خبراء يطالبون بالاهتمام ب"الذكاء الاصطناعي"

 شذى حتامله 
  اصدرت وزارة الاقتصاد الرقمي اخيرا استراتيجية اردنية للذكاء الاصطناعي والخطة التنفيذية بهدف إدماج المواضيع والتطبيقات العامة والمهارات الاساسية التي يتطلبها في المناهج المدرسية والجامعية وكليات المجتمع وبرامج التدريب المهني. 
وجاءت هذه الإستراتيجية تزامنا مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها العصر، ومن اهمية الدمج المنهجي للذكاء الاصطناعي في التعليم.  
رئيس قسم الانظمة المؤتمتة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمد الوديان قال لــ"الأنباط" ان إدماج  المواضيع والتطبيقات التي لها علاقة بالذكاء الاصطناعي باتت ضرورة لا خيار في حال اردنا تطوير المناهج والعمليات التعليمية في المدارس والجامعات وكليات المجتمع، مبينا أن الهدف منها يتمحور حول تطوير العمليات التعليمية والاستفادة القصوى من الالة وتسخيرها في خدمة المدرسين لتطوير اساليب حديثة والاستفادة من قدراتها الهائلة. 
واكد أن الذكاء الاصطناعي له دور كبير إن تم استثماره خاصة إذا كانت العملية مدروسة ومتدرجة في عمليات الادخال لهذا العلم الحديث والثوري كادخال الربوتات وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، ويمنح الطالب تجربة لا يمكن نسيانها وتوزيع عادل للخبرات وفرص التعليم، موضحا انه يمكن ادماج الذكاء الاصطناعي في المدارس والتعليم العالي، وان يكون التمويل كافي ومستدام إضافة إلى توفير الفنيين والخبراء لاستدامة العملية في الجامعات والمدارس.
واشار الوديان، إلى التحديات التي تعيق مسألة إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم والتي تتمثل بـ التمويل وتوفير الامكانيات التقنية والفنية والخبراء والفنيين ايضا، إضافة إلى التهيئة النفسية للمدرسين وتدريبهم وتأهيلهم؛ لانها قد تواجه بعض المعارضة من بعض المدرسين.
إلى ذلك قال الخبير التربوي محمود درويش ان الذكاء الاصطناعي يعني القدرة الفائقة على ربط البيانات وتحليلها أكثر من التعرف إلى وظائفها، لذا يتطلب تطوير البنية التحتية للمدارس والجامعات، مبينا ان طلبة المدارس غير مهتمين بـ مادة الحاسوب، متسائلا كيف يمكن ادماجه في المناهج المدرسية . 
واقترح أن يتم بناء مادة للذكاء الاصطناعي في المناهج المدرسية، موضحا انه هذا العلم في الجامعات ما زال يدرس بطريقة نظرية لا تخضع للتطبيق العملي، مضيفا انه لابد من وجود تخصص ادارة معلوماتية ولها علاقة بالذكاء الاصطناعي والامن السيبراني وغيرها من التخصصات الحاسوبية المتقدمة . 
وفي السياق ذاته قال الناطق الاعلامي لمؤسسة التدريب المهني أحمد عواد أن العالم في الوقت الحالي يعيش في عصر الرقمنة القائم على المهارات التكنولوجية المتقدمة، مؤكدا أنه لا بد من مواكبة هذه التطورات باستمرار لتكون البرامج المهنية المقدمة متوافقة مع التكنولوجيا الحديثة والمهارات المطلوبة في أسواق العمل المحلية والدولية خاصة المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة ومهارات اقتصاد النمو الأخضر.
وبين أن الهدف من إدماج الذكاء الاصطناعي في برامج التدريب المهني يتمثل بمواكبة التطوير العالمي بالتكنولوجيا، وتوفير محاكاة حقيقية أثناء التدريب للواقع العملي، لافتا إلى ان ذلك يزيد من  فاعليته وتحقيق الاستفادة العظمى للمتدربين، والحفاظ على الوقت والجهد وتخفيض الكلفة، والإسهام بضمان جودة التدريب.
وأوضح، أن مؤسسة التدريب المهني استحدثت العديد من المشاغل الحديثة ضمن مشاغلها مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتدريب عبر الواقع الافتراضي ضمن تخصصات صيانة المركبات الهجينة الهايبرد واللحام، مشيرا إلى ان المؤسسة  تمضي بدراسة تطوير هذه التجربة بالمستقبل، مبينا ان الذكاء الاصطناعي سيصبح مهمين على جميع التخصصات التعليمية والمهنية والصناعية والحياتية.
وفي سياق متابع اوضح الخبير التربوي احمد وهدان ان الذكاء الاصطناعي مصطلح يشمل كل التطبيقات التي تؤدي مهام معينة ويشمل جميع التطبيقات التي تؤدي مهام معينة إضافة إلى الانظمة والاجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لاداء المهام والتي يمكن ان تحسن من نفسها استنادا إلى المعلومات التي يجمعها لمعرفة مدى اهمية دمج هذه التطبيقات والمهارات التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي في التعليم . 
واضاف ان الذكاء الاصطناعي يتعلق بالقدرة على التفكير الفائق والتحليل للبيانات، مبينا انه يهدف إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير وهذا ما يجعله ذا قيمة من اصول الاعمال لا ان يحل محل البشر . 
وتابع حديثه ان الذكاء الاصطناعي يهدف إلى توفير امكانية الحوسبة عالية الاداء وباسعار معقولة، إضافة إلى وجود الكم الهائل من البيانات لاجراء التنبؤات الصحيحة ما ادى الى انتشار خوارزميات الذكاء الاصطناعي مضيفا انه يتم توفير بيئة تنافسية والتقليل من المخاطر وتسريع الوصول إلى السوق . 
ولفت، إلى أن الذكاء الاصطناعي بمختلف نماذجه وانظمته وبرامجه في تطوير العملية التعليمية والتحليل الاستقرائي لاستكمال الجانب النظري للتعرف على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية في شتى المجالات.
 وبين  أن الادوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح امكانية الوصول إلى التعليم لجميع الطلاب وفي اي وقت ومكان، لافتا إلى ان كل طالب يتعلم وفق سرعته الخاصة ويسهل الوصول على مدار السنة طوال ايام الاسبوع وعلى الطلاب استكشاف ما يناسبهم دون انتظار المعلم .  
وذكر انه يمكن للطلاب من جميع انحاء العالم الوصول إلى تعليم عال الجودة دون تكبد نفقات السفر والمعيشة، مبينا أن الذكاء الاصطناعي تعزز فرص المعلمين في التعليم والتطور إذ تطوير امكانياتهم الفردية في مجال الذكاء الاصطناعي وتدريس التلاميذ في المرحلة الابتدائية والثانوية والجامعية وذلك لخلق بيئة دائمة وداعمة للذكاء الاصطناعي في التعليم .