الهدر الغذائي في الأردن ظاهرة تحتاج إلى إضاءات توعوية

 دلال عمر
كشف التقرير الصادر عن مكتب غرب آسيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان "حالة نفايات الطعام في غرب آسيا" العام الماضي ان 34% من الطعام يتم هدره بنسبة تتراوح ما بين 100 إلى 150 كغم من نفايات الطعام التي تنتج، الأمر الذي تطرق إليه وزير الزراعة خالد حنيفات مؤخراً.
وعزى التقرير السبب الرئيسي خلف هذا الكم من الهدر الغذائي في الاردن يعود إلى الإفراط في شراء واستهلاك المواد الغذائية من قبل المواطنين خاصة في فترة المناسبات والأعياد والظروف الجوية، لا سيّما النمو السكاني السريع الذي يشهده الاردن.
في السياق ذاته قال رئيس جمعية الفنادق الأردنية المهندس عبدالحكيم الهندي، أن معظم فنادق المملكة وقعت اتفاقيات مع عدة شركات لاعادة تدوير مخلفات الطعام، بهدف الإستفادة من فائضها وتطبيق أهداف التنمية المستدامة في مكافحة الفقر و دعم الاسر المتعثرة عن طريق توزيع الطعام الى الجمعيات الخيرية و بنك الطعام الاردني والجمعيات المعتمدة التي يتم التوزيع من خلالها على الاسر مع تطبيق الشروط الصحيه العامه بالسلامة للغذاء.
من جهته أوضح رئيس جمعية المطاعم السياحية عصام فخرالدين أن الطعام غير المستعمل الذي يزيد في المطاعم، يتناوله الموظفيين، ويتم التخلص من ما تبقى منه لأسباب صحية في طرق نقل الطعام وتخزينه وإعادة طبيخه والتي ممكن ان تنتج عنه بكتيريا ضارة تؤثر على الناس مما تشكل خطورة.
وكشف فخر الدين في حديث خاص لـ"الأنباط" حول المشروع الجديد الذي تدرس ألية استيراده شركة (أتيكو مجموعة فخر الدين) وجمعية المطاعم السياحية، وهو عبارة عن آلة تعمل على تدوير فضلات الطعام والفضلات الطبيعية مثل الورق والفاين لتحويله خلال مدة 24 ساعة للسماد الطبيعي النافع للبيئة والاستفادة منه في مزروعات المطاعم أو توفيره للمزارعين بشكل مجاني.
وأكد على قدرة الآلة على تخفيف فضلات الطعام في المؤسسات بحسب الاستخدام، لا سيما على إمكانية استخدامها في المنازل بحجم مصغر للتخلص من فضلات الطعام واستغلالها كسماد طبيعي.
وقال فخرالدين ان هذه الآلة إحدى الحلول المقترحة ولا يجوز الاستناد لمقولة "نقل هدر الطعام لأشخاص أخرى" لخطورته في نقله أو طرق حفظه وتسخينه وإعادة طبخه، لذلك يتم التخلص منه إلا اذا تم ضمان سلامة طرق نقله وحفظه.
ووافق الرأي خبير الأمن الغذائي فاضل الزعبي، بالقول : ان التعامل مع الطعام يمكن ان يتم من خلال الاستثمار بشكل جماعي مثل وجود المنظمات المجتمعية التي تهتم باعادة تدوير الطعام الزائد في المناسبات خاصة عبرالطرق السليمة كالنقل والحفظ المبرد، لاسيما تدوير نفايات الطعام لانتاج السماد العضوي أو تشكيل الطاقة والاستفادة منها وهو ما يسمى ادارة الفضلات.
وتابع، أن الفرق بين فاقد الطعام هو كل الفاقد في الغذاء من بعد الحصاد ولغاية وصوله إلى المنزل أو أثناء التعبئة والتغليف والاسواق المركزية الذي يشكل نسبة 15% من مجموع الطعام، أما هدر الطعام وهو كل ما يفقد من لحظة وصول المنزل إلى بعد ما يؤكل بنسبة 16%.
واقترح إيجاد وصناعة التوعية الشاملة لتغيير العادات الاستلاكية ليصبح التسوق بحسب حاجة الانسان، و تغيير العادات البسيطة لسيدة المنزل باعداد جرد بكل ما ينقصها كل يومين كمثال لتفادي التخلص من الطعام منتهي الصلاحية، وضرورة طبخ المقاديراللازمة فقط، الأمر الذي فيه تحسين سلسلة القيمة في الانتاج سواء في النقل والنقل المبرد والمخازن المبردة والسلاسل العرض والتغليف والتعبئة والفرز حتى تقلل نسب الفاقد.
ووفق بيانات إحصائية للبنك، فإن أسعار الأغذية في الأردن عادت للارتفاع في شهر أيلول الماضي بنسبة 3.2%، بعدما تراجعت وتيرة ارتفاعها إلى 3% في الشهر الذي سبقه، في حين وصلت الوتيرة إلى 3.9% في تموز/يوليو الماضي، وفق بيانات للبنك الدولي، الذي يستورد غذاء بقيمة 4 مليارات دولار سنويا، ارتفعت أيضا مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي بنسبة وصلت 1.5%، وبنسبة تغير وصلت إلى 1.7% في أيلول/سبتمبر 2021

وأشار البنك الدولي في بيانات إحصائية أخرى، أن التضخم في الأردن بلغ أعلى مستوى له في 4 سنوات في آب/أغسطس الماضي عند 5.4٪ على أساس سنوي، قبل أن يستقر نسبيا في الشهر الماضي.