يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني لتحقيق منجزات تاريخية جديدة
- بقلم سعادة السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ
في الفترة من 16 إلى 22 أكتوبر 2022 ، انعقد المؤتمر الوطني الـعشرون للحزب الشيوعي الصيني بنجاح في عاصمة الصين بكين. اعتمد المؤتمر قرارا حول تقرير اللجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني وقرارا حول تعديل دستور الحزب الشيوعي الصيني، وتم انتخاب اللجنة المركزية الجديدة خلال المؤتمر وإعادة انتخاب الرفيق شي جين بينغ أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. إنه مؤتمر تاريخي يربط الماضي بالمستقبل، ولا يهم مستقبل الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والنهضة العظيمة للأمة الصينية فقط، بل سيترك على السلام العالمي والتنمية الدولية تأثيرا كبيرا وعميقا.
استعرض المؤتمر مسيرة الكفاح الممتد لمائة سنة للحزب الشيوعي الصيني. اتحد الشعب الصيني حول الحزب الشيوعي الصيني وتحت قيادته بشجاعة وعزيمة، قد كتب أعظم ملحمة في تاريخ الأمة الصينية منذ آلاف السنين، حيث تخلصت الأمة الصينية من الفقر والضعف والظلم والقهر وحققت القفزة العظيمة من الاستقلال إلى الثراء وصولا إلى القوة. فإنّ الحزب الشيوعي الصيني الذي احتفل بميلاده المئوي قبل عام ما زال في ريعان شبابه.
لخّص المؤتمر إنجازات العقد الماضي منذ دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد. على مدى السنوات العشر الماضية، ارتفعت القوة الوطنية الشاملة للصين بشكل مطرد، وتحققت إنجازات وإصلاحات تاريخية، وأحرزت سلسلة من المنجزات الخارقة والبارزة. بما أصبح النظام الاشتراكي ذو الخصائص الصينية أكثر نضجًا، وأصبح الشعب الصيني أكثر مشجَّعا، ودخلت النهضة العظيمة للأمة الصينية مسيرة تاريخية لا رجعة فيها.
جسّد المؤتمر رؤية الحزب الشيوعي الصيني للحكم المتمحور حول الشعب. تغلب 100 مليون مواطن صيني على الفقر المدقع في السنوات الثماني الماضية، مما خلق معجزة في التاريخ البشري للحد من الفقر. وتم بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في كل أنحاء الصين وتم الوصول إلى هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
بلور المؤتمر الخبرات القيمة للانتصارات المستمرة للحزب الشيوعي الصيني. تجاوز الصين على صعوبات متعاقبة وحققت انتصارات متواصلة، والفضل يرجع إلى الجهد والنضال والكفاح المشترك للحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بعدده أكثر من 1.4 مليار نسمة. ظل الحزب الشيوعي الصيني يلعب دور القيادة المركزية ويسعى إلى تغليب المصالح الوطنية العليا والتنسيق مع الجهات كافة حتى وصل مستوى وحدة هذا الحزب الماركسي الذي ينتمي إليه أكثر من 96 مليون عضو إلى أعلى مستوى لا مثيل له في التاريخ. وجمع الحزب الشيوعي الصيني بين المبادئ الأساسية للماركسية والواقع الصيني والثقافة الصينية التقليدية المميزة، والتزم بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها بثبات، وطرح أفكارًا ورؤى وسبلا جديدة لحل المشاكل بشكل فعال. طالما يتمسك الحزب الشيوعي الصيني برسالته لخدمة الشعب وقيادته لتأسيسس الدولة والدفاع عنها، ويلتزم بالفكر التنموي المتمحور حول الشعب. ولم يتوقف الحزب الشيوعي الصيني يوما عن الثورة الذاتية وتعزيز إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل، ولم يتردد يوما في المعركة الحاسمة والطويلة المدى لمكافحة الفساد.
حدّد المؤتمر الهدف الطموح للحزب الشيوعي الصيني. أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في تقريره خلال المؤتمر أنه من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط.
إن التحديث الصيني النمط يتسم بالصفات المشتركة للتحديث في دول العالم، ويتميز على وجه الخصوص بالخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية، فهو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، يغطي حجما سكانيا هائلا، ويتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك، ويحقق التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية، ويتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام ووئام، ويسلك طريق التنمية السلمية. سيتم بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة بحلول منتصف القرن الحالي. وسيوفر التحديث الصيني النمط خيارا جديدا للتحديث البشري جمعاء.
رسم المؤتمر خارطة التنمية للصين. ستسرع الصين في إنشاء نمط تنموي جديد وتتركز على دفع التنمية العالية الجودة وتتمسك بالانفتاح الرفيع المستوى على الخارج وتعزز البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”. ستواصل الصين على التنمية المبتكرة والخضراء لدفع التعايش بين الإنسان والطبيعة، وستشارك بنشاط في التعاون العالمي لمواجهة تغير المناخ. سنعمل على ضمان وتحسين معيشة الشعب من خلال التنمية وتحقيق تطلعاتهم إلى الحياة السعيدة.
ستواصل الصين على تطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، وإكمال المنظومة المؤسسية لكون الشعب سيدا للدولة وتوطيد الضمان المؤسسي لها. ستتمسك الصين بحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل.
ستواصل الصين على تعزيز السلام والتنمية العالميين وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. تنتهج الصين بثبات سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتظل تحدد مواقفها وسياساتها حسب جوانب الصواب والخطأ في القضايا ذاتها، وتدافع عن القواعد الأساسية للعلاقات الدولية والإنصاف والعدالة الدوليين، وتلتزم بالتعددية الحقيقية. وستواصل الصين على تعميق وتوسيع الشراكات العالمية القائمة على المساواة والانفتاح والتعاون والدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية. إن الصين لن تسعى وراء الهيمنة أبدا، ولن تنخرط في التوسع الخارجي أبدا. ولقد تم إدراج " تعزيز القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية ودفع بناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل، ينعم بالسلام الدائم والأمن والرخاء المشترك” إلى دستور الحزب الشيوعي الصيني.
وفي الوقت نفسه، سندافع بحزم عن السيادة والأمن الوطني والمصلحة التنموية، ونعارض نزعة الهيمنة وسياسة القوة. ونتمسك بمبدأ ”دولة واحدة ونظامان" وتحسينه ونعارض التدخلات الخارجية والمحاولات لانفصال تايوان بجميع أشكالها وسندفع القضية العظيمة لإعادة توحيد الوطن الأم بثبات لا يتزعزع.
الوحدة مصدر القوة، الوحدة طريق إلى الانتصار. سيتّحد أبناء الشعب الصيني بشكل وثيق حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بوجود الرفيق شي جين بينغ نواة لها، لتحقيق الأهداف المنشودة بجد وإصرار وبجهود دؤوبة، وسيتظافر في العمل من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية عبر تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات والتمسك بالأصل مع الابتكار، وإذكاء روح العمل بجد وحماس والتقدم إلى الأمام بشجاعة وعزيمة.
أحرز كل من الصين والأردن في الماضي منجزات عظيمة من خلال كفاحهما الممتد لقرن، ونتجت عن ذلك خبرات قيمة. والآن يشرع البلدان في القدوم على مسيراتهما المئوية الجديدة، ويدخلان إلى فترة حاسمة للتنمية والإصلاح. رسم المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني خارطة التطور المستقبلي للصين، كما سيقدم فرصة سانحة للتنمية العالمية ويرشد اتجاه التعاون بين الصين ودول العالم بما فيها الأردن ويوفر ديناميكية جديدة له. يستعدّ الجانب الصيني للعمل مع الجانب الأردني على تعميق التعاون وتعزيز المنفعة المتبادلة للجانبين بشكل دؤوب بما يفتح آفاق جديدة للعلاقات الصينية الأردنية ويعود بالمزيد من الفوائد على الشعبين.