لماذا لا نزرع القمح؟ ٠٠ خبراء ومزارعون يشرحون الأسباب

سالي الصبيحات
تعتبر مادة القمح منتج استراتيجي ومصدر رئيسي للغذاء سواء في الاردن او في العالم ،وبعد أن كان الاردن يصدر القمح لدول الخارج وسهول الحوران التي كانت معروفة بأسم "اهراء روما" وذلك لخصبة أرضها ووفرة محاصيلها الزراعية وخاصة القمح ،تحولت اليوم سهول القمح والشعير الى العمارات السكنية والبيوت الإسمنتية.

وعبر عدد من المزارعين عن رآيهم حول زراعة القمح ،مبينين أن في الواقت الحالي متوقفين عن زراعة المحاصيل الحقلية (القمح والشعير) واستبدالها بالزراعة الخضرية مثل البطاطا والباذنجان والفلفل الحلو والبندورة وغيرها من المواد.
مرجعين أسباب العزوف عن زراعة مادة القمح تعود الى ارتفاع اسعار بيع القمح في الاسواق ومن أهم التحديات التي واجهت المزارعين في زراعة القمح الاستيراد من الخارج فيما أصبحوا لا يملكون ملجأ لبيع قمحهم.
وأشاروا في حديث خاص لـ"الانباط" أن قلة المياه لم تكن احدى الاسباب التي منعتهم من زراعة القمح ،موضحين أن في السابق كانت المواسم التي يقل بها الانتاج بسبب قلة المياه نادرة جداً،مشيرين الى ان زراعة القمح تعتمد على (الربة ) رطوبة التربة والماء المخزن فيها. 

وقال رئيس مجلس إدارة "الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين عودة الرواشدة بدوره ،إن الاردن في الماضي كان من الدول المتعارف عليها بـ زراعة القمح خاصة في سهل الحوران و الكرك وغيرها وكان ينتج من القمح ما يكفي احتياجات الاردن ،مشيراً الى ان الأردن كان مصدرا ومستوردا للقمح والشعير بكميات متفاوتة ،ثم توقف عن التصدير نهائيا وبدأ الاعتماد على القمح المستورد من الخارج.  
وبين،إن ابرز الاسباب التي ادت الى التراجع في انتاج القمح تزايد اعداد السكان ،اضافة الى الزحف العمراني ، وشح المياه ،والتغيرات المناخية ،وارتفاع كلفة استخدام التكنولوجيا في عمليات الحراثة والحصاد ،موضحا أن زراعة القمح تحتاج الى كميات امطار كبيرة لانتاج ما يكفي الاردن .

وبين خبير الأمن الغذائي في مركز جينيف للدراسات الدكتور فاضل الزعبي من ناحيته أن زراعة القمح تستهلك كميات مياه كبيرة بما يساوي مترا مكعبا من المياه لإنتاج كيلو من بذور القمح  وبالتالي يحتاج الى مناطق فيها كميات امطار تتجاوز 250 ملم سنوياً ،لافتاً الى ان هذه المناطق محدودة جداً .
 واقترح الزعبي ان يتم استغلال الاراضي البعلية التابعة للدولة والواجهات العشائرية بدعم سكان هذه المناطق في البذور لزراعة المحاصيل الحقلية ،على الرغم من أن النتائج لن تكون بالمستوى المتوقع، داعيا الى  زراعة المحاصيل الخضرية بدلاً من استيراد بعضها من الخارج لتوفير عملة صعبة والاستفادة من المنتج المحلي.


وأوضح الخبير الزراعي المهندس محمد البس إن القمح يحتاج بالحد الأدنى بين 400-500 ملم ري ليكون المحصول مجديا ولكن اذا اردنا زيادة كمية المحصول لـ 300 كغم _900 كغم فنحتاج لكميات ري تصل لـ 1000ملم ري ،مشيرا الى انه اذا تمت الزراعة في احواض المياه الكبيرة مثل حوض الديسي ومزارع الجنوب نستطيع الوصول الى هذه الكميات خصوصا ان السعودية على الطرف الاخر من الحدود تستخدم الاحواض نفسها وتزرع فيها  الحبوب والأعلاف المتنوعة.


   وفي تصريحات سابقة لوزير الزراعة المهندس خالد حنيفات بين  أن زراعة القمح في الأردن تحتاج لمليار متر مكعب من المياه، وهذه الكمية غير متوفرة في الأردن ، فالمشكلة في الأردن مشكلة شح المياه، وليست مشكلة المساحة، وعند النظر إلى العائد من زراعة  طن واحد من القمح فالعائد يكون 40 قرشا للمتر المكعب، على خلاف زراعة البندورة، حيث يكون العائد 80 قرشا للمتر المكعب الواحد، وتصل العوائد لبعض المنتجات لـ 20 دينارا للمتر المكعب الواحد، مثل الزراعات السمكية، والتمور المجهولة التي توفر عائدا ممتازا"، داعيا الى توظيف الموارد المحدودة لأعلى عائد ممكن.