الوديان: قطاع الزراعة يشغل اعدادا كبيرة من الشباب

الزعبي: الشباب حماة البيئة ومحرك محاور التكنولوجيا الزراعية
الانباط – سالي الصبيحات
يحدث استمرار التغير المناخي العديد من الكوارث من موجات حر وجفاف شديدة إلى الفيضانات والأعاصير المدمرة واندلاع حرائق الغابات، وبالتالي المزيد من الخسائر الطبيعية والبشرية، ما لم تتكاتف الجهود العالمية بجميع مؤسساتها ومنظماتها وأفرادها للعمل على الحد من الاحتباس الحراري والدمار البيئي بهدف رفع الوعي البيي بالقضايا البيئية المختلفة، ما يستدعي التوجه الى فئات لشباب لمواجهة التغير المناخي لما يشكلو عنصر مهم وفعال فما هو دور الشباب في مواجهة تلك التحديات.
وفي الوقت الذي اجتمعت فيه 197 دولة حول العالم لحضور مؤتمر المناخ في دورته الـ 27، من أجل مناقشة سبل خفض انبعاثات الكربون وإيجاد الحلول المناسبة لذلك ، يأتي هذا السؤال !!
وفي السياق قال خبير الأمن الغذائي الدكتور فاضل الزعبي ان "الفاو" تدعو الى الزراعة الذكية المناخية التي تزيد من الانتاجية بشكل مستدام وتعزز القدرة على الصمود (التكيف) وتقلل / تزيل الغازات الدفيئة (التخفيف) من الاثار قدر ما أمكن، وتعزيز تحقيق الامن الغذائي الوطني والاهداف المائية، مبيناً ان الزراعة الذكية تعمل على تطوير الشروط الفنية والسياسية والاستثمارية مناخيا والتي تدعم التنمية الزراعية المستدامة في ظل التغير المناخي.
‏وأوضح لـ "الأنباط"، ان الشباب هم المحرك الاساسي ضمن محاور التكنولوجيا الزراعية كما انهم الرواد في ادخال التكنولوجيا لأهميتها في مقاومة التغير المناخي، منوهاً الى انه يمكن النظر الى الشباب على انهم حماة بيئيون للمستقبل، اذ قاد الشباب عدة تحركات على مستوى العالم ضد تغير المناخ.
واستعرض الزعبي بعض الادوات التكنولوجية التي قام على انشاءها الشباب للاعتماد عليها بـ الزراعة لـ حل الكثير من المشاكل ومن أبرزها تقنية رسم خرائط الحمض النووي والتي بفضلها يمكن للمزارعين اختبار الميكروبيوم والمواد العضوية لتحليل المقاييس الصحية؛ ليتمكنوا من رعاية تربتهم بشكل أفضل، ومجموعة متنوعة من التطبيقات الجديدة والمبتكرة والمرتبطة بـ أجهزة الاستشعار في الزراعة؛ حيث يمكن للمزارع إدخال جهاز استشعار لا يزيد حجمه عن حجم حبة الفول لمراقبة مستويات الرطوبة ومعرفة الموعد المناسب للحصاد.
وتابع، ان تحليل الجينات الوراثية أصبح يُستخدم على نطاق واسع في عام 2020؛ من أجل اكتشاف وتحليل العديد من الأمراض الوراثية في الكثير من النباتات، اضافة الى ان الزراعة اصبحت تعتمد في 2020 على استخدام طائرات الدرون بشكل فعال.
وتاحدث عن الجرار الذي يعمل بدون سائق وباستخدام نظام (GPS)يمكنك استخدام الأسوار الجغرافية لإبقاء الجرارات في مسارها وإغلاقها تلقائيًا إذا انحرفت عن مسارها، وفي 2020 تم التوسع في استخدام الروبوتات الآلية بالزراعة.
وبدوره قال مدير البيئة والتغير المناخي في مركز البحوث الزراعي جعفر الوديان ان البطالة تشكل حوالي 22.8% بين الاردنيين لـ الربع الاول من هذا العام وما يزيد الامر سوء ظاهرة التغير المناخي وبالذات حل قطاع الشباب المهمشين، مبينا ان قطاع الزراعة من احد اهم القطاعات التي تقوم بتشغيل اعداد كبيرة من الشباب.
وأضاف، ان القطاع الزراعي من اكثر القطاعات تأثرا بالتغيرات المناخية حالياً، حيث ان الجفاف والصقيع وارتفاع درجات الحرارة من احد اهم تحديات الانتاج في هذا القطاع ما تسبب خسائر فادحة سنويا للمزارعين، مضيفاً ان استراتيجية المركز البحوث الوطني ياخذ بعين الاعتبار التكيف مع تأثيرات التغير المناخي كـ احد اهم الوسائل التي يمكن مجابهة التغير والتقليل من اثاره السلبية على المجتمعات المحلية وبالذات الفئات الاكثر تاثرا وهم فئة النساء والشباب.
وبين ان المركز يقوم بتنفيذ ثلاثة مشاريع مدعومة من الاتحاد الاوروبي والتي تهدف الى التكيف مع التغير المناخي من خلال الاعتماد على اسلوب الاقتصاد الدائري والاقتصاد الازرق في مجال الزراعة والاستخدام الامثل للمياه، حيث يعتبروا ملائمين جداً للقضايا البيئية والزراعية المتكيفة مع التغير المناخي، وتؤشر الدراسات الاقتصادية على وجود إمكانات كبيرة للنمو لـ هذين النوعين من الاقتصاد.
ولفت إلى ان كادر المركز وبالتعاون مع الخبرات الدولية في حوض المتوسط بتوفير مناهج لدورات تدريبية مبتكرة مصممة وموجهة نحو المهارات التي تلبي المتطلبات والاحتياجات التدريبية للشباب في إطار التأقلم مع التغير المناخي وتحت مظلة أنظمة الاقتصاد الدائري والاقتصاد الازرق مع التركيز على الشباب من الفئة العمرية من 15 – 30 سنة من الجنسين .
إلى ذلك، قالت خبيرة البيئة والتغير المناخي الدكتورة منى هندية ان الاردن يتميز بأنه دولة فتية ما يمثل نمو هذه الفئة من الشباب ودخولهم الى سوق العمل وتوظيف قدراتهم للحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي فرصة فريدة لان الشباب ليسوا مجرد ضحايا التغير المناخ فهُم أيضاً مساهمون مهمون في العمل المناخي ووكلاء للتغيير ورواد أعمال ومبدعون، كما يعد دور الشباب واستخدام مهاراتهم لتسريع العمل للحفاظ على البيئة والحد من التغير المناخي سواءً من خلال التعليم والعلم والتكنولوجيا.
وأشارت الى ان هناك العديد من الاستراتيجيات الوطنية الشبابية تم اطلاقها ولم نجد لها أي اثر إيجابي يعكس تطوير قدرات الشباب التنموية والانتاجية والابداعية للتعامل مع التحديات خصوصا بما يتعلق في قضايا البيئة وايضا يتبين أن المناهج المدرسية والخطط الدراسية الجامعية في الأردن للأسف تساهم في إعادة إنتاج تعلم نظري بحت ينتج قادة تنظير لا قادة تغيير عمليين مبدعين لإيجاد الحلول والأفكار التطبيقية؛ لهذا يعتبر أهمية تدريس تغير المناخ وتحدياته وإيجاد الحلول أمرًا مهمًّا في نظام التعليم المدرسي والجامعي.
وتابعت هندية، انه يجب تطوير برامج تعليمية وجعل قضية تغيُّر المناخ جزءً من كل مادة دراسية وتطوير المواد الخاصة في الاقتصاد الدائري والاقتصاد الاخضر واستخدام الطاقة المتجددة وتدوير النفايات وتحلية المياه وغيرها وتعزيز مهارات التخطيط والإدارة المتعلق بتغير المناخ لدى الشباب والحصول على المزيد من المبادرات التطوعية والتدريب العملي والرحلات الميدانية.
وبينت الواقع ؛ ان مشكلة التغير المناخي قد بُرهنت بقوة على الحاجة إلى نهج متكامل ومنتظم كما يجب إعطاء الشباب المهارات الملموسة لترجمة هذا الوعي إلى عمل ويمكن تحقيق ذلك من خلال إدماج عنصر من الخدمة العامة في المناهج، ما يساعد الشباب على تطوير قدرتهم على المبادرة بالبدء في المشاريع، وإلهامهم على العمل، والمشاركة في صنع القرار الجماعي، ورعاية حسهم بالكرامة والقيمة الذاتية.
واوضحت هندية إن أحد المكونات الرئيسة لحل تحدي التغير المناخي هو غرس القيم والمواقف والمهارات التي تؤدي إلى أنماط عادلة ومستدامة من تفاعل الشباب مع البيئة وتكمن أهمية هذه الفئة استلام دفة القيادة والتصدي للتحديات الهائلة والمعقدة للتغير المناخي في العقود المقبلة ففي سن مبكرة يمكن تشكيل عقليات وعادات جديدة بفعالية أكبر.