في موضوع البورصات الوهمية والمواطن الضحية ...

ابراهيم ابو حويله...


في كل مرة يقع فيها المواطن ضحية لعملية نصب ، أشعر بأننا جميعا نتحمل المسؤولية ...

الحكومة لم توجد بيئة آمنة للإستثمار في البلد ولم تضع الشروط والضوابط والتشريعات والقوانين التي تحفظ الطرفين ...

وفي وقت يبحث فيه المواطن عن فرصة استثمار أمينة تحفظ ماله وتعود عليه بالفائدة ، يقع جزء منهم ضحية هذه البورصات والتجارة الإلكترونية التي لم يطلع على محتواها ، ولم يسبر اغوارها ومن السهل أن يقع ضحية لهؤلاء المجرمون...

أو أننا نقع ضحية نصب لبعضنا بعضا ، ونسينا ماضينا ، عفوا يا سادة فقد كان تجارنا هم البنوك ، فقد كانت توضع عندهم الاموال ، وهم من يتاجر ويسد حاجة هذا وضيقة ذلك ويوزع الأرباح ويساهم في نهضة وطن ، وهم هيئات الإستثمار والمحاكم وهم الرجال الذين نشد بهم ازرنا ونهض بهم الوطن ، نعم هذا لا يخلو من بعض السلبيات والتجاوزات ، ولكن هناك الكثير الكثير منها مشرق وكان لهم دورهم في نهضة الوطن ...

أو يهاجر جزء أخر إلى أصقاع الأرض بحثا عن مردود مجز أو بيئة آمنة ، فأموال الأردنيين تساهم في إقتصاديات العديد من الدول المجاورة بل والبعيدة، ومساهمات التجار والصناعيين أصبحت ملاحظة ومشهود لهم من القريب والبعيد ...

هل أصاب العجز جميع مفاصلنا من حكومة إلى تجار إلى صناعيين إلى شعوب ، وما عدنا قادرين على إيجاد توليفة تخرج الإستثمار في البلد من هذا المأزق ، ولا أفشي سرا اذا قلت بأن لهذا الوضع تبعات خطيرة على الجميع وأننا جميعا سندفع ثمن هذا الأخفاق حكومة وشعبا ...

القواعد بسيطة ولا تحتاج إلى إعادة إختراع ...

فمن غش فليس منّا ، والغش بمفهومة المطلق من التاجر والصانع والمهني والمسؤول...

وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ، نحن نفتقد هذه في كثير من مجالات حياتنا...

و فليؤد الذي أؤتمن آمانته، إذا رفعت الأمانة من العامل وصاحب العمل والتاجر والصانع ، فهذا مؤشر على إنحدار الأمة إلى مستويات غير مسبوقة، ولا أذهب بعيدا اذا قلت أقرب لقيام الساعة ...

وإذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ، قدسية العمل هي قدسية ذاتية ، فالعمل مقدس وعليه أجر وهو يساهم في نهضة الأمة ورفعتها وإنتشالها من مستنقعات الهوان والحاجة ، إلى العزة والرفعة وعلو اليد ...

نحن حصرنا الدين في دور العبادة ، ونبذنا عوامل البناء والحضارة ونسعى للنهوض عبر إحلام وأماني...

فلا وربك لن يتغير حالنا حتى نعيد الدين إلى حياتنا ونساهم بفعالية وحضارة في البناء والعمل ونتصف بكل الصفات التي يسعى الدين إلى غرسها، وتسعى الحضارة إلى ايجادها لتحريك عجلة الأمة...

وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...

ابراهيم ابو حويله...