الأعلى للسكان: الأحداث والتغيّرات الديمغرافية وتأثيراتها شاملة وتمس القطاعات الوطنية والاحتياجات البشرية كافة
وحول التركيب العمري للسكان في المملكة، أوضح الدكتور المصاروة، أن المؤشرات السكانية تدل على أن المجتمع الأردني فتي وليس شابا كما هو معتقد؛ ما يعني نسبة إعالة عالية للأطفال دون سن 15 سنة، والذين يشكلون 34 بالمئة من حجم السكان أي 3.8 مليون نسمة، في حين يبلغ مجموع من هم دون سن 18 عاما 4.5 مليون نسمة بنسبة 40 بالمئة، ما يشكل بحسب المصاروة، قوة إضافية دافعة للنمو السكاني.
المصاروة، اعتبر أن التركيب العمري الفتي، يعني أن عدد الفتيات في سن الإنجاب سيستمر في التصاعد، يرافقه زيادة في أعداد المواليد الجدد، وزيادة أيضا في أعداد الأسر الجديدة، والداخلين إلى سوق العمل، والمتعطلين، وزيادة في الطلب على السكن، الذي سيكون على حساب الأراضي الزراعية؛ ما يتطلب إيحاد قانون لحماية هذه الأراضي.
وبالنسبة للتعطّل عن العمل، قال المصاروة، إن ثلاثة أرباع المتعطلين عن العمل هم من الذكور، بنسبة 76 بالمئة، 60 بالمئة منهم لا يحملون تعليماً ثانوياً، وأن فرص العمل المتاحة بكثرة في سوق العمل الأردني ملائمة لجميعهم، في حين تبلغ نسبة المتعطلات عن العمل من الإناث 26 بالمئة، ما يعكس تدني نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة الأردنية في سوق العمل وتواضعها.
وبين أن 55 ألف أسرة جديدة على الأقل تتشكل كل عام في المملكة، في وقت تشكل فيه نسبة زواج الفتيات دون سن 18عاما نحو 15 بالمئة من عدد حالات الزواج لأول مرة، وترتفع هذه النسبة في بعض المحافظات التي يكثر فيه اللاجئون كمحافظتي المفرق وجرش.
وأوضح أن الإنجاب يعد المؤثر الرئيس في حجم السكان وتركيبهم العمري وتوزيعهم، وقال إن معدل المواليد كان عام 1963 نحو 45 مولودا لكل ألف شخص أي 45 ألف مولود في السنة، فيما انخفض اليوم إلى 21 مولودا لكل ألف شخص، في ظل حجم سكان بلغ 11.3 مليون نسمة، متوقعا بأن يتجاوز عدد المواليد للعام الحالي الى 220 ألفا.
وقال إن هناك تباينا مهما في معدل الإنجاب، إذ يفوق في محافظات المفرق، وجرش، وعجلون، والطفيلة، ومعان، واربد، ومادبا المعدل الوطني، ويتباين أيضا حسب المستوى التعليمي والمعيشي للأسرة وجنسيتها، مبينا أن الأسر الأقل تعليما ودخلا وغير الأردنية أكثر انجابا من غيرها.
وسُجل في دائرة الأحوال المدنية والجوازات بين عامي 2010 و 2021، بحسب المصاروة، حوالي 2.5 مليون مولود، بمتوسط مليون مولود كل خمس سنوات، نسبة المواليد غير الأردنيين منهم 13 بالمئة، وان المواليد السوريين يشكلون ثلثي هذه النسبة.
وتضمن اللقاء كذلك، عرضا لكل من مساعد الأمين العام للمجلس رانيا العبادي، ومديرة وحدة البرامج في المجلس الدكتورة سوسن الدعجة، والمهندس عيد المناصير لأهداف ومهام وبرامج المجلس، ومكونات الصحة الإنجابية.
كما تم خلال اللقاء، استعراض منصة المعرفة الإلكترونية للصحة الإنجابية (دربي)، التي أطلقها المجلس في تشرين الأول الماضي، وتم توجيهها للشباب للتعريف بالصحة الإنجابية، بهدف رفع الوعي لديهم وبقية أفراد المجتمع بمفاهيم الصحية، وتصحيح الفهم المغلوط لها.
وتتيح المنصة إمكانية طرح أي سؤال يستوقف زوارها حول مواضيع الصحة الإنجابية، ليتم الإجابة عنه من قبل لجنة من الخبراء من ذوي الاختصاص، وإرسال الإجابة للشخص المعني في إطار من الخصوصية.
وأعرب الدكتور المصاروة، عن تقديره لدور الإعلام، ووكالة الأنباء الأردنية، في صياغة ونقل الرسالة الإعلامية للجمهور المتنوع، والنخب، ومتخذي القرار، والمشرعين، فضلا عن التأثير في السياسات وتوعية المواطن وتغيير السلوك.