قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس

الانباط - جواد الخضري
دولة الرئيس
حين يتحدث جلالة الملك للحكومات، موجهاً إياها من خلال كتب التوجيه السامي واللقاءات المباشرة، بهدف السير نحو تحقيق التنمية الشمولية لكافة مناحي الحياة السياسية والإجتماعية والفكرية وأهمها الحالة الإقتصادية، لتعود بالنفع العام على الوطن والمواطن، يحتاج هذا إلى حكومة تمتلك البرامج والخطط لتسير بشكل متوازي مع التوجيهات والرؤى الملكية بصورة عملية وليست عبارة عن تصريحات، لتستمر عجلة الحياة .
دولة الرئيس
يبدو أن حكومتكم الرشيدة قد عجزت عن أداء دورها المناط بها ، وإبتعدت عن مفاهيم دور الولاية العامة في إدارة موارد الدولة لتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن، مما يدلل على ضعف إدارة الأزمات، والأدلة كثيرة ومتعددة في عدم القدرة على المعالجات، والتي كان على الحكومة أن تستشعر الشارع قبل حدوث الأزمة، ولم تكن توجيهات جلالة الملك لحكومتكم بالخروج إلى الميدان فقط للزيارات، بل في الأصل معناها الإلتقاء بجميع الشرائح المجتمعية في جميع المحافظات للإستماع لكل المطالب والإحتياجات بطريقة مباشرة للعمل على تحقيقها .
دولة الرئيس
سأضع مثال وهو الأزمة التي تسببت بالإعتصام أو الإضراب الذي نفذه أهم قطاع من القطاعات الهامة على مستوى الوطن وهو قطاع النقل، والسبب رفع أسعار المحروقات التي تجاوزت الحد، حيث أصبح سببا رئيسا في إرتفاع معظم السلع والتي بات المواطنين في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة والأوضاع الصعبة لجميع القطاعات غير قادرين على تحملها مما دفع بقطاع النقل للوصول إلى نقطة رفض الإجراءات الحكومية، وسبقها ظهور دولتكم على شاشة التلفاز الرسمي قبل أيام من قرار رفع أسعار المحروقات والتي رأى فيها البعض من المهتمين تنمر حكومي، إضافة إلى موضوع ترف الدعم الحكومي للمحروقات وهو في الأصل لا يوجد دعم بحسب المختصين في مجال الطاقة .
دولة الرئيس
لقد كانت بعض الحكومات السابقة خاصة حول المحروقات تستشعر الوقت والحالة الإقتصادية، فلم تكن تعمل على رفع الأسعار خاصة في الثلاثة أشهر الذروة من فصل الشتاء وتحديداً مادتي السولار والكاز، بل تعمل على رفع الأسعار إذا استعدت الحالة بعد إنقضاء فصل الشتاء، بينما حكومتكم أكدت على أنها تفتقدون للدراسة حول إتخاذ القرارات إضافة إلى ضعف الإدارة الحكومية والتي كان من الأجدر والمفروض أن تستبق الإدارة لوضع الحلول الناجعة قبل وقوع الحدث ليتم تداركه والأهم أن تخرج الحكومة بإيضاحات تبين وجهات النظر من خلال معلومات دقيقة ، لكن على ما يبدو أن حكومتكم بعيدة عن نبض لشارع  مما أدى إلى ظروف قد تتسبب بمشاكل مجتمعية ، والضغط على الجهات الأمنية لتُضيفوا أعباء هي في الأصل من مسؤوليتكم.