اصول البحث العلمى فى كتاب للدكتور مختار عطاالله
كتب-د . أسامة زايد
صدر مؤخراً للأستاذ الدكتور مختار محمود عطا الله كتاب المختار فى أصول البحث ومناهج البحث العلمي أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
ويعد هذا الكتاب ثمرة الممارسة المكثفة للبحث العلمي على مدار أكثر من خمسة وثلاثين عاما، عايش المؤلف فيها البحث العلمي بأشكاله وصوره المختلفة، فتكونت لديه مجموعة من الخبرات وضعها في هذا الكتاب، يوضح الأفكار، ويضرب عليها الأمثلة من تجارب الأكاديميين؛ مما أعطى الكتاب خاصية الجمع بين النظرية والتطبيق، فكانت طريقة يرجى نفعها للباحثين عند إعداد الرسائل العلمية بنوعيها الماجستير والدكتوراه، وكذلك الأبحاث العلمية المتخصصة أيا كان حجمها، أو الغرض من إعدادها، أو وعاء نشرها.
لقد أدرك المؤلف أن أحد أسباب تدني مستوى الأبحاث العلمية والرسائل الجامعية من الناحية المنهجية هو ادعاء الجواز في أغلب الضوابط، وركوب مطية إباحة الأخذ بأي من المتناقضات بدعوى السعة، وذلك بسبب عدم وجود (قانون منهجي) يمنع البحث أو الرسالة من الخروج عنه، فاتخذ في هذا الكتاب الصرامة الأكاديمية منهجا له، فجاء حاسما في أغلب الخطوات والضوابط، ينظر إلى الخروج عنها على قاعدة الصواب والخطأ، إلا ما تسمح به الضرورة البحثية من تعدد أو تنوع في بعض الإجراءات.
لقد أصبحت كتابة الأبحاث والرسائل العلمية في عصرنا الذي انتشر فيه البحث العلمي وتوسع وكثر فيه الباحثون؛ بحاجة ماسة إلى بلورة أصولها، وبيان ضوابطها، وشرح خطواتها، وإبراز أدواتها على نحو يجمع بين النظرية والتطبيق.
من هذا المنطلق جاء كتاب (المختار في أصول البحث العلمي) ليستجيب لحاجة الباحثين في الرسائل العلمية بنوعيها الماجستير والدكتوراه والأبحاث العلمية المتخصصة، أيا كان حجمها، أو شكلها، أو وعاء نشرها، أو الغرض من أعدادها، فهو يفيد كل من يريد إعداد بحث ينتمي إلى الأكاديمية نوعا من الانتماء.
وقد جاء الكتاب في مقدمة، وثلاثة أقسام، تناول في المقدمة: خصائص الباحث وعرض لمفاهيم المصطلحات ومنهجية البحث العلمي. وجاء عنوان القسم الأول: أركان البحث أو الرسالة، فقدم تصورا مجملا لأركان البحث أو الرسالة، وتناول كلا منها التفصيل، وهي مشكلة البحث، وتساؤلات الدراسة، والفروض العلمية، والمنهج الذي احتل جزءا كبيرا من الكتاب وحظي بتركيز شديد من المؤلف؛ نظرا لأهميته، ولوقوع الكثيرين في أنواع من الأخطاء بخصوصه، فذكر: نصائح مهمة عند كتابة منهج الدراسة، ثم عرض مناهج البحث مع التمثيل، وهي تسعة مناهج قلما نجدها مجتمعة في كتاب على هذا النحو، وهي المنهج الوصفي والمنهج التحليلي والمنهج التاريخي والمنهج النقدي والمنهج النقضي والمنهج التقويمي والمنهج المقارن والمنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي. ثم الركن الخامس، وهو الدراسة، ثم السادس وهو النتائج. ويختم كل ركن من هذه الأركان الستة ببيان مظاهر الانحراف عن الصواب فيه.
وجاء القسم الثاني من الكتاب بعنوان: مكملات البحث أو الرسالة، وهي ستة كذلك: أهمية البحث وأهداف البحث وحدود الدراسة ومفاهيم الدراسة والدراسات السابقة والصعوبات.
وجاء القسم الثالث بعنوان: خطوات إعداد الرسالة، وهي اثنتا عشرة خطوة، هي: اختيار النقطة البحثية، ووضع الخطة، مع بيان العناصر التي يجب أن يتضمنها المشروع البحثي إذا قم للتسجيل في ماجستير أو دكتوراه، وتجميع المصادر والمراجع حول النقطة البحثية، وجمع المادة العلمية من المصادر والمراجع في بطاقات، وتصنيف البطاقات، وكتابة البحث من البطاقات في أوراق. وهنا استرسل الكتاب في بيان مهارات الكتابة، وهي: المهارة الأولى: التمكن من اللغة العربية. المهارة الثانية: الفصاحة. المهارة الثالثة: استعمال اللغة العلمية. المهارة الرابعة: التوثيق. المهارة الخامسة: مهارة الاقتباس. المهارة السادسة: مهارة التعقيب. ثم جاءت الخطوة السابعة، هي كتابة الخاتمة، ثم كتابة المقدمة (التي هي آخر ما يكتب وأول ما يقرأ). ثم الخطوة التاسعة: كتابة قائمة المصادر والمراجع. والخطوة العاشرة: إعداد صفحة الغلاف. والخطوة الحادية عشرة: وضع فهرس المحتويات. والخطوة الثانية عشرة: كتابة الملخص.