هبة الكفيفة تبدع في الرسم والصناعات اليدوية

فرح موسى 

     هبة تضع التحدي وقودا لقهر الظلام الذي تعيشه منذ كان عمرها 18 عاما، إذ بدأ صراعها مع فقدان البصر، وهي في الثانية عشرة من عمرها في مجتمع لم يتقبلها لانها اصبحت عمياء.
   إرادة الشابة الثلاثينية هبة محمد عبد الله  للحياة واثبات الذات ورعاية  الاهل جعلها تتابع مسيرة حياتها التي اختارتها لنفسها رغم الإعاقة البصرية التي لم تكسر إرادتها.
    تقول هبة التي ولدت في قرية بيت رأس بمحافظة إربد لـ "الانباط":  واجهتني صعوبات عديدة في عملية التعلم، لكن إرادتي كانت أقوى من التحديات مشيرة الى ان الأعمى برأيها هو ليس الشخص الذي لا يبصر ، وانما هو الإنسان الذي لا يعرف الصواب من الخطأ، والفاقد للبصيرة والأمل.
   وتضيف منذ ان سمعت الطبيب يخبر والداي بأن حالتي غريبة، وامل الشفاء منها ضعيف ، تعبت روحي، ونفسي، ودموعي لم تعد تفارق عيني، وخاصة بعد باءت محاولات العلاج كلها بالفشل، بعد (١٠) عمليات في العينين أهلكت جسدي ولم تقتل ارداتي بالتفوق والحياة . 
   وتزيد هبة :خرجت من المستشفى وكلمة "عمياء" تطاردني في كل مكان، ولكنها لم تقف حاجزاً أمامي في الاستمرار بتطوير موهبتي التي أحببتها منذ الصغر،  وهي صناعة الأعمال اليدوية. 
وتزيد لم  تتوقف احلامي وطموحاتي عند حد معين، وبدأت استعين بوالدتي  بقراءة الكتب لي، والاستماع للراديو حتى أدمنت عليه، وبعد سنتين من فقدان البصر  اشتركت في دورة لتعليم الكتابة بطريقة (بريل)، في السعودية كي تساعدني لإكمال دراستي.
   وتلتحق هبة بمركز لذوي الإعاقة وتحصل على دورة استعمال الحاسوب، مما ساعدها على استخدم الفيسبوك، و جهاز الآيفون عن طريق الناطق الموجود في الجهاز.
 وتتقدم لامتحان التوجيهي إذ لم يحالفها النجاح، ولضيق الحال باسرتها توقفت عن الدراسة الاكاديمية  وركزت على تطوير موهبتها بصناعة الاعمال اليدوية وتطويرها، فبدأت بصناعة مناظر من الصلصال، ومن الورد الجوري، التي تصنعها بيديها، كما تتخيلها،  دون استعمال قوالب جاهزة لصناعتها.
  وتشير الى انها تعلمت الخياطة، ومسك السنارة والصوف التي عانت صعوبة في تعلم هذه المهنة في البداية ، ولكنها تجدها الان سهلة، واصبحت تنتج من الصوف حقائب للمصاحف، والجوالات، وفساتين، متنوعة الاحجام.
 تقول هبة تعلمت جميع إبداعاتي، دون مساعدة  من احد، وتشكر والديها امها وخاصة امها التي وقفت معها وشدت من ازرها منذ ولادتها وضاعفت جهدها برعايتها بعد اصابتها بالعمى، وهي التي تلون الورود  وغيرها من المواد والمناظر التي تصنعاها
وتختم قائلة:  أعمل كل اعمالي من البيت  واركز في تطوير صناعتي للصوف وابحث عن أفكار جديدة، للابداع وأصبحت محترفة  في الاعمال التي ذكرتها ، والتي أبيعها للناس، وأكسب منها مقابلا مادديا يساعدني ويساعد اهلي  واطمع بان اجد من يدعم مشروعي المتواضع لتوزيع انتاجي لزيادة أرباحي بالاشتراك في معارض، او بيعها في محلات الصوف والاكسسوارات.