" دبّر حالك بما لديك " ؟؟

المختص بالإقتصاد السياسي زيان زوانة


عند تناولنا إفطار يوم الجمعة الماضي ، أكدّت علينا سيدة البيت لنتذوق "مربى الخوخ " ، وجوابا على سؤال أحدنا  قالت " صاحبتي أهدتني كمية خوخ ، وعملت منها هذا المربى " فردّ أحدنا مذكرّا بمثل إنجليزي يقول "when you have lemon make lemonade  " وردّ آخر : شو يعني ؟؟ فكان الرد " دبّر حالك بلّي عندك ". وتشعّب الحوار : سياسة واقتصادا وبطالة وإدارة عامة ووزارات تخطيط وعمل وتاريخ عربي وإسلامي عندما كان الخليفة / الحاكم ’يعين و’يغير " الولاه " حسب قدرتهم على الحكم والإدارة وتحقيق العدل والإستقرارالمزدهر في الدولة التي اتسعت لتشمل العالم آنذاك وتطور الإدارة والمجتمع عندما استثمر الإقتصاد الشامي منتوجه من الفواكه والخضروات لصنع المربيات ، ومثله النابلسي فصنّع الزيت بالصابون النابلسي وصنّع الحليب بالجبنة النابلسية وصنّع المربيات بما تيسر من الفواكه ، ومثله الخليلي الذي  طور منتوجه من العنب بصناعة العنصبيخ ، والكركي الذي طور إنتاجه من الحليب بصنع الزبدة العربية الكركية والجميد الكركي ، إدارة وسياسة خلقت وصف سيدة ما بأنها " ستّ بيت مدبّره" وأوجدت ثقافة "مونة البيت" و" مونة الشتاء " زيتونا وزعترا وجبنة ومربيات وجميد وحطب وفحم تدفئة و.. . منظومة تأسست على الإستثمار الأمثل للموارد ، في مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم أوجدت فرص عمل قبل أن نسمع بترجماتها إلى SMEs و Inward Economic Policies  ، وقبل مساقات " الإدارة العامة " الحديثة ، وقبل توصيف الحكومات" كحكومة إنجاز " أو " حكومة اقتراض " أو " حكومة تسيير أعمال " وسياسات جذب الإستثمار الخارجي والإقتراض والمساعدات من الشقيق والصديق . سامح الله سيدة البيت التي دفعتني للكتابة في تاريخ وتطبيقات الإقتصاد السياسي والتنمية المستدامة المعاصرة ، لكنه إفطار يوم الجمعة المعتاد ، فأرجو المعذرة.