مشروع "عمان الجديدة" بين التأييد والمعارضة

مريم القاسم 
ناقش ملتقى النخبة حيثيات مشروع المدينة الجديدة المنوي إنشاؤها بحسب التصريحات التي خرجت بها الحكومة مؤخرا، بهدف الوقوف على أبرز التحديات والمعيقات التي تواجه هذا المشروع الذي أيده الكثير وعارضه بعضهم، متسائلين إن كان سينفذ على ارض الواقع بشكل دقيق وسليم أم سيخضع بتنفيذه إلى أمزجة وأهواء بعض صناع القرار.
المشاركون اختلفو بأرائهم، منهم من كان مؤيدا للمشروع، ومنهم من كان معارضا ويتوقع له الفشل، واشار المهندس فوزي مسعد الى ان المدن المخططة تنشأ عادة لاسباب، والسبب هنا  على حد رأيه هو التخفيف من الاكتظاظ في الزرقاء وعمان غير واقعي، مشيرا إلى انه يجب ان يتم التخطيط للمشروع على أساس تنشيط الاقتصاد وتعد مشاريع البنية التحتية من اهم وسائل تنشيط الاقتصاد في أيام الركود. 
الدكتور محمود الدويري قال انه يعتقد أن هذه الحكومة او اي حكومة ستأتي بالمستقبل لن تقدر على بناء مشروع عمان الجديدة، وخاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي تعجز عن حلها الحكومة، إضافة إلى مشاكل الفقر والبطالة والقطاع الصحي.
واقترح الدكتور هايل الدعجة اقامة مجمعات للوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية والرسمية في المنطقة المقترحة لبناء المدينة الجديدة، الامر الذي من شأنه تخفيف الازدحامات المرورية، فالمواطن بحاجة لها وهو من يبحث عنها بغض النظر عن مكان وجودها. 
وقال الدكتور بسام روبين ان تفكير الحكومة بهذا الوقت تحديدا وبهذه الطريقة يدل على أنها أصبحت تفكر بشكل جيد، ولكنها لم تراع معطيات الحالة العامة السائدة من الناحية الاقتصادية أوالاستثمارية لهذا المشروع، بل سيضعنا امام تحديات اقتصادية قد تتحول الى مخاطر، وتكون سببا مباشرا في افلاس الخزينة.
وبين المهندس غازي المعايطة ان اي مشروع جديد يجب أن تكون فكرته صحيحه والتخطيط له صحيح وان تكون إدارته مؤمنة بأهدافه وملتزمة بالجدول الزمني ومراحل التنفيذ وان يحقق آمال الطبقة المستهدفة وان لا يكون سلعة للجشعين والطماعين. 
واشار محمود ملكاوي الى ان انشاء مثل هذا المشروع يتطلب استقرار سياسة عامة للتنمية والتطوير والتحديث ونهج لا يتغير بتغير الأشخاص والقائمين على الشأن العام، وبالتالي ضمان استمرار سير المشروع بكل تفاصيله بدقة وإتقان ووضع الضوابط للحيلولة دون اهدار المال العام تحت اي مسمى ضمن خطة محكمة طويلة الأمد. 
وذكر ابراهيم ابو حويله نحن بحاجة إلى مشروع يساهم في تحريك العجلة ودفعها للأمام ، وتمت المطالبة سابقا بأن تتولى الحكومة تأمين البنية التحتية في مناطق قريبة من المناطق المكتظة ، حتى يتسنى تأمين سكن وفتح مناطق جديدة لتخفيف الضغط عن المناطق القائمة ، وبالوقت نفسه يتم فتح مجال لشركات الإسكان والمقاولات للعمل في هذه المناطق. 
وبين المهندس عبد الله عبيدات ان الأصل ان تتولى وزارة الأشغال العامة والأمانة ووزارة الادارة المحلية بالتشاور مع نقابة المهندسين موضوع الدراسات السكانية والتخطيط العمراني بناء على الواقع والتحديات المستقبلية وبهذا تكون هناك توصيات ومخططات . 
وطرح الدكتور عديل الشرمان ان المشروع يتطلب التفكير جديا بالتوسع الأفقي وليس العمودي وباتجاه الشرق باعتبارها مناطق مفتوحة، والعمل على نقل كثير من مؤسسات الدولة خاصه الحكومية إلى خارج المدينة بما فيها الوزارات والهيئات الحكومية، وايجاد مجمعات منظمة للدوائر الحكومية بعيدا عن قلب العاصمة . 
ويرى  موسى مشاعره ان المشروع لن يتم تنفيذه عالاقل في المدى المنظور لأسباب اقتصادية وكذلك فإنه ليس ضرورة ملحة فعمان ممتدة إلى الشرق ومتصلة مع سحاب وحتى الموقر ومطار الملكة علياء وهناك مساحات واسعة إلى الشرق والجنوب الشرقي يمكن استغلالها للحد من الكثافة السكانية اذا توفرت البنية التحتية. 
المهندس ايمن الدباس قال بلا شك انه مشروع رائع لو اننا نملك ترفا، لو انه لا فقر ولا بطالة ، داعيا الى توجيه التوسع المعماري للاراضي غير الزراعية لذلك كان توسع عمان باتجاه غربها جريمة عظمى ان لم يكن خيانة عظمى فاجدادنا لطالما زرعوا اراضي الشميساني وما حولها وهناك بعد آخر غير الزراعه وهو التكلفة الماديةللبناء عليها كونها اراضي حمراء 
مهنا نافع قال لسنا بحاجة إلى مدينة جديدة بجانب مدينة عمان التي مساحتها تقارب مساحة مدينة لندن وبتكلفة قد تصل إلى مليارات الدنانير، بل نحن بحاجة إلى نقل بعض المؤسسات إلى أطراف العاصمة وتحسين الواقع المروري باقامه عدد ليس بذلك المرتفع من الجسور والانفاق إضافة الى استملاك بعض الأماكن المحيطة بما يسمى عنق الزجاجة وقد كان لنا تجربة ناجحة مع موقعي وزارة الخارجية ووزارة الزراعة. 
الدكتور مصطفى عيروط قال ان قرار الدولة استراتيجي في انشاء المدينة الجديدة في شرق عمان والبدء في التخطيط لانشائها على غرار العاصمة الادارية الجديدة في جمهورية مصر العربية ، واتخاذ قرار استراتيجي لإنشاء المدينة الجديدة في شرق عمان بغض النظر عن الحكومات المتعاقبة لاستيعاب الزيادة الطبيعية في السكان في مدينتي عمان والزرقاء.
الدكتور خالد الجايح قال ان إقامة المدن الجديدة له دور كبير في إيجاد فرص عمل كثيرة للمواطنين، وإعادة توزيع الانتشار السكاني في الدولة ، وللانتقال إلى المدينة الجديدة فلابد من إعطاء مزايا متقدمة وحديثة في البنية التحتية والشوارع المدرسية وتعدد طرق المواصلات إيجاد اتوسترادات تصل بين المدينة الجديدة وباقي مدن المملكة . 
إلى ذلك قال حسام مضاعين ان إنشاء مدينة جديدة هي افكار جيدة ، فقد نجحت فكرة انشاء مثل هذه المدن في كثير من الدول الاخرى ، ولكن العبرة ليست بالفكرة الجديدة القديمة، وانما العبرة بالنتائج والاهداف المنوي تحقيقها من قيامها، سواء كانت اهدافا اقتصادية او اجتماعية. 
وأضاف المهندس رائد حتر أنه من الجميل جدا بناء المدن الجديدة لما لها من أهمية اقتصادية واجتماعية اذا ما توفرت الموارد المالية اللازمة لذلك، شريطة ان تكون مخططة جيدا وتراعي متطلبات المدن الحديثة والتوسعات المستقبلية ونتمنى أن تكون مدينة خضراء مستدامة والأهم من كل ذلك مراعاة دخول المواطنين وخاصة الشباب لكي تكون مدينة شابة خضراء ومستدامة. 
وتابع المهندس احمد العدوان من جهته أنه في حال تم بناء هذه المدينه فانه ما من شك سيكون لها دور في توفير فرص العمل من خلال بنائها سواء للمواد الاوليه التي تستخدم في البناء  والايدي العامله وحركه النقل وخلافه فهذا مشروع ضخم سيحرك العجل واذا ما تحرك العجل فان عجل الاقتصاد يتحرك حتى ولو لمدة ٧ سنوات تنعش الاقتصاد الاردني ، وهذه المدينة ستحتاج للخدمات من محلات وسوبر ماركت ومولات ومراكز صحية خاصه وعيادات اطباء وخلافه مما تحتاجه اي مدينه جديدةمما يفتح مجالا لفرص عمل جديدة وضخ اموال جديدة تنعش الاقتصاد. 
أما الدكتور وليد ابو حمور فاشار إلى أن تكلفة هذه المدينه من المستثمرين وهذا يشكل اكثر من ٩٠٪؜ من التكلفه التي تقديرها نحو١٠ مليارات، ونجاح هذه المدينة يعتمد على الاسنثمار وتوفير المناخ الاستثماري وتوفير الظروف التشريعية واللوجستية و حماية المسثمر قاطبه للاستثمار فاذا توفرت ساقول نعم الف مبروك للاردن ونتوكل على الله. 
وقال الدكتور احمد بني مصطفى اننا حريصون على اضافه ما يحقق الخير لبلدنا، فإن إطلاق مشروع عملاق بإنشاء مدينه جديدة هو مسؤولية قانونية واخلاقية ، مثل هذه المشاريع العملاقة تحقق مصالح تنموية متعدده لكن بضمان النجاح بنسبة 100% فقط ولا أقل من ذلك . 
الدكتور عيد ابو دلبوح أوضح أنه لا يرى نية صادقة لمدينة جديدة من اجل رفاهية الوطن او ازالة اكتظاظ لأنه في المناطق المقترحة سيعود بعد اقل من 30عاما وخصوصا ان في الزرقاء مدن جديدة وجميلة ولكنها ليست في متناول الجميع. 
وتساءل يوسف الدعجة عن السكان الذين سينتقلون اليها إن كان باستطاعتهم سواء العسكري او الموظف البسيط شراء منزل او دفع اجرة منزل في مجتمع جديد لا نعرف عنه شيئا ، وتساءل لماذا لا يقام في هذه المنطقة الشاسعة ذات التربة الخصبة البكر مشاريع استثمارية زراعية ويقام مطار خاص لنقل الخضار والفواكة  وصناعة مشتقات الالبان وتصديرها الى الخارج. 
وقال الدكتور بلال السكارنة الاجدى ان يتم انشاء، مدينة جديدة على امتداد طريق المطار وبعد منطقة الجيزه كون امتدادها الجغرافي انسب ولانعاش المناطق تجاه الجنوب التي تعد اكثر اتساعا واقل ازدحاما في الشوارع والسكان بحيث يكون لها تاثير افضل بالامتداد نحو الجنوب وتحسين البنية التحتيه والعمرانية واعادة ازدهار تلك المنطقة وتكون اكثر مرونة في الامتداد العشري للسنوات ما بعد انشائها على العكس من الموقع الذي تم اختياره حاليا. 
الدكتور حسن الدعجة المدينة العالمية الاردنية ، يجب ان تبنى قرية متكاملة من الهيئة الدبلوماسية وجميع المؤسسات المعنية بهذه القرية التي تمثل الدولة المستأجرة، ابتداء من الروضة  والمدرسة والجامعة والمناطق الترفيهية والسياحية، والاسكانات الخاصة بها التي تمثل هوية الدولة الام، مع مراعاتها للقوانين والاعراف العربية والاسلامية للدولة المضيفة، وبما تسمح به قوانينها وتشريعاتها . 
زهدي جانبك أنجح مدينة تم بناؤها حديثا هي ابو نصير ولكن بدايتها كانت فاشلة جدا، ومع انها كانت مخصصة للموظفين بالقطاع المدني، الا انهم احجموا عن شراء الشقق والبيوت بسبب الموقع، والطريقة البناء لكن الخدمات شجعتهم فيما بعد، اعتقد ان الجامعات شجعت السكان على السكن فيها، وكذلك المستشفيات جذبت السكان الى محيطها وإذا ارتبط ذلك بمجموعة مشاريع زراعية ضخمة فربما ستنجح التجربة. 
معاذ البطوش قال لا شك أن مشروع "المدينة الجديدة" هو مطلب شعبي أولا وضرورة حياتية للدولة بعد أن تفاقمت كل الازمات داخل العاصمة عمان، وهو مشروع كان هناك تخطيط له منذ ثمانينيات القرن الماضي إذ كان التفكير بانشاء عاصمة على الخط الصحراوي امتدادها بين منطقة القطرانة ومنطقة الجيزة تجاه الشرق ولكن نظرا للكلفة المالية وعدم الحاجة الماسة لها تم صرف النظر عنها في ذلك الوقت، مشيرا الى  أن مشروع المدينة الجديدة سيخلق فرص استثمارية عديدة وهو ما يعني توفير فرص عمل للشباب وخلق حركة اقتصادية لأن جميع القطاعات ستستفيد منها.