كتب محمود الدباس.. اخاطب الدولة.. احذروا ثورة الجياع التي لا يتمناها أحد..


منذ مساء امس وانا اتحرك بسيارتي على مداخل السلط.. واشاهد ذلك المنظر الحضاري من سائقي النقل العمومي بكافة فئاته..

اوقَفوا آلياتهم في اماكن لا تسبب اي اعاقة للمرور.. جلسوا بعيدا عن الطرقات.. اتخذوا كل وسائل الامان..
ولا أنسى جهود رجال الامن الذين بقوا بجانب تلك الاليات محافظين على سلامتها..

هذا المشهد المهيب الذي تكرر في مدن وقرى الاردن.. يجب على الدولة ان تبني عليه.. وان تتحرك الدولة بكافة اذرعها للحفاظ على هذه الصورة الحضارية في التعبير.. والانصياع بشكل راقي وحضاري للمطالب الشعبية التي عبر عنها سائقو النقل العام.. هو الشيء الذي يرفع من قيمة الدولة.. ويشعر المواطن بان الدولة تسعى لمصلحته.. ولا تعمل ضده..

اعلم تمام العلم بان ثمة ضغوطات على الحكومة من اجل رفع الاسعار.. وان الاسعار العالمية في تذبذب.. ولكن وجب على الدولة بكافة مكوناتها التحرك والامساك بالعصى من المنتصف..

قالها معالي وزير الطاقة قبل عدة اشهر في لقاء مع اعضاء ملتقى النخبة-elite.. بان الحكومة تتجنب رفع اسعار الديزل.. وذلك لان ذلك ينعكس على اسعار كل شيء..
فما الجديد يا حكومتنا الرشيدة؟!..

اقول في الختام.. كل الثورات يمكن احتوائها إلا ثورة الجياع.. فالحذر الحذر من ان تتحول الاعتصامات الحضارية الراقية.. الى ثورة جياع لا سمح الله.. فحينها لا ينفع الندم.. ولن ينفع التمني..