غفران

غفران 


لا شيء يُضاهي روعة العلاقات التي أقسمت على الوفاء والاستمرارية، التي انتصرت على مكر الحياة ونفضت عنها غبار الكبرياء والأنانية، واكتست ثوب النقاء وتعرّت من الأمراض النفسية، ورفضت الانجراف في العجرفة، ولم تنجر خلف الغرور و هالة النرجسية. فتزيّنت بالحب، ثم عقدت قرانها على صفاء النية، فكانت عقيمة الخبث والأذية، فأنجبت ثمرة الوِد واحتوت أسمى معاني الإنسانية.

فكم بات صعبًا في صخب هذا العالم الحفاظ على شركاء الحياة، وسط هذا الكم الهائل من التقلبات المزاجية، والصراعات النفسية، والاضطرابات الأخلاقية.

فاذا صادفت شخصًا حقيقيًا في هذا العالم الزائف؛ فلا تخسره مهما ساءت الظروف ولا تدعه يرحل عن قلبك وحافظ عليه في خبايا الروح. فهنيئا لمن حظيّ برفيق درب، يهوّن عليه كل شيءٍ صعب.

فمن لم ينهكه الخذلان؟ 
ومن فقد القدرة على الغفران!
لربما أصبحنا نطمح أن نعيش في نعيم النسيان.