تزامناً مع إنطلاق مؤتمر المناخ«أبوالياسين» يجدد دعوتة لمبادلة الديون بإستثمارات مشتركة

تزامناً مع إنطلاق مؤتمر المناخ«أبوالياسين» يجدد دعوتة لمبادلة الديون بإستثمارات مشتركة

كتب: عصام علوان

أكثر من 120 طائرة رئاسية تهبط في مصر لحضور قمة المناخ من بينهم الرئيس الأميركي، والمستشار الألماني ورئيس دولة الإمارات، ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي، ورئيسة الوزراء الإيطالية، ورئيس الوزراء الهولندي، ورئيسة المفوضية الأوروبية وأمين عام الأمم المتحدة، وغيرهم وجميعهم  يثقون أن مصر دولة تتمتع بالأمان، والآمان. 

ومع مياه البحر الفيروزية، والشعاب المرجانية الغنية، تعُد مدينة شرم الشيخ المصرية موقعاً رائعاً لقمة الأمم المتحدة العالمية حول تغير المناخ لهذا العام، والمعروفة بأسم COP27، وإنطلقت فعاليات قمة تغير المناخ السنوية للأمم المتحدة، إبتداءً من أمس "الأحد"، وهي قمة عنونها «اللحظة الفارقة» "لـ" مصر البلد المضيف في التعامل مع قضية التغير المناخي، فيما تحث الأمم المتحدة الدول على إستخدام القمة للتفاوض على إتفاق تاريخي، لخفض إنبعاثات الكربون، ويرىّ «أبوالياسين» أنه يجب طرح التفاوض أيضاً مع الدول الدائنة بمبادلة الديون بإستثمارات مع الدول المدينة لأن هذا الآمر لا يقل في أهميتة وخطورتةُ عن إنبعاثات الكربون، بل هو الحل الأمثل للدائن والمدين، المتوازي مع التصدي لقضية التغير المناخي.


وقال"نبيل أبوالياسين" الناشط الحقوقي والباحث في القضايا العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الأثنين» للصحف والمواقع الإخبارية، إن مؤتمر المناخ كوب 27 المنعقد الآن في شرم الشيخ"مصر" والذي يعُد باللحظة الفارقة للوطن والمواطنين في مصر، 
والذي يحضرهُ أكثر من 120 من قادة دول العالم إلى منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر، ويشارك أيضاً، نحو 30 ألف شخص في القمة التي ستستمر لأسبوعين، لمواجهة أكبر تهديد يواجه البشرية. 



وأضاف"أبوالياسين" أنه يجب على قادة الدول المشاركة في المؤتمر، بتفعيل المبادرة المصرية التي دعا لها وزير الخارجية المصري"سامح شكري" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77 بنيويورك في سبتمبر الماضي، ويجب أن تأُخذ على محمل الجد من الدول الدائنة، والظروف الإستثنائية التي يمر بها العالم بأسرة تستدعي لضرورة أن تتجاوب الدول المتقدمة مع مطلب إطلاق مبادرة عالمية تهدف إلى مبادلة الديون وتحويل الجزء الأكبر منها إلى مشروعات إستثمارية مشتركة مع الدول المدينة، لتفادي خطر عجز الدول النامية عن سداد ديونها. 

مضيفاً: قد شهد العالم العام الماضي طقساً قاسياً، ولطالما رُبط ذلك بالتغير المناخي، 
وكانت أطراف المؤتمر أتفقت على تقديم تمويل الخسائر والأضرار كبند من بنود جدول الأعمال في مؤتمر المناخ، للمرة الأولى منذ إعتماد إتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، يجب على أطراف المؤتمر أيضاً تعزيز مبادرة مبادلة الديون لإعتمادها من الآمم المتحدة.  

وأشار"أبوالياسين" إلى دعوة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إطلاق مبادرة عالمية لمبادلة الديون بإستثمارات والتي لقيت ترحيب، وتضامن حقوقي، وشعبي دولي واسع النطاق، حيثُ يحظىّ موضوع المديونية الخارجية للبلدان النامية بأهمية كبيرة ليس فقط على المستوىّ المحلى لبلدان العالم الثالث، وإنما على المستوى الدولى، والأمم المتحدة أيضاً، بسبب تفاقم المديونية، وتحولها إلى أزمة مستعصية تعصف بإقتصاديات البلدان النامية، وتلحق بها أضرار، ومصائب إجتماعية خطيرة فضلاً؛ عن الخراب الإقتصادي التي تلحقةُ لتلكُما الدول.

مشيراً: إلى أن في العقود المقبلة، سيواجه العالم تهديدات كبرىّ من شأنها أن تُعرض للخطر ليس للإقتصاد العالمي، وأصولة المالية فحسب، بل تُعرض السلام، والازدهار، والتقدم للخطر أيضاً، وفي عالمنا السياسي، نرىّ الجميع  منحازون نحو التخطيط قصير المدىّ، ويتركون التفكير في المستقبل للآخرين، وهذه التهديدات شيء مختلف، إذا تُركوا للنمو، فسوف يجعلون الحياة أسوأ للناس في جميع أنحاء العالم، ومن الضروري للصالح العام ألا يتجاهل قادة دول العالم، هذه التهديدات، بل يتم الإعتراف بها، وأخذها على محمل الجد، والتصدي لها وبسرعة.


وطالب"أبوالياسين" قادة الدول المشاركة في مؤتمر المناخ كوب27 التمسك بإلتزامتها السابقة لتمويل الدول النامية، التي تعُد الأكثر تضرراً بالتغير المناخي، 
وأن يكون هناك نقاش حول تمويل الخسائر والأضرار، بأموال لمساعدتهم على التكيف مع الخسائر التي يواجهونها بالفعل من تغير المناخ، بدلاً من مجرد الإستعداد للتأثيرات المستقبلية، وأن تتوفر المصداقية، وخاصةً أن هذه هي المرة الأولىّ التي يتم فيها وضع القضية على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر.

مطالباً: قادة الدول، والـ 30 ألف المشاركين في المؤتمر، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرهم بأن هذا المؤتمر جاء في وقت مناسب جداً لتجديد الدعوة المصرية، وهي مبادرة تبديل الديون بإستثمارات،  لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنيين في جميع الدول النامية المدينة، والتي تعاني من آثار الديون التي أصبحت متراكمة عليها بسبب الظروف الإستثنائية التي يمر بها العالم الآن، ويجب على الدول الدائنة أن تتجاوب بشكل فوري وسريع مع هذا المطلب الذي يعُد مطلب إنساني بحت، والذي يهدف إلى مبادلة الديون وتحويلها إلى مشروعات إستثمارية مشتركة، قد تخلق فرص عمل كثيرة وتحد بشكل كبير جداً من البطاله في الدول المدينة.

محذراً: من المخاطر التي يمكن أن تُشكلها إستمرار تراكم الديون على قدرة البلدان في إعادة البناء، وخاصةً في أعقاب إنحسار الآزمة العالمية التي خلفتها الحرب"الروسية الأوكرانية"، والتغير المناخي، وسبقتهما، جائحة كورونا، مشدداً؛، على التأثير الذي يمكن أن يحدثه إرتفاع مستويات الديون على الأجيال المقبلة، حيثُ؛ نرىّ  أن زيادة مستويات الديون وإرتفاع عدم المساواة يسيران جنباً إلى جنب بشكل خطير ومفزع، 
أن إستبادل الديون بالإستثمارات يعُد من أهم الأعمال التي تخدم حقوق الإنسان، والإنسانية جمعاء، وتقضي على الفقر، وأزمة الركود"لـ" الإقتصاد الكلي الذي تسبب في إنخفاض ملحوظ، وواسع النطاق في النشاط الإقتصادي لكثير من الدول المدينة، والذي مازال مستمراً، وأثر بشكل مفزع على الناتج المحلي الإجمالي في المرحلة الحالية.


ويتنبأ "أبوالياسين" بشكل الأزمة الإقتصادية التي ستضرب العالم، ورسم شكل الأزمة الإقتصادية خلال الفترة القليلة المقبلة، وأن السياسيين المصابين بقصر النظر يتجاهلون العلامات التي تشير إلى مستقبل مختل وبائس، رغم التوقعات بأنة سيحصل ركود عالمي شديد، حيث تتسبب معدلات الدين المرتفعة، ومعدلات الفائدة المتصاعدة في إحداث زيادة حادة في مشاكل خدمة الدين، 
وأن العجز عن سداد الديون سوف يصيب، الشركات والمؤسسات المالية والحكومات والبلدان، وبينما تضطر البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة، وليس تخفيضها كما رأينا خلال العقود الأخيرة، من أجل محاربة التضخم. 

ولفت" إلى الأزمة المالية في عام 2008، وتوقعنا أن دورة بعض الدول الخبيثة من الازدهار، والكساد ستؤدي إلى إنهيار إقتصادي شامل وقد حصل، ونخشىّ أن يواجه العالم هذا الإحتمال مرة أخرىّ، وأن الأزمة الاقتصادية هذه المرة، ستكون أكثر خطورة، وأن الركود العالمي سيكون شديداً، وليس قصيراً وضحلاً، فضلاًعن؛ 
أن  هناك أكثر التهديدات خطورة، وأكثرها إلحاحاً، وهي أزمة المناخ العالمية، والتي ستؤدي إلى كوارث إقتصادية، وبشرية لا توصف، ولا رجعة فيها إذا إستمر تجاهلها، أو تراخىّ قادة دول العالم عن التصدي لها. 

لافتاً: إلى الكوارث الطبيعية هذا العام وحده التي أدت إلى ملايين اللاجئين بسبب المناخ،   وإجتاحت موجات الجفاف، وموجات الحر في الهند، وباكستان وأفريقيا، وجنوب الصحراء،  وغرب الولايات المتحدة، وأنها مجرد علامات على أشياء وكوارث قادمة، ومع ذلك فإن قادة الدول الأقوياء لا يفعلون شيئاً يذكر لمعالجتها، فمعظم الحديث الواقع  في معظم الإستثمار، الرغبة في الحفاظ على البيئة، وإننا لا نحتاج إلى العمل الملموس العاجل، وهذه ليست سوى بعض العلامات المشؤومة الحالية لمخاطر ضخمة أسوأ بكثير وخطيرة في العقد المقبل،  وتهديدات ضخمة. 

متواصلاً؛ وأرىّ قادتنا بصفة خاصة، وقادة دول العالم  عامةً، يتجاهلونها كل يوم، ومن الواضح أنه ينبغي أن تكون السبع عقود ونصف الماضية من الهدوء النسبي مهددة الآن، 
وإليك أحد المسارات الممكنة لعالمنا المستقبلي، حيثُ تتجسد هذه التهديدات وتتغذى على بعضها البعض في حلقة مدمرة، مما يؤدي إلى الفوضى الاقتصادية، وعدم الإستقرار، والإنهيارات وصراعات أسوأ مما نعرفه، ولكن هناك مستقبل آخر أقل "ديستوبيا" مستقبل يتعاون فيه جميع السياسيون المحليون، والدوليون على سياسات، وحلول سليمة لضمان إستمرار أكثر من نصف قرن من السلام والازدهار.

 وأكد"أبوالياسين" في تصريحة الصحفي، من المهم أن يكون قادتنا، وقادة دول العالم على دراية بمثل هذه التهديدات الضخمة حتى يمكن معالجتها قبل فوات الأوان، وطالما أن السياسات المختلة والإستقطابية، والمنافسات الجيوسياسية المتناحرة تمنع التعاون العالمي الذي تشتد الحاجة إليه الآن وبشكل جادي، فإن المسار البائس يبدو رهاناً أكثر ترجيحاً، ولقد علمتنا "جائحة كورونا" أن لا يستطيع العالم النجاح إلا معاً جنباً إلى جنب، ويمكن أن يفعل ذلك مرة أخرىّ، ولقد حان الوقت الآن للعمل معاً على التعافي، والخروج من الأزمات التي يعاني منها الجميع غني وفقير، وتكمن في إلتزامات قادة الدول المشاركة في المؤتمر السابق، والمبادرة المصرية«إستبدال الديون بالإستثمارات» وترجمتها لأفعال على أرض الواقع.