المركزي يضع الاستقرار النقدي بأعلى أولوياته ويرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس
قررت لجنة عمليات السوق المفتوحة في البنك المركزي الأردني، رفع أسعار الفائدة على جميع أدوات السياسة النقدية للبنك بمقدار 50 نقطة أساس، اعتبارا من يوم غد الاثنين.
وقررت خلال اجتماعها، اليوم الأحد، الاستمرار في تثبيت أسعار الفائدة التفضيلية على القروض التي تمنحها البنوك ضمن برنامج البنك المركزي لإعادة تمويل القطاعات الاقتصادية الحيوية البالغة قيمته 1.3 مليار دينار عند 1.0بالمئة للمشاريع المستفيدة داخل محافظة العاصمة و0.5 بالمئة للمشاريع المستفيدة في باقي المحافظات، وذلك وفقا لسعر الفائدة الثابت طيلة مدة القرض الذي يمتد لعشر سنوات، ويبلغ عدد القطاعات المستفيدة من البرنامج حاليًّا عشرة قطاعات.
ومددت اللجنة العمل ببرنامج البنك المركزي لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمهنيين والحرفيين ومستوردي قطاع الجملة من السلع الأساسية البالغ قيمته 700 مليون دينار لمدة شهرين إضافيين، تنتهي في نهاية شهر شباط المقبل.
وقررت اللجنة كذلك الاستمرار في تثبيت أسعار الفائدة على القروض التي تمنحها البنوك من خلال هذا البرنامج عند مستواه الحالي الذي يبلغ في حده الأقصى 2 بالمئة للمقترضين، حيث يمنح القرض وفقا لسعر الفائدة الثابت لأجل 54 شهرا، من ضمنها فترة سماح تصل إلى 12 شهرا.
وناقشت اللجنة التقارير المرفوعة إلى اللجنة من قبل الدوائر المعنية في البنك حول جميع التطورات الاقتصادية والنقدية والمصرفية في المملكة، وتوقعات البنك للأداء الاقتصادي خلال هذا العام والفترة القادمة.
كما ناقشت اللجنة التطورات الاقتصادية الإقليمية والدولية المستجدة وإجراءات البنوك المركزية العالمية والبنوك المركزية في دول المنطقة حيالها لا سيما على صعيد مواصلتها المسار الصعودي لأسعار الفائدة على أدواتها النقدية.
وتعكس قرارات اللجنة التزام البنك المركزي الثابت بالمحافظة على الاستقرار النقدي في المملكة، والمحافظة على جاذبية الموجودات المحررة بالدينار مقابل الدولار والعملات الإقليمية والدولية الأخرى، بالإضافة إلى ضمان الاتساق بين هيكل أسعار الفائدة المحلية وأسعار الفائدة السائدة في الأسواق المالية الإقليمية والدولية، وفي نفس الوقت الحفاظ على أسعار الفائدة التفضيلية دون تغيير على القروض المستفيدة من برامج البنك المركزي لدعم مسار التعافي الاقتصادي ودعم القطاعات الاقتصادية المنتجة ذات القيمة المضافة العالية للاقتصاد الوطني.
كما تأتي قرارات اللجنة انعكاسًا لاستمرار الضغوط التضخمية في بيئة الاقتصادات الإقليمية والدولية مقارنة بالمعدلات المُستهدفة من قبل البنوك المركزية، والتي أسهمت بدورها في ارتفاع معدلات التضخم المسجلة خلال هذا العام في المملكة وتوقعاتها في الأجل القريب، إذ بلغ معدل التضخم السنوي المسجل في شهر تشرين الثاني من هذا العام 5.0 بالمئة، ليصل بذلك متوسط معدل التضخم 4.2 بالمئة خلال الأحد عشر شهرًا المنقضية من العام الحالي، بالمقارنة مع 1.2 بالمئة خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتكشف البيانات المتاحة للفترة المنقضية من عام 2022 استمرار الأداء القوي في مؤشرات القطاع النقدي والمصرفي، إذ سجلت الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي مستوىً مرتفعًا يبلغ حاليًّا 16.7 مليار دولار، يكفي لتغطية مستوردات المملكة من السلع والخدمات مدة 8.7 شهر.
كما ارتفعت الودائع لدى البنوك خلال العشرة شهور الأولى من العام بمقدار 2.4 مليار دينار، وبنمو نسبته 6.1 بالمئة ، ليصل رصيدها إلى 41.9 مليار دينار في نهاية شهر تشرين الأول 2022.
وارتفعت التسهيلات الائتمانية الممنوحة من قبل البنوك بمقدار 2.3 مليار دينار خلال نفس الفترة، وبنمو نسبته 7.6 بالمئة، ليصل رصيدها إلى 32.3 مليار دينار.
كذلك سجلت مؤشرات القطاع الخارجي تحسنًا ملموسًا في أدائها، ومن أبرز ذلك تجاوُز حجم الدخل السياحي المسجل خلال الأحد عشر شهرًا المنقضية من هذا العام ضعف ما سُجّل خلال نفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغ 5.3 مليار دولار، مقابل 2.5 مليار دولار خلال الفترة المقابلة، وبنسبة نمو قاربت 115 بالمئة. وارتفعت الصادرات الوطنية بنسبة 44 بالمئة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام.
كما ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل إلى المملكة بنسبة 96.9 بالمئة خلال النصف الأول من العام ليبلغ 548.4 مليون دولار أميركي، فضلاً عن ارتفاع تحويلات الأردنيين العاملين في الخارج بنسبة 0.6 بالمئة خلال العشرة شهور الأولى من العام.
وفي ضوء ذلك، ارتفع معدل النمو الحقيقي المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 إلى 2.7 بالمئة مقابل 2.4 بالمئة حسب التوقعات في مطلع العام.
وسيواصل البنك المركزي متابعته الحثيثة للمستجدات النقدية والمصرفية والاقتصادية، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الاستقرار الاقتصادي الكلي والنقدي والمصرفي في المملكة.
--(بترا)