نسمع كثيراً أن فلاناً ارتفعت لديه مستويات الأدرينالين إلى ذروتها بعد أن تعرّض لموقف خطير، اضطره للمواجهة أو للهرب ببساطة، كذلك يجري الحديث عن مستويات الأدرينالين تلك عند التعرض للإثارة التي تسببها نشاطات مثل ركوب الدراجة النارية بسرعة عالية، أو القفز بالمظلة من ارتفاع شاهق.. فما هو الأدرينالين بالضبط؟ وما الذي يفعله بأجسادنا؟

ما هو الأدرينالين؟

الأدرينالين، والذي يُعرف أيضاً بالإبينفرين هو هرمون وناقل عصبي، يتم إنتاجه وإفرازه بواسطة الغدتين الكظريتين الواقعتين فوق الكليتين. 

 باعتباره ناقلاً عصبياً يساعد الأدرينالين في نقل الإشارات العصبية عبر النهايات العصبية إلى خلايا عصبية أخرى، أو إلى العضلات والغدد.

ويعد الأدرينالين جزءاً من الجهاز العصبي السمبثاوي، وهو جزء من نظام الاستجابة للطوارئ والمخاطر في أجسامنا.

تفرز الغدد الكظرية الأدرينالين لينطلق في مجرى الدم عندما نواجه تهديداً ما أو نشعر بالخطر والحاجة إلى المواجهة أو الهروب، وتكمن مهمة الأدرينالين في هذه الحالة بتحفيز الجهاز العصبي للقيام بالاستجابة المناسبة. 

على سبيل المثال إذا كنت تقود دراجتك وظهرت سيارة أمامك فجأة، ستفرز الغدة الكظرية الأدرينالين الذي سيحفزك بدوره للقيام برد فعل فوري لتفادي الخطر، قد  تتعرّق أو تشعر بتسارع دقات قلبك أو يرتجف جسمك، لكنها جميعها استجابات طبيعية في هذه الحالة. 

ماذا يحدث لأجسادنا عند إفراز الأدرينالين؟ 

لا يفرز الأدرينالين فقط عندما نتعرض للخطر أو الأزمات، إذ يتم إفرازه مع الكورتيزول والألدوستيرون عندما نشعر بعاطفة قوية مثل الإثارة والخوف. وعندما تفرز هذه الهرمونات في الجسم يتم إرسال رسائل مختلفة إلى أعضاء مختلفة في الجسم مثل القلب والرئتين، هذا يعني أننا قد نواجه: 

ارتفاع ضغط الدم.

زيادة معدل ضربات القلب.

قلة الحساسية للألم.

اتساع حدقة العين.

التعرّق المفرط.

ارتجاف في اليدين.

وفقاً لما ورد في موقع verywellmin، يضع الأدرينالين أجسادنا في وضعية تسمى وضعية "القتال أو الهروب"، وفي هذه الوضعية ستمتلك القدرة على الجري أسرع مما تفعل عادةً، أو قد لا تشعر بالألم، حتى لو تعرضت للإصابة. 

ويساعدك رد الفعل هذا في واقع الأمر في الحفاظ على سلامتك عندما تتعرض لموقف خطير، وبمجرد أن ينتهي التهديد أو الموقف الذي يستدعي الشعور بالخطر، سيهدأ جسمك ويعود إلى وضعه الطبيعي. 

هل من الممكن أن ندمن على الأدرينالين؟ 

الإجابة هي نعم وفقاً للعلماء.. هناك الكثير من الأشخاص الذين يبحثون عن الإثارة حتى لو كان الأمر خطيراً، لأنهم مدمنون على الشعور الذي يمنحهم إياه تدفق الأدرينالين في أجسادهم، فنجد أشخاصاً يهوون الرياضات الخطيرة مثل القفز بالمظلة من أماكن شاهقة الارتفاع، أو سباق السيارات ذات السرعة الجنونية. 

لكن، يجب اللانتباه إلى أن جرعات كبيرة من الأدرينالين قد تسبب مشاكل في الجسم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الإجهاد المزمن. 

إذا كان جسدك في وضع "القتال أو الهروب" بشكل دائم، فقد تواجه أعراضاً طويلة الأمد يمكن أن تضر عقلك وجسمك، بما في ذلك: 

مشاكل في الجهاز الهضمي.

الصداع.

شد عضلي.

أرق.

زيادة الوزن.

قلق.

كآبة.

ضغط دم مرتفع.

أمراض القلب.

السكتة الدماغية. 

يمكن أن تحدث اضطرابات الغدة الكظرية أيضاً إذا لم تنتج ما يكفي من الهرمونات أو تفرز الكثير منها. ورم القواتم، على سبيل المثال، هو ورم يمكن أن ينتج عن الكثير من الأدرينالين. وهو ورم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأعراض أخرى. 

هل من الممكن التحكم في مستويات الأدرينالين في أجسادنا؟ 

بالنسبة لأولئك الذين يعملون في بيئة شديدة التوتر، مثل المشافي أو المدارس، أو أولئك الذين يتعاملون مع ضغوط شخصية يومية مثل المشاكل الزوجية، فهم أكثر عرضة لزيادة تدفق الأدرينالين في أجسادهم، الأمر الذي قد يكون مرهقاً لصحتهم. 

للحد من وتيرة تدفق الأدرينالين، يجب أن تتعامل مع الضغوطات في حياتك من خلال ممارسة استراتيجيات التأقلم الصحية التي يمكن أن تشمل:

التمارين اليومية.التأمل. 

تمارين التنفس. 

 أخذ قسط من الراحة.

تناول الغذاء الصحي.

الحد من تناول الكافيين.

ولكن إذا كنت تواجه مشكلة في تقليل التوتر في حياتك؛ فينصح بالتحدث مع طبيب مختص لمناقشة طرق العلاج اللازمة. 

الأدرينالين وعلاج الحساسية

فضلاً عن كونه يساعد في الحفاظ على سلامتنا عند التعرض للمخاطر، يمكن استخدام الأدرينالين كذلك في حالات الطوارئ لعلاج رد فعل تحسسي خطير يُعرف باسم التأق،  وهو رد فعل تحسسي  ومكن أن يحدث في غضون ثوانٍ أو دقائق بعد التعرض لمادة لديك حساسية تجاهها، مثل الفول السوداني أو لسعات النحل، ويمكن أن يكون التأق مهدداً للحياة ويسبب الوفاة إذا لم يتم علاجه بالوقت المناسب عن طريق حقن الأدرينالين. 

يساعد الأدرينالين في علاج هذا المرض، إذ يمكن أن يحفز القلب، ويريح عضلات الشعب الهوائية، ويرفع ضغط الدم، ويحسن التنفس، ويمنع تطور الأعراض التنفسية أو القلبية الوعائية التي تهدد الحياة. 

إذا كنت تعاني من حساسية تجاه النحل ولُسعت، أو إذا كنت تعاني من حساسية من الفول السوداني وتناول زبدة الفول السوداني، فأنت بحاجة إلى حقن الأدرينالين بسرعة لمكافحة ضيق التنفس أو أعراض الحساسية المفرطة الأخرى.