مفاهيم الثقافة السياسية والحزبية ٠٠ الحاضنة التعليمية المدرسية اولآ

المومني: ليس هناك ما يمنع تثقيف الطلبة وتوعيتهم سياسيا
مساد: المناهج بخطة المركز الوطني تهدف إلى غرس المفاهيم الوطنية
عبيدات يدعو لضرورة ادخال المفاهيم السياسية بالمواد المدرسية
حزبيون يؤكدون على أهمية توعية طلبة المدارس بـ المفاهيم والممارسة السياسية
إقتصاديون الكلفة التقديرية لبناء المناهج السياسية تكاد لا تذكر
أولياء امور: لا مانع لدينا إن كانت البنية السياسية حقيقية ومتوفرة لتوعية الطلبة


فريق الأنباط
تعتبر الحاضنة التعليمية المدرسية أول ما يواجه الطلبة إزاء تعريفهم بـ مفاهيم العمل والممارسة والثقافة السياسية والحزبية، الأمر الذي يعمل على بناء جيل واع ومثقف سياسيا وحزبيا ويستطيع بناء آيدلوجيته السياسية الخاصة بـ تحرر، وهذا ما أشار له سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني عبر مخرجات تحديث مسار تحديث المنظومة السياسية التي ترمي إلى إدماج الشباب الأردني في الحياة الحزبية والسياسية.
وهذا يتوجب على جميع المكونات العامة والخاصة، إضافة إلى المكون الإجتماعي الرئيسي بـ تثقيف وتنشئة الطلبة وهم على مقاعد الدراسة بـ مفاهيم الحياة السياسية، من خلال طبيعة المناهج وأشكال الأنشطة الطلابية والمخيمات الكشفية والتطوعية الخاصة بـ مفاهيم التنمية السياسية.
وزير الإعلام السابق الدكتور محمد المومني أوضح أننا مقبلين على نمطية جديدة في التدريس وأفق وتحديث لـ آلية العمل السياسي، مشيرا إلى انه لا بد من تفعيل وتثقيف فلسفة التدريس عند الطلبة بـ مفاهيم العمل السياسي، بعكس الطريقة التي ندرس بها حاليا.
وتابع في حديث خاص مع "الأنباط" أن القانون لا يسمح لـ طلبة المدارس بـ الإنتساب لـ الأحزاب، ولكن هذا لا يمنع من تثقيفهم وتوعيتهم وتهيأتهم حزبيا ةوسياسيا لحين إتمامهم الثامنة عشر من أعمارهم لينتسبوا لـ الأحزاب حيث يسمح القانون بذلك.
ولفت إلى ضرورة صياغة وبناء مناهج تدريسية مضامينها ديمقراطية وسياسية وآلية التاثير في عملية صنع القرار وبناء القيم المتعددة سياسيا، لافتا إلى اهمية تعزيز وتوسعة النشاطات " كانتخابات البرلمانية الطلابية "، مثل التي تحدث في الوقت الحالي في المدارس، وتنفيذ زيارات ميدانية تساعد الطالب على صقل شخصيته سياسيا وتهيئته للانخراط في العمل السياسي .
من جانبه اكد مدير المركز الوطني لتطوير المناهج سابقا الدكتور محمود المساد ان التربية السياسية تبدا من الصفوف الاساسية لانها تعلم الطالب المهارات اللازمة وتبني بداخله الخبرات والقيم التي تساعد على تعديل نمطية تفكيره، مبينا ان المناهج ضمن خطة المركز الوطني لتطوير المناهج تسعى إلى ادماج كافة المفاهيم الحياتية والسياسية والوطنية والحقوق بشكل عام، إضافة إلى التفكير والمستقبل بحيث تكون مبينة بشكل تراكمي ويتم تضمينها في جميع المواد التعليمية وفي الصفوف كافة ولا تضاف كانشطة طلابية او دروس ومحتوى جديد .
واضافلـ "الأنباط"، أن ما طرأ حديثا على المناهج يتمحور حول وضع حصص خاصة بـ المفاهيم الديمقراطية في الصفين العاشر والحادي عشر، الا ان الاصل ان تدخل المفاهيم الحياتية والسياسية في خطة جميع الصفوف والكتب المدرسية، مؤكدا على أن الجانب النظري ليس له فائدة بحجم الفائدة التي سنجنيها من تركيزنا على الممارسة الديمقراطية، خاصة أن الديمقراطية تبدا من المدرسة عندما يكون كل من المدير والمعلم ديمقراطيين فان ذلك يلعب دورا مهما في تعلم الطلاب المفاهيم السياسية والحزبية .
واقترح المساد، إدخال المفاهيم في جميع المواد الدراسية مثال ادخال عبارات لها علاقة بالاحزاب والعمل السياسي في مادة الرياضيات والعلوم والدين وغيرها من المباحث التي يتعلم الطالب منه العمل السياسي ومعنى الاحزاب والبرامج الحزبية.
إلى ذلك أكد الخبير التربوي ذوقان عبيدات أن التربية السياسية مهمة لـ الطلبة ومن الواجب ان تدخل في المناهج في وقت مبكر من خلال ادخال مفاهيم بسيطة عن القضايا السياسية ، مشيرا إلى ضرورة ادخال المفاهيم السياسية في جميع المواد المدرسية بحيث لا تقتصرعلى مادة واحدة فقط، وضرورة الممارسة العملية من خلال تدريب الطلبة على تكوين احزاب في المدرسة لمعرفة معنى العمل الحزبي والسياسي .
ودعا عبيدات إلى ضرورة تكليف الطلبة بانشطة خارج المدرسة وذلك من خلال متابعة الطلبة للصحافة السياسية بهدف تثقيفهم بـ العمل السياسي والحزبي، وتنظيم زيارات ميدانية للاحزاب السياسية ومشاركة الطلبة في الانشطة الحزبية، إضافة إلى دعوة رؤساء وومثلي الاحزاب للـ إلقاء محاضرات في المدارس.
حزبيون يؤكدون على أهمية توعية طلبة المدارس بـ المفاهيم والممارسة السياسية
بدوره قال الامين العام لحزب الائتلاف الدكتور مصطفى عماوي ان البرلمانات الطلابية اذا لم يفهمها الصغار لن يفهمها الكبار، مؤكدا أنه مع زرع فكرة وجود بعض المساقات مثل التوجيه الوطني ليكون توجيه وتوعية ثقافية للحياة الحزبية بالاردن التي تعتبر مشروعا وطنيا، مشيرا إلى انه اصبح هناك قوانين مشرعة وارادة سياسية عليا وارادة تطبيقية من قبل مؤسسات الدولة، لافتا إلى انه من الضروري أن يكون هناك شمول للمراحل الابتدائية كما هو معمول به حاليا في انتخابات الطلاب البرلمانية، لكي يكون لدى الطلاب فكرة كيفية المشاركة فيها، نظرا لأن الاصل الاقبال على الصناديق والمشاركة المجتمعية في صناديق الانتخاب هي ابراز مجلس نيابي يمثل اكبر شريحة من المجتمع .
في السياق ذاته قال الناطق الاعلامي باسم حزب ارادة الزميل الصحفي طارق المومني، يجب ان تبدأ هذه المسالة من الصفوف الاولى، ومن الافضل ان يبدأ التدريب على العمل السياسي والعمل العام والاحزاب في سن مبكرة، مشيرا الى ان الحزب اخذ هذه القضية بعين الاعتبار، وأكد أننا بدأنا بـ تدريب ابناء الاعضاء في سن مبكرة لـ ممارسة العمل السياسي والحزبي، بهدف تثقيفهم وتنمية، نظرا أن الدولة حصرت خيارها بـ التوجه بـ موضوع الاحزاب والسير قدما في المئوية الثانية بـ موضوع الاحزاب والحكومات الحزبية والبرلمانات الحزبية، فالبدء متاخرا افضل من ان لا تبدا ابدا.
واوضح انه يجب على الدولة ان تفكر بـ إتجاه آخر المتمثل بـ البدء بـ التهيئة السياسية لـ لطلبة في سن مبكرة، بحيث يكون مدربا تدريبا كاملا، وان يكون لديه خلفية معرفية حقيقية بموضوع الاحزاب وممارسة العمل السياسي في المدارس، وتدريبه على الحوار والاجابة وبناء شخصية الطالب في سن مبكرة على العمل السياسي، وهذا هو الامر الصحيح فتعليم هذا الامر في مراحل متاخرة صعب قليلا ، اما تعليمه في مراحل مبكرة اكثر فائدة .
ومن جانبه قال الامين العام باسم الحزب الشيوعي فرج اطميزة ان هذه الخطوة ايجابية، أن تلجأ الدولة الاردنية لهذا النهج، وخاصة اذا بدأ تدريس الصف العاشر والاول ثانوي في هذه المرحلة، ويتعرفو على الحريات العامة والديموقراطية وغيرها، لكن اذا تم الاكتفاء بهذه المرحلة الدراسية فقط فهي عصا مكسورة، وبالتالي من الممكن ان ياتي في وقت لاحق طارحا فكرة انه في الفصل القادم على سبيل المثال ان يدخلو الصف الثامن ضمن الصفوف التي ستدرس المنهاج وبعد سنة يدخلو الصف التاسع وهكذا، وبالتالي تصبح العملية تدريجية، موضحا أن طالب الصف السادس غير قادر على إدراك أهمية الحياة الحزبية في الاردن، لكن اذا تم على مراحل من الممكن ان ينجح .
واكد، ان الحزب يطالب بالحريات العامة في المؤسسات التعليمية والجامعية والمرحلة الثانوية التي تنشط فيها الاحزاب في نشر افكارها وبرامجها ، فهذه افضل طريقة ممكنة لتعميق الديموقراطية في الحياة السياسية في المؤسسات التعليمية .
الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة قال ان شباب الجامعات هم القاعدة الاساسية والعملية التي يمكن ان تشكل البنى التحتية والخلفية لهذه الاحزاب ومن خلالها تنمو في الجامعات، مشددا على ضرورة اجراء انتخابات حرة مستقلة لمجلس طلبة الجامعات، وبالتالي تبدا العملية لهؤلاء عبر مجالس الطلبة، مبينا بالوقت نفسه أن الانتخابات هي التي من الممكن ان تحرك وان تشكل دوافع لهم لينخرطوا في التيارات السياسية، وهذا هو المسار الطبيعي والولادة الطبيعية وليست القيصرية للاحزاب عبر مشاركة الشباب .
وتابع، لا بد ان يكون هناك نشاط في المدراس عبر لقاءات او استضافة او محاضرات، ممكن ان تكون مادة المجتمع العربي كنشاطات ومن الممكن ان ينخرطوا الطلاب في نشاطات حزبية سياسية او نقاشات بحيث المدرس يسال الطلاب من يعرف الاحزاب او من يشرح لنا معنى الحزب، اذا كان احد افراد اسرته ينتمون لحزب، وأوضح ؛ بشكل عام ان يكون هناك نشاطات توجيهية كـ عمل مبتدأ من قبلهم، لذلك يجب ان نثق انهم هم البداية التي تنير لهم الطريق في الاختيارات عندما ينتقلو الى الجامعات بحيث يكونوا مهيئيين بـ المعرفة وحينما ينخرطون بـ العمل الطلابي عبر مجالس طلبة الجامعات يكون لديهم الارضية والخلفية لهذا النشاط .
إقتصاديون الكلفة التقديرية لـ بناء المناهج السياسية تكاد لا تذكر
ومن النافذة والرؤية الإقتصادية في هذا الملف أوضح الخبير الاقتصادي مازن مرجي، إنه لا يعتقد وجود كلف غير عادية أو باهظة في عملية إضافة مساقات ومناهج تتعلق بالحياة السياسية لـ تهيئة الطلبة سياسيا لـ تدريس طلبة المرحلة الاساسية، ويكون ذلك من خلال كتيب تعريفي يقوم على إعداده لجنة من المتخصصين يصلح كـ مدخل يساعدهم على فهم العمل السياسي والنشاطات المرتبطة بالحياة السياسية، ويتيح لهم الفرص الاولية للمشاركة في نشاطات واعمال مدرسية تطوعية تصنف كنشاطات لا منهجية أو غير صفية مثل الندوات والانخراط في الفرق الكشفية والأعمال التطوعية الهادفة للانخراط في الخدمة العامة والتفاعل مع المجتمع المحلي بكل مناحي الحياة العامة .
وأوضح لـ "الأنباط"، مدى ضرورة أن يصبح الطلبة أكثر اهتماما وانغماسها في الانتخابات العامة على مختلف أصنافها ومستوياتها كـ صورة من ممارسة الحق والواجب الديمقراطي، وبالتالي القدرة على المشاركة ولعب الدور المطلوب من المشتغلين في العمل العام وتعريفهم بأهمية المشاركة والتفاعل في العملية السياسية كناخبين والمرشحين، مؤكدا ان العملية تبدأ من خلال فكرة البرلمانات المدرسية وهي فكرة مطبقة في مدارس الأردن الحكومية والخاصة للمرحلة الاساسية ومنذ أكثر من عشرة أعوام .
وبين، أن الحديث عن الكلفة الاقتصادية لهذا التوجه نحو التثقيف والتدريب على العمل السياسي من خلال المدارس لا يجب أن يكون سببا لاعاقة هذا التوجه، لأنه ببساطة سيتم الاستفادة من المخصصات المالية الدورية والموارد البشرية المتوفرة أصلا في وزارة التربية للتعليم والمناهج والتدريب والنشاطات المنهجية واللامنهجية ولا تحتاج إلى كلف إضافية تذكر على الإطلاق.
بـ المقابل، قال المحلل الاقتصادي محمد جرادات في وقتنا الحالي أصبح التعليم ونشر الوعي والثقافة السياسية ضرورة ملحة للنهوض بالحياة السياسية في مجتمعنا، وذلك عبر ايجاد بنية تحتية مؤهلة لتفعيل العمل الحزبي والحياة السياسية، تنفيذا لـ توجيهات جلالة الملك بـ تفعيل الحياة الحزبية.
وأضاف أن هذا البناء يبدأ من الصغر، مؤكدا ان لـ المعلم دور أساسي في تنمية الوعي السياسي لدى الطلبة، وبالتالي النهوض الاقتصادي والاجتماعي في كافة القطاعات والمجالات، وهذا الدور يحتاج لمضاعفة الجهود التعليمية، وزيادة الوقت المخصص للحديث عن الواقع السياسي الذي يعيشه الطلبة، ويحتاج كلف مادية على وزارة التربية والتعليم من إعادة صياغة مناهج تعليمية تعنى بالحياة السياسية ودورات تدريبية للمعلمين من خلال الاكاديميات المعنية بالتدريب وتحديد محاور التدريس وعقد تجارب صفية من انتخابات وتشكيل أحزاب وتفعيل النشاطات اللامنهجية مثل الكشافة والمعسكرات.
وفي ضوء ذلك قال المحلل الاقتصادي حسام عايش، قال إن اعتماد منهاج تدريس طلاب المرحلة الاساسية له علاقة بالحياة السياسية والأحزاب يحتاج لبناء إستراتيجية مناسبة، إضافة لـ تأهيل معلمين يستطيعون القيام بـ العملية التدريسية للحياة السياسية والحزبية، مبينا اهمية وجود ممارسات فعلية وعملية على أرض الواقع تعزز ما يحتاج إليه الطالب لتعزيز ثقافتهم السياسية، إضافة إلى الكتب والوسائل الرقمية والتقنية وبعض المستلزمات.
وتابع، ان الاستمرارية أمر هام بحيث تدخل مناهج الحياة السياسية والأحزاب في كافة مناهج سنوات التدريس، اذ يمكن رصد مخصصات بوجه العموم يكون تطبيقها على تعداد المدارس والمناطق بشكل تدريجي وتجريبي لتقديم وعرض هذا المنهاج، مشيرا إلى ان تقدير الكلفة يصعب تحديده ولكن تقدير العائد المعرفي للطلاب كبيرجدا، لافتا إلى انه من المهم وجود مساواة في التطبيق بين المناطق المختلفة في المملكة.
النافذة الشرعية العمل السياسي امر اختياري وليس واجبا دينيا
أستاذ الفقه والدراسات الاسلامية الدكتور منذر زيتون في حديثه لـ"الانباط" قال من المهم في وقتنا الحالي ان يتم تشجيع طلبة المرحلة الاساسية في المدارس على الانخراط في الاحزاب السياسية مستقبلا، وأهمية العمل على ان نبين لهم كيف تسير العملية السياسية وتحفيزهم على الدخول فيه لحين بلوغ السن القانوني، مبينا ان ذلك سينعكس بـ الإيجاب عليهم ويجعلهم اكثر فاعلية سياسية وعلى دراية اكبر مما قد يكونوا عليه، مشيرا إلى أن الاحزاب تهدف من خلال برامجها الى الاصلاح في الوطن والمجتمع وهذا ما يطمح له الجميع في الاردن.
وشدد على اهمية الاعتناء في منهجية إختيار المناهج التدريسية المناسبة ليتسنى لـ الطلبة فهم وإدراك والوصول لـ المرحلة المنشودة وانتقاء ما يستطيع استيعابه وفهمه وضرورة التدرج في توضيح المفاهيم والمصطلحات السياسية والحزبية دون الاندفاع في نشر مفاهيم كثيرة ومعقدة قد لا يستطيع الطالب ادراكها بالطريقة المثالية مما ينعكس سلبا على الطالب ويجعله مشتت الفهم، مؤكدا على ضرورة توعيتهم بوجود التيارات الحزبية المختلفة والمتعددة الاحزاب وأن العلاقة بينهم ليست علاقة عدائية او قائمة على الكراهية بل على العكس فهي علاقة تنافسية وتشاركية وكلا الطرفين يهدف الى خدمة المجتمع المحلي.
ولفت إلى انه لا بد من توفير مناخ مناسب من الحرية بحيث عندما ينخرط الطلبة عندما يكبروا بالعمل السياسي، ىخذنا بعين الإعتبار أنهم يجب ان يشعروا انهم داخل فضاء من حرية التحرك والتفكير والتعبير .
ونوه إلى أنه يجب توزعية الطلبة على صعوبة العمل السياسي، خاصة أنه من الممكن أن يحارب بسبب توجهاته او يعاقب مثلا بـ المنع عن العمل او حتى اقالته من منصبه، مشيرا إلى ان ذلك يعود على ثقافة وتوجهات الخصم الذي واجهه هذا الشخص، فهو لا يعتبره منافسا شريفا له بل يعتبره عدوا له يريد ان ينافسه على المنصب او المركز الذي يشغله او الامتيازات التي تحق له وينعم بها، لذلك يجب زيادة وعيهم وانماء تفكيرهم منذ الصغر ان اي شخص قد يواجه الصعوبات في حياته مستقبلا وان الحياة السياسية بشكل خاص او الحياة بشكل عام ليست بالسهلة كما يعتقدون وانها قد تكون سهلة ومليئة بالرفاهية في احيان وفي احيان اخرى ستكون معقدة وغير سعيدة.
واشار الى ان هناك جدلية كبيرة نعاني منها تتمثل بـ اننا نشجع على العمل السياسي، وفي الوقت نفسه نضع العديد من القيود عليه ونضع عقوبات على بعض العاملين به، مبينا ان الشباب مثلا قد لا يرغبون في الدخول في العمل السياسي لما من الممكن ان يتعرضوا له من مسائلة قانونية او عقوبات ستفرض عليهم او قيود تحد من تحركاتهم، ما يشعرهم بالخطر من العمل السياسي او ممن قد يعادوه من العاملين فيها، لذلك يجب ان نوفر مناخ مناسب من الحرية التي ستشجع هؤلاء الطلاب وتجعلهم قادرين على العمل بكل انسيابية.
وتابع، أن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يحث عهلى الدوام تمكين الشباب وضرورة اشراكهم في العمل السياسي واعطائهم مساحة مناسبة من الحرية، الأمر الذي يعزز اهمية تثقيف الجيل الجديد سياسيا وحزبيا من خلال التعليم الاساسي الذي يعتبر احد اهم المراحل التي تنمي وعي الطلبة وتشكل معرفتهم وثقافتهم، مؤكدا بنفس الوقت أن العمل السياسي مهم جدا لكنه يتطلب مناخ مناسب من الحرية، ويجب الاخذ بعين الاعتبار ان الاخر منافس شريف يسعى بأفكاره ومعتقداته على ازدهار المجتمع ولا يجب ان نعتبره خصما او عدوا يجب محاربته وتحجيمه.
وتابع ، مما لا شك فيه ان وزارة الاوقاف لها دورا ايضا في نشر ثقافة الاحزاب والعمل السياسي من خلال الخطباء والوعاظ من باب التعريف والتبيين، ولكن ليس من باب الحض على ذلك لان العمل السياسي امر اختياري وليس واجبا دينيا، ولكن من الواجب الديني دعوة الناس الى المشاركة في بناء الوطن و خدمة الانسان وعمل الخير من خلال العمل السياسي أو التطوعي او غيره.
واضاف، في الحقيقة والواقع الناس قد لا يتقبلون الامر من وزارة الاوقاف ويمكن ان يعتبروا ان ذلك مسيسا وان الخطيب يتحدث بما يملى عليه وليس من نفسه ، مشيرا إلى أن العمل السياسي لغاية الان ليس واضحا للناس وليس مطمئنا إليه، قائلا : "أن ابعاد الوزارة عن هذا الامر حتى يتم كسب ثقة الناس به وبجدوه، وهذا لن يتحقق الا بـ التوقف عن الترويج للسياسيين المتهمين بالفساد ومن يستغل منهم مكانه للتكسب الذاتي والجهوي والعشائري" على حد رأيه.
وفي السياق ذاته بين عبدالله ابو غوش استاذ التربية الاسلامية للمرحلة الاساسية ان وجود مادة للمرحلة الاساسية مختصة بالاحزاب والعمل السياسي مهمة في تنشئة الطلبة سياسيا وهذا التعليم سيجعل منه مستقبلا شابا واعيا قادرا على الاقل استيعاب مجريات العمل السياسي وصوتا فعالا في المجتمع.
واوضح، ان الطالب ايضا سيتعلم بعضا من حقوقه وواجباته في الدولة ومن ضمن واجباته تجاه بلده المتمثل بـ التمثيل الانتخابي الفعال إما عن طريق ترشيح نفسه، او عندما يذهب الى مراكز الاقتراع عندما يدلي بـ صوته فيستطيع وقتها ان يحسن اختيار المرشح المناسب من حيث برنامجه وخططه واهدافه دون اختياره على اساسات اخرى كصلة القرابة او وعود ببعض المنافع الشخصية، وعند تنشئة جيل قادر على الاختيار السليم سينتج لنا طبقة من السياسيين الكفؤ والمثقفين والواعين القادرين على تغيير حال الدولة ويطور من ادائها في جوانب عديدة ابرزها اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا.
وذكر ابو غوش انه في الوقت الحالي هناك شباب يتخوفون من العمل الحزبي لما يتبادر في ذهنه من مشاكل وملاحقات قد تطارده، مشيرا الى انه لو كان هناك توعية منذ الصغر لمبادئ العمل الحزبي لما نتج هذا الفكر المشوه الذي يتبادر في اذهان شبابنا، وذلك الاهتمام بتثقيف الطلبة في المرحلة السياسية سيكون بمثابة خلق فكر سياسي رصين ومتزن تنفع المجتمع في المستقبل القريب.
ولفت الى انه في وقتنا الحالي على سبيل المثال اخر انتخابات نيابية في بلدنا تم عقدها لم تتجاوز فيه نسبة الاقتراع عن الـ30% اي اقل حتى من ثلثي من يحق لهم الاقتراع وليس من الشعب الاردني ممن هم فوق السن القانونية ويحق لهم ان يتقدموا لطلب بطاقة انتخابية لكي يدلوا بأصواتهم.
وعلى صعيد النافذة الإجتماعية وال أسرية حول إدراج وبناء مناهج معنية بـ توعية وتثقيف طلبة المدارس على مفاهيم وممارسة الحياة السياسية، تواصلت "الأنباط مع العديد من الأهالي وأولياء أمور الطلبة والذين أوضحوا بـ دورهم ؛ نحن في صدد التوجه بـ إتجاه مرحلة سياسية جديدة، الأمر الذي يتطلب منا جميعا ومن الطلبة على وجه الخصوص أن يكونوا على دراية كاملة بـ المجال السياسي وثقافة الأحزاب في البلاد، خاصة أننا نعيش في ظل حكومة ديمقراطية منفتحة على حرية الرأي والرأي الآخر، ما يدعم الطلبة لـ تأسيس الأحزاب التي يرغبون بها عند بلوغهم سن الممارسة السياسية القانوني.
بعضهم ذهب إلى تقبل الفكرة، آخذين بعين الإعتبار إن كانت البنية السياسية في الأردن جاهزة بشكل حقيقي وليس مجرد حبر على ورق، مشيرين إلى انه لو نظرنا الى طالب جامعي يهتم بالحياة السياسية والأحزاب، حينها سيكون عليهم إشارات استفهام من قبل بعض الجهات والتيارات، وبـ التالي يرون أنه مشروع ليس له استمرارية على المدى الطويل، لأن البنية السياسية قائمة على المناطقية والعشائرية، لافتين إلى انه لو تأسس جيل كامل مثقف سياسيا بشكل محايد وموضوعي، فـ حينها يمكن أن نتقبل هذه الفكرة، مشيرون إلى أننا نعيش في ظل حكومة تطبق الديمقراطية في بعض القضايا وليس كلها، والبنية التحتية للحياة السياسية ضعيفة، بمعنى أنها لا تملك النضوج السياسي الكافي لوضع منهاج يدرس في المدارس.
والدة أحد الطلبة أيدت فكرة طرح منهاج الأحزاب، قائلة : "نحن تخرجنا من المدارس ولا نملك أي فكرة عن نظام الأحزاب والنواب وكافة الأمور السياسية التي تحدث في الحكومة، وعندما وصلنا للمرحلة الجامعية كان مطلوب منا التصويت للأحزاب، وذلك حسب صلة القرابة او المعرفة التي تربط المترشح بأفراد العائلة، وبالتالي نحن بحاجة الى تثقيف جيل كامل يبدأ منذ الطفولة وله حرية الرأي في تأسيس حزب خاص به في المستقبل مؤكدة ليست كل القضايا يجب على الاهل التدخل والاقرار بها.
بينما دعا آخرون إلى ضرورة توعية الطلبة بـ مفاهيم الحياة السياسية والديمقراطية، مشيرين إلى أن فكرة تدريس الأحزاب ممتازة جدا، الامر الذي يبنى أجيال تحمل ثقافة مستقلة، لافتين إلى أن أبرز العوائق تتمحور حول أن السواد الأعظم من الأحزاب تحمل نفس طريقة التفكير، وبالتالي لو تأسس حزب جديد سيكون مشابهاً لغيره ولا يملك فكر جديد يقدمه.