دور المتخصصين في احداث ثورة معرفية وثقافية في مجال علوم الفضاء والفلك في الاردن

لا شك ان لعلوم الفضاء والفلك أهمية كبيرة جدا منذ القدم و خاصة في حياة الناس على مستوى العالم ،ولا يخفى على أحد الأثر الذي تركه علم الفلك على حياة الناس قديما من حيث القدرة على تحديد الزمان والمكان والاتجاهات والمواقيت والمواسم ،أما فيما يخص علوم الفضاء فإن الناس يعلمون اليوم أنه و بفضل هذا العلم حصلنا على معلومات كبيرة عن الكواكب والنجوم والمجرات والكون، وكيف أنه يمكن لكل ما في الكون من أجرام سماوية أن يولد ويتطور ويموت فضلا عن ذلك فإننا قادرون اليوم على تحديد قوة نشاط الشمس ،وأثره على المناخ والطقس لكوكب الأرض ،بالإضافة إلى معرفتنا الدقيقة لحركة القمر وقدرتنا على حساب مواعيد شروقه وغروبه بدقة عالية، أما فيما يخص الاقمار الصناعية وقدرتنا على وضعها في فلك معين يدور حول الأرض وتوظيفها لخدمة البشرية في مجالات متنوعة فحدث ولا حرج.
أضف الى ذلك ان علوم الفضاء و الفلك في هذا الوقت قد تبوأت دورا مهما في جميع الأصعدة العلمية والتكنولوجية والصناعية والسياسية على مستوى العالم، فجميع دول العالم الاول تأخذ دورا مهما و رياديا في هذا المجال، أما فيما يتعلق بالدول الأقل تقدما فإن مدى اهتمامها في هذا المجال و الدور الذي تلعبه يختلف من دولة الى اخرى فبعض هذه الدول لديه بعض المؤسسات المتخصصة في مجال علوم الفضاء والتي تؤدي دورها في مساعدة الدولة للارتقاء في هذا المجال ووضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة للتسريع من عجلة اللحاق بالدول المتقدمة، والبعض الآخر من هذه الدول لم يتخذ القرار بعد للبدء في العمل بهذا الاتجاه و هذا ما أكدته الدكتورة الاء العزام الاستاذ المساعد في قسم الفيزياء بالجامعة الاردنية و مدير عام مؤسسة استروجو لعلوم الفضاء و الفلك في مقابلة خاصة مع بترا.
وأضافت العزام أن العامل المشترك بين الدول المتقدمة والتي تأخذ على عاتقها كشف أسرار الفضاء وتوظيف علوم الفضاء لخدمة ورفعة البشرية و الدول التي بدأت لتوها بالعمل لتنفيذ الخطوات الأولى في اتجاه علوم الفضاء والفلك هو وجود متخصصون في هذا المجال في هذه الدول حيث يلعب المتخصصون دورا رئيسيا لمساعدة الدول في الوقوف على المسار الصحيح و الذهاب بالاتجاه الصحيح.

أما فيما يخص الأردن قالت العزام :إن الاهتمام في مجال علوم الفضاء والفلك قد بدأ فعليا منذ سبعينيات القرن الماضي الا ان الاردن الى الان لم ينجح فعليا في تنفيذ الخطوات الأولى بعد وهذا مرده ببساطة إلى عدم وجود اشخاص اردنيين مقيمين في الاردن متخصصين في مجال علوم الفضاء والفلك في الفترة الماضية ،أما حاليا فإن عدد المتخصصين الأردنيين في هذا المجال والعاملين حاليا في مؤسسات رسمية في الأردن قليل جدا ،وحتى يتمكن الأردن من النجاح في عمل خطوات واضحة للدخول في مضمار علوم الفضاء والفلك، فلا بد من العمل بداية على تأهيل الشباب الأردنيين في هذا المجال على المستوى المتخصص المطلوب وزيادة الوعي العام في الشارع الأردني لأهمية مجال علوم الفضاء والفلك، بالإضافة إلى العمل مع وزارة التربية والتعليم لتضمين هذا المجال من العلوم في المناهج التدريسية لطلاب المدارس ضمن فئات عمرية متنوعة وبشكل منهجي ومدروس، وقبل هذا العمل يتوجب علينا تأهيل المعلمين وتدريبهم لتمكينهم من أخذ دورهم الصحيح عند شرح مثل هذه العلوم في المناهج الدراسية. 

وأضافت العزام ان الدور الذي من الممكن أن يأخذه المتخصصون في الأردن هو بلا شك دور تحفيزي و توجيهي حتى يتمكن الاردن من استهلال حقبة جديدة تدخله في مجال القدرة على وضع الاستراتيجيات والخطط الصحيحة ليواكب عدد كبير من دول العالم في مجال علوم الفضاء والفلك علما بأن الذهاب في مجال علوم الفضاء والفلك هو حاليا خيار متاح للدول المهتمة، إلا أنه و السنوات القليلة مستقبلا سيكون شيء لا بد منه لجميع دول العالم على الاطلاق.