الانباط – علي عويس

توافدت اعداد كبيرة من متابعي كرة القدم الاردنية عامة ومشجعي ناديي الفيصلي والوحدات خاصة على المقاهي لمتابعة قمة مباريات الاندية المحلية التي تحضى بآلاف المشجعين العاشقين لقطبا الكرة الاردنية.

وكان الاتحاد الاردني لكرة القدم قد اصدر قرارا أن تقام مباراة القمة بين ناديي الوحدات والفيصلي والتي أجريت في استاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة ضمن اطار ربع نهائي بطولة كأس الاردن بدون جمهور وذلك للحفاظ على سلامة جماهير الفريقين.

هذا القرار استفادت منه المقاهي بشكل كبير حيث توجه لها المشجعين الذين كانوا يمنون النفس أن يشاهدوا هذه القمة من على مقاعد مدرجات الملعب، الا ان قرار منع الجماهير جعل الشباب تتجه لافضل بديل متوفر ليحتضن تجمعاتهم الغفيرة ألا وهي المقاهي.

ورغم الخسائر المادية التي من الممكن ان تتكبدها الفرق الرياضية بمثل هكذا قرارات الا ان المقاهي هي المستفيد الاول ماديا منها.

واعرب اسعد عبدالرحمن وهو صاحب مقهى في احد مناطق العاصمة عمان عن سعادته البالغة عند سماع قرار منع الجماهير لما في ذلك من اثر ايجابي له وللمقهى مستشهدا بالمقولة الشهيرة للمتنبي "مصائب قوم عند قوم فوائد".

وذكر ان اعداد جماهير الفريقين العريقين ملئت المقهى لدرجة انه اضطر لأن يستعين بشركة متخصصة لتأجير المقاعد والطاولات من اجل ان يكفي الاعداد الغفيرة التي جاءت لكي تتابع المباراة.

واشار ان الاجواء كانت مليئة بالحماس والشغف حيث كان جمهور الفريقين يشاهدون المباراة بكل تركيز وترقب وكان الجميع يسود بينهم التآخي والروح الرياضية مبينا انه لم تحصل اي نوع من انواع المشادات او النزاعات بين اي احد منهم.

وذكر ان مرتادي المقهى غالبيتهم العظمى من الشباب المتعلمين والمثقفين الذين يعلمون جيدا ان مباريات كرة القدم هي احتمالان اما فوز او خسارة ورغم احتفال بعض الشباب بفوز الوحدات الا ان مشجعين الفيصلي غادروا المكان حزينيين لكن دون ان يسيئوا لجماهير الخصم وهذا ما نتمنى ان نشاهده دائما.

احمد مشجع لنادي الوحدات قال لـ"الانباط" انه كان يتمنى ان يشاهد القمة في ملعب المباراة وان يشارك اللاعبين فرحة الفوز الا انه متفهما لقرار الاتحاد بمنع الجماهير حرصا منهم على امن وسلامة الجماهير.

اما ناصر احد مشجعي النادي الفيصلي وهو احد سكان محافظة الكرك جاء الى عمان ليقضي عطلة نهاية الاسبوع برفقة صديق له قال انه لا يحب ان يشاهد المباريات في الملعب وذلك لاعتبارات كثيرة ابرزها عدم تنظيم دخول الجماهير والازدحام الشديد قبل الدخول الى المدرجات بالاضافة انه يخشى وقوع المشاكل والنزاعات بين جمهور الفريقين لذلك فهو يفضل مشاهدة المباريات في المقاهي.

اما جمعة فقد كان حزينا لانه لم يشاهد المباراة في الاستاد وبين انه يداوم على حضور مباريات الوحدات دائما دون كلل او ملل وهو عاشق للفريق منذ الصغر واشار ان اللاعبين لا تقدم نفس المستوى الكروي عندما يمنع الجمهور من الحضور موضحا الاثر الجلي للجماهير لما تقدمه من دعم ومساندة للاعبي فريقها التي تجبرهم على بذل كل ما لديهم من اجل الوان النادي الذين يلعبون فيه.

الا ان المشجع الفيصلاوي سالم يفضل ان يشاهد المباريات في المقهى برفقة اصحابه على ان يشاهدها على مدرجات ميدان المباراة مبينا انه يستمتع اكثر عندما يتابع مجريات اللعب وهو يحتسي المشروبات الساخنة او الباردة بالاضافة الى "نفس الارجيلة" والتي سيحرم منها في حال ذهابه الى الملعب.