بالأمين العام لجامعة الدول العربية والوفد المرافق له، مثمنا حرصه على تلبية دعوة الجامعة الأردنية لتشريف هذه الفعالية المهمة. 

وقال عبيدات، إننا في الجامعة الأردنية فخورون إذ نقوم بهذا العمل الكبير في طباعة الكتب التوثيقية، ونهدي هذا الجهد إلى للأردن قيادة وشعبا، مضيفا أن اسم الأردن طالما التصق بالأمة العربية التصاقا وثيقا.

ولفت إلى أن أثر هذه المبادرة من جامعة الدول العربية والإنجاز، ودوره المهم بوصف المشروع مرجعا للباحثين في الجامعات الأردنية لإحياء ذاكرة غنية بالمعلومات الموثقة عن الأردن. 

وبين عبيدات أهمية هذه الوثائق التى تجسد العمل المشترك لإحياء الذاكرة الأردنية وعلاقتها بالأمة العربية، لتستفيد منها الأجيال القادمة، ولتكون قاعدة للباحثين ومن يريد الاطلاع على هذه الوثائق المهمة.

وألقى أمين عام جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط كلمة خلال فعالية الإطلاق، أعرب في مستهلها عن تعازيه الشديدة باستشهاد عدد من رجال الأمن العام الأردنيين، مؤكدا تضامن جامعة الدول العربية مع الأردن في مختلف ظروفه، والثقة بقدرته وحكمة قيادته الهاشمية وتماسك شعبه على تجاوز كل التحديات. 
وأضاف "بأننا نجتمع اليوم في رحاب هذا الصرح العلمي الشامخ لنشهد الاحتفال بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس الجامعة الأردنية؛ الجامعة الأم، إذ إنّها أول جامعة تُنشأ في الأردن تحقيقا لرؤية قيادتها بالاستثمار في الإنسان أعظم استثمار" كما قال إن بناء المعرفة هو ما يبقى ويدوم، موجها تهنئته للأردن وشعبه وكافة أبناء الجامعة وطاقم أساتذتها وقيادتها، في هذه المناسبة التي تعكس استمرارية المؤسسات العلمية وتطورها في مسيرة واثقة نحو المستقبل. 

ولفت أبو الغيط إلى أن الجامعة الأردنية سعت منذ تأسيسها في 19 ديسمبر 1962 إلى الوصول لأعلى مراتب التميز العلمي والأكاديمي، مواكِبةً في ذلك لغة العصر والمعلومات والمعرفة، محكمةً عملها الأكاديمي والفني والمعلوماتي إحكاما تامًّا من خلال اعتماد ما يقارب من 250 برنامجا أكاديميا، تقدمها 25 كلية في مختلف التخصصات الإنسانية والتطبيقية، لذا، حسب قوله، لم يكن غريبا أن تحصل الجامعة على كثير من الاعتمادات الدولية في مختلف برامجها، واستحقت عن جدارة أن تصبح واحدة من أفضل 10 جامعات على المستوى العربي، لتصير مثالا يُحتذى به ونموذجا رائعا لما يمكن أن يحققه العمل المؤسسي المتواصل، والتطلع إلى الإجادة والامتياز في تقديم خدمة تعليمية بمعايير دولية.

وزاد قائلا "لقد لعبت المملكة الأرنية دورا مهما وفاعلا في إطار منظومة العمل العربي المشترك منذ لحظة تأسيس الجامعة، وجاء إسهامها، كما نعلم جميعا، امتدادا لدورها البارز في الحركة القومية العربية منذ الثورة العربية الكبرى، مرورا بمشاورات الوحدة العربية التي أسهمت في النهاية في تأسيس بيت العرب الذي يضمنا تحت سقفه حتى اليوم".

وأشار كذلك إلى إسهام جامعة الدول العربية في تسجيل مسيرة المملكة الأردنية الهامشية عبر دروب العمل العربي المشترك، معلّقًا بالقول إنّ عنوان المجموعة الوثائقية، لهذه الأسباب وغيرها، كان "الأردن وجامعة الدول العربية"؛ وهي المجموعة التي نحن بصدد إطلاقها اليوم في رحاب هذا الصرح العلمي الجليل بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيسه، لتحملنا في رحلةٍ توثيقية تروي المسيرة الأردنية عبر محطاتٍ منتقاة من الوثائق الرسمية، والصور الفوتوغرافية، والمواد البريدية التي تعكس الطبيعة الخاصة لعلاقة الأردن بجامعة الدول العربية.

بدوره، قال مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة إنه "إيمانا بمكانة التعاون الثقافي باعتباره قاعدة حقيقية يتسند إليها بنيان التنسيق والتضامن العربي، جاءت هذه الخطوة التي جمعت الجامعتين في إطلاق الكتب التوثيقية الثلاثة الصادرة عن جامعة الدول العربية حول مسيرة المملكة الأردنية الهاشمية فيها، وهي مسيرة ممتدة وراسخة، جسّدها الأردن بوصفه أحد الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية وعضوا فاعلا وحاضرا في مسيرتها ومحافلها". 

وأضاف إن المندوبية الدائمة للمملكة لدى جامعة الدول العربية شاهد حاضر ومنسق رئيسي للتعاون والتفاعل بين إدارات ومنظمات جامعة الدول العربية والمؤسسات الأردنية في مختلف أوجه التشاركية، موضّحًا أنّ التعاون الثقافي بين الجامعة العربية والجامعة الأردنية مثّل نموذجا حيا ومُنتجا لهذا التعاون، بعد أن شهد هذا العام ثمرته بتوقيع اتفاقيتين بين الجامعتين، الأولى في شباط الماضي أنتجت هذه الوثائق التي نجتمع اليوم محتفلين بإعادة إطلاقها والثانية اتفاقية تفاهم مشتركة جرى التوقيع عليها في يوم الوثيقة العربية قبل شهرين".

وختم العضايلة بتأكيد التقدير الكبير للجهود التي بذلتها كوادر جامعة الدول العربية في جمع وأرشفة وتوثيق المعلومات والأحداث والصور والطوابع التي توثق لمسيرة المملكة الأردنية الهاشمية في الجامعة، والتي ستُثري المكتبة والأرشيف الأردني والمصري ومسيرة الأردن ومؤسساته، مشدّدا على تطلع المندوبية الدائمة للمملكة الأردنية الهاشمية إلى مزيد من الشراكة البناءة والتنسيق بين إدارة جامعة الدول العربية وجميع المؤسسات الأردنية، الرسمية والأهلية، وبما يخدم أوجه التعاون بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. 

وسلم الدكتور عبيدات لأمين عام جامعة الدول العربية، في نهاية الفعالية، نسخة من الكتب، كما قام بعدها بتكريم كلٍّ من الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة بمناسبة العيد الستين للجامعة الأردنية. 

وحضر الفعالية الوفد المرافق للأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتورة هالة جاد، ومدير إدارة المعلومات والتوثيق الترجمة، والمستشار الإعلامي في السفارة الأردنية في القاهرة علاء الزيودي، ونواب رئيس الجامعة الأردنية وأستاذ الشرف في الجامعة الأردنية الدكتور علي محافظة، وعميد كلية الآداب الدكتور مهند المبيضين، ومدير وحدة الإعلام والعلاقات العامة والإذاعة الدكتور محمد واصف، ومدير المنتدى  الثقافي في الجامعة الأردنية الدكتور إسماعيل السعودي.