رياضيون لـ "الانباط": هذه أسباب عدم تأهلنا لـ"كأس العالم"
سوء البنية التحتية.. انعدام الخطط الحديثة والوضع المادي للاندية واللاعبين
الانباط – ميناس بني ياسين
بدأت مطالبات الشارع الأردني تتزايد وتتوسع لـ معرفة أسباب تأخر وصول منتخبنا الوطني عن الوصول لـ مونديال كأس العالم، لا سيما بعد تأهل بعض المنتخبات العربية والصورة المشرفة التي قدمتها في مونديال قطر 2022 .
وتأتي هذه المطالبات في ظل محاولات سابقة عديدة لـ تهيئة المنتخب الوطني بدنيا وفنيا، ورغم جهود الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم وسعيه الدائم لتطوير الكرة الاردنية نحو جاهزية المنتخب على الصعيد الفني والبدني، باختيار المدرب وخوض المواجهات مع مختلف المنتخبات ومساندته لـ اللاعبين في الاندية و المنتخب، إلا ان منتخبنا ما يزال يكابد لـ دخول التاريخ من خلال التأهل لـ مونديال كأس العالم والمشاركة فيه، خاصة أنه يمتلك في سلته التاريخية الكثير من الإنجازات التي رفعت إسم الأردن عاليا.
وكان المنتخب الوطني حقق العديد من الإنجازات على المستوى العربي، من أبرزها وصوله لأعلى مركز في تصنيف الفيفا بـ المركز 37 لـ العام 2004، والوصول لـ الدور نصف النهائي 2007، والتأهل إلى الملحق العالمي لكأس العالم 2014 بعدما اجتاز الملحق الاسيوي بالتغلب على أوزباكستان، وفشل في التأهل إلى كأس العالم 2014 بعدما خسر امام منتخب الاوروغواي.
وفي السياق، قال المدير الفني السابق عثمان الحسنات، أن أسباب عدم تأهل منتخبنا كثيرة، من أبرزها قلة الاهتمام الحقيقي بـ الفئات العمرية من قبل الاندية والاتحاد، في وقت نجد أن معظم العاملين فيهما متطوعين، وليس لديهم أدنى إهتمام بـ منهجية التطوير الذاتي الأمر الذي لن يصنع لاعب حقيقي، علاوة على أنه لا توجد مباريات كافية لـ الفئات العمرية حتى يكونوا ضمن جو اللعبة، وقلة الثقافة الكروية عند الكثير من المدربين.
واضاف ل"الانباط": "أن الدوري الضعيف ينتج منتخب ضعيف"، لافتا إلى ان التقويم الزمني لـ بطولات الأندية لدينا متعاكس مع وقت البطولات في الدول الأخرى، فضلا عن أن هناك الكثير من اللاعبين الأردنيين المحترفين في الخارج يلعبون في أندية تنافس على الهبوط الأمر الذي شأنه بناء ثقافة الخسارة لديهم، اضافة إلى ان بعض المدربين يعتمدون في خططهم على الهجمات المرتدة بعيدا عن الأساليب والخطط الكروية الحديثة، علاوة على سوء البنية التحتية كـ أرضية الملاعب.
وأضاف أن التخطيط وبناء الاستراتيجيات لدينا ضعيفة جدا، ومعظمها تعتمد على نظام "الفزعة"، اضافة إلى هناك عدم فهم ثقافة نظام الحياة الصحية لدى اللاعبين والحفاظ على جاهزيتهم البدنية، مشيرا إلى ان الكثير من اللاعبين في حالات التوقف أو إنتهاء البطولات يبدأ حياة غير صحية تهدم جاهزيته البدنية الأمر الذي يحتاج فيه الكثير من الوقت لـ العودة وإعداده لـ اللعب.
ونوه، إلى ان كل هذه الأسباب والإختلالات تعود لعدم وجود لجان فنية في الإتحاد مسؤولة عن إعداد اللاعبين من كافة النواحي والتخطيط لـ اللعب في إطار الخطط الكروية الحديثة، موضحا أن كل نادي كرة قدم في العالم لديه مدير رياضي مسؤول عن اسلوب لعب النادي من البراعم وصولا إلى الفريق الاول، وهو المحاسب الاول على اللاعبين واسلوب اللعب وطريقة اللعب المتبعة، والمستشار الفني في الاتحاد معني بـ مسؤوليته عن لعب المنتخب الوطني، ومن خلاله يتم اختيار لاعبي المنتخب، وهذا الأمر غير متواجد لدينا.
وقال : "بإختصار شديد صعب جدا أن يتأهل منتخبنا نظرا لـ تأخر الدوري فنيا وبدنيا وبنيويا، فضلا عن المشاكل في دوري المحترفين، مؤكدا اننا بحاجة إلى فكر كروي جديد يطبق على الاندية والفئات قبل المنتخب الاول".
وعلى الضفة المقابلة، قال الخبير الرياضي أحمد قطيشات، أن التأهل لكأس العالم صعب ليس على المنتخب الوطني فقط، وإنما على معظم المنتخبات العربية، مؤكدا أنها تحتاج الى منظومة كاملة تعمل بتكاتف، وبنية تحتية ذات جاهزية عالية، آخذا منتخبات اسيا إنموذجا لـ مقارنتها بـ ما لدى الدول العربية من منتخبات والتي تجد الدعم المادي ومنهجية دقيقة في بناء الفئات العمرية، والتجهيز عالي المستوى لـ الملاعب، وصولا إلى إعداد المدربين بشكل حديث وعصري.
ولفت ل "الانباط"، إلى اننا نظلم في كثير من الأحيان المدربين في عدم تأهلنا، ولكن بـ المقابل نحن فعليا بحاجة إلى خبرات مدربين عالية تتقن كرة القدم الحديثة وأساليبها العصرية، خاصة أن كأس العالم القادم سيكون بـ 48 منتخب، ما يعني أن الفرصة امامنا خاصة اننا نمتلك جيل مميز و اسماء موهوبة.
وتابع، أن اللاعب الاردني من نافذة الإحتراف ضعيف جدا، خاصة أنه يفتقر لـ التسويق الجيد، ووضعه المادي أصبح من أبرز أولوياته، مؤكدا ان لدينا محترفين، ولكن ليس الاحتراف الحقيقي المنشود، مشيرا إلى ان معظم الاردنيين محترفين في اندية من الدرجة الثانية، وتنافس على الهبوط، ما لا يحقق التأهل آملا رؤيتهم محترفين في اندية كبيرة في العالم.
وإتفق القطيشات مع الحسنات على أن لاعبي الأندية العالمية يهتمون بشكل كبير في مسألة الحفاظ على الاعداد البدني ونمطية نظامه الصحي وتغذيته، ودراسة التصرفات العامة لـ اللاعب، الامر الذي وكأنه أشبه بـ عقد بين اللاعب والنادي ويلتزم به لـ ضمان جاهزيته واستمراريته ما يجعلها في النهاية ثقافة لدى اللاعبين، بينما بالمقابل ينقصنا الكثير لـ الوصول إلى هذه المرحلة من الإحتراف خاصة أن اللاعب لدينا يعامل وكأنه موظف ملتزم بـ بنود العقد.
وقال:" نصل للمونديال في حال ارتاحت الاندية من الناحية المادية، وحصل اللاعب على الراحة النفسية والمعيشية، ووصولنا الى هذه المرحلة لن يحصل إلا بـ تكاتف المنظومة كاملة، وهذه ليست مسؤولية الاتحاد فقط وانما تقع أيضا على عاتق اللاعبين والمدربين والاندية من جهة، وتعاون الحكومة وتوفير الدعم لـ الاندية والمنتخب من جهة أخرى، موضحا أن الحكومة في الواقع لا تدعم الرياضة.
وأضاف أن مباراة اسبانيا تمت بجهد شخصي من الامير علي واستفدنا منها تسويقيا وماليا ولكن فكرة تخطيط مواجهات ودية مع منتخبات اوروبية تحتاج الى جهد مالي واداري كبير يفوق امكانيات المنظومة.
وفي السياق عزا الكابتن محمود شلباية أسباب عدم تأهلنا لـ كأس العالم إلى عدم وجود بنية تحتية، وقلة الاهتمام بالفئات العمرية، مشيرا إلى ان منهجية إستقطاب المدرب دوما ما تكون من الخارج وان لم ينجح يعاد تعيينه بغض النظر عن ذلك في ظل عدم وجود تخطيط واستراتيجيات بعيدة المدى، مؤكدا ان القائمين على الرياضة ليسوا رياضيين وغالبا ما تكون معظم قراراتهم غير موفقة.
وأشار ل "الانباط" أن الامكانيات لدينا لا تساعد في تنظيم مواجهات مع منتخبات اوروبية، رغم انها تضمن تغيير الفكر الكروي لدى لاعبينا وتكسبهم مهارات وخبرات، موضحا ان اللاعب الأردني اصبح ينظر الى اللعبة على انها مصدر لـ المادة فقط ، وبات اختياره لـ اندية الاحتراف في الخارج بناء على المبلغ بغض النظر عن الدرجة التي يلعب فيها،.
ولفت إلى أنه ما زال ينقصنا الكثير للوصول لـ المونديال القادم، مؤكدا أننا بحاجة الى خطط واعداد طويل الامد للفئات العمرية والتحضير الجيد، مشيرا إلى اننا نحتاج الى مدرب صاحب فكر حديث يساعد اللاعبين على تغيير الفكر الكروي