العنف الجامعي٠٠ ظاهرة تتجدد بحاجة لحلول جذرية

ابو العسل: نعمل على استقطاب الطلبة وتعبئة اوقات فراغهم
الزعبي:اسباب معظم حالات العنف الثنائية الجندرية
درويش: سهولة اختبار الثانوية يزيد من هذه الظاهرة
طلبة: السياسات الجامعية وقلة الوازع الديني تزيد من العنف الجامعي
الانباط-سيلينا السيد  
  في ظل استمرار ظاهرة العنف الجامعي وعدم وجود حلول جذرية للحد منها لتمتد  اخيرا الى قصة مشاجرة طلابية ادت الى حدوث اصابتين في جامعة اليرموك، فيما تتوارى بين الحين والاخر عن مسامعنا عبر وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي احداث شغب بين طلبة الجامعات نتيجة اسباب ترجع الى خلل في تكوين الاسرة، وسياسات الجامعة و الاوضاع والظروف الاقتصادية.
مديرة العلاقات العامة في جامعة اليرموك الدكتورة نوزت ابو العسل قالت أن هذه الظاهرة تجعل الجامعة تسعى من خلال ما تطرحه عمادة شؤون الطلبة من برامج ثقافية وفكرية ونشاطات فنية ورياضية، إلى إتاحة الفرص لاستقطاب الطلبة وإشغال أوقات فراغهم بتنمية وصقل شخصياتهم ومواهبهم واهتماماتهم من خلال توفير بيئة جامعية داعمة للأنشطة اللامنهجية والخدمات الطلابية المساندة للبيئة الأكاديمية.
وتابعت ان العمادة تسعى على الدوام إلى تعزيز القيم والعادات الإيجابية بهدف تربية جيل واع ومدرك لكل القضايا واحترام الرأي الاخر وتقبله وتعزيز النهج الديمقراطي، وتقوم بذلك من خلال أدواتها الإعلامية كالموقع الإلكتروني الرسمي، و حساباتها الرسمية في الفيسبوك والانستقرام، إضافة الى إذاعة جامعة اليرموك وجريدة "صحافة اليرموك"، إلى نشر وبث رسائل توعوية حيال مختلف القضايا التي تخصهم، ومنها العنف الجامعي وشرح الأنظمة والتعليمات حيال هذا الموضوع، ودعوة الطلبة في الوقت نفسه للإقبال على الأنشطة والفعاليات المختلفة تحقيقا لرسالة الجامعة بتخريج  كفاءات مميزة علميا وعمليا قادرة على المنافسة بسوق العمل بكفاءة واقتدار. 
إلى ذلك أوضح الدكتور مهران الزعبي من جامعة البترا قسم الاداب لـ"الأنباط"،  ان للعنف الجامعي اسبابا متعددة ومنها اختلاف الطبقات الاجتماعية وتفاوت المستويات الثقافية والبيئية التي يأتي منها الطلبة، مشيرا إلى ان النقطة المهمة هي طبيعة مجتمع الجامعة المختلف تماما عن طبيعة المدرسة لا سيما الطلبة المتخرجين من المدارس الحكومية نظرا لعدم انضمامهم الى بيئة مختلطة حتى يكون تعاملهم مع الجنس الاخر شيئا عاديا.
وتابع  أن معظم حالات العنف الجامعي يعود سببها الى الثنائية الجندرية التي نتحدث عنها دائما خاصة في بعض الجامعات التي  تسيطر عليها القضية القبائلية والعشائرية، وهذا ايضا يسبب نزاعا كبيرا اضافة الى  قلة الخبرة الادارية وعدم الضبط المطلوب من قبل الامن الجامعي في قضية الدخول والخروج من الجامعة.
وأضاف، إن كنا نريد التحدث عن السبب الفعلي للعنف الجامعي فهو يعود الى الفراغ الذي يعيشه الطلبة وعدم انخراطهم بأنشطة ثقافية سياسية، حيث نرى ان معظم الانتخابات في الجامعات الخاصة تتجه نحو التزكية ولا يوجد انتخابات او نشاط انتخابي فعلي على عكس باقي الجامعات، اضافة الى عدم تفاعل الطلبة في موضوع سياسي يشغلهم من ناحية التفكير والبحث والافتقار الى اليه تدريسية لاشغال الطلبة في الابحاث العلمية بالاخص طلبة بكالوريوس الذين يشكلون النسبة الاكبر داخل الجامعات ولا يطلب منهم خلال الفصل الدراسي اي بحث علمي يجبره الى الذهاب الى المكتبة والانشغال بقراءة المقالات الابحاث حتى يستطيع انهاء مهامه.
وأكد أنه لو تم توجيه الطالب للاندماج بالاحزاب والتنمية فسوف ينخفض العنف الاجتماعي والجامعي نتيجة لذلك، خاصة أن الطلبة ضعاف النفوس يحاولون أن يظهروا انفسهم بشخصية قوية حتى يشار اليهم بانهم زعماء على  الطلبة وان لديهم كاريزما معينة جذابة، من المرجح ايضا تدريب الاساتذة الجامعيين على التعامل مع الطلبة، وعلى الاستاذ الجامعي دائما ان يطور مهاراته التواصلية وخاصة مع الاجيال الحديثة كجيل ٢٠٠٤ جيل مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت. 
وقال الخبير التربوي محمود درويش ان العنف الجامعي يعود بعضه الى وسائل التواصل الاجتماعي والتقليد الاعمى على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا سبب من الاسباب، مشيرا إلى ان السبب الاهم يتمثل بطبيعة الاسئلة من حيث السهولة التي توضع في اختبار الثانوية العامة الأمر الذي أخرج مجموعة من شرائح الطلبة لا يجب أن تكون في الجامعات، إضافة إلى الاعداد الهائلة التي تم قبولها في الجامعات مما ساهم في زيادة العنف الجامعي وارتفاع نسبة البطالة.  
واوضح في حديثه مع "الأبناط" انه يجب ان يكون هناك عقوبات رادعة للحد من هذه الظاهرة في الجامعات، وتقليص اعداد الطلبة المقبولين في الجامعات، واعادة هيبة الثانوية العامة، داعيا وزارة التربية والتعليم لالغاء منهجية نظام الاسئله الموضوعية او التقليل منها.   
وإقترح درويش عبر "الأنباط"، أن يكون ملصقات ارشادية في الجامعات والمدارس شأنها توعيتهم حول هذه الظاهرة وكيفية الحد منها، إضافة إلى إيجاد منهاج للمراحل الاساسية ولطلبة الجامعة وبرامج تلفيزيونية واذاعية مخصصة تناقش وتعالج هذه الظاهرة. 
وفي المقابل استمزجت "الأنباط" رأي عدد من طلبة الجامعات المختلفة، فذهبوا إلى أن العنف الجامعي كأي مشكلة إجتماعية، هناك العديد من الاسباب له منها ما هو ظاهر وواضح للعيان وبعضها الاخر مخفي وعميق في نفس الطلبة.  
وأضافوا، أن من اهم الاسباب الظاهرة السياسات الجامعية التي في بعض الاحيان تقوم على التحيز والواسطة لطالب دون غيره، الامر الذي احيانا قد يثير فتنة بين الطلاب، ولطالما كان شعور تمييز بعضهم على الاخر سبب من اسباب الحقد والكراهية وبذرة مشاكل عديدة، إضافة إلى قلة الوازع الديني، والفكرة العامة التي طبعت عن ان الشخص الاقوى هو الذي يهابه ويخافه الناس، وهذا النوع من الفكر يحفز الاشخاص في التمادي على الخطأ بدلا من تصحيح فكرهم في التعامل مع الاشخاص والمواقف. 
وتابعوا، أما بالنسبة للأسباب الخفية وهي الأكثر تأثيراً من وجهة نظرهم، والتي تعود لبيئة الاشخاص والحالة الاقتصادية وطبيعة المناخ المنزلي، حيث ان كل هذه العوامل تعد من اهم الاسباب في تكوين مشاعر الحقد والكراهية واللوم التي تترجم في شكل عنف جسدي أو لفظي، ويكون الطالب يعاني مشاكل في تكوين علاقات صحية على المستوى العاطفي او ان علاقته الاسرية متذبذبة وغير سوية، اضافة إلى الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي قد تدفع بعضهم إلى البطش والعنف، فقط لاشباع رغبات لا يمكن اشباعها.