كتب محمود الدباس.. مفتي عام المملكة.. بدون زَعَل.. إلى متى؟!..


حتى اختصر الموضوع وبدون مقدمات.. فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.. واصبحت ادوات التكنولوجيا من قص ولصق وفبركة متاحة للجميع.. واستغلها البعض استغلال سلبي.. اختلط علينا الامر.. واصبحنا لا نفرق بين الصدق والكذب.. وبين الصحيح والمفبرك..

انتشر الكثير من مقاطع الفيديو لعلماء ومسؤولين وحتى مواطنين عاديين.. فيها الكثير من الامور غير الاعتيادية والمتوقعة منهم.. وانتشرت بشكل سريع بين اوساط الناس.. وكم من التهكم والسباب والغضب توشحت به صفحات التواصل الاجتماعي.. كردة فعل على ما شاهدوه من تلك الشخصيات..
وبجهد ليس بالكبير.. يستطيع الواحد منا ان يكتشف حجم التجني على اصحاب تلك المقاطع.. وكيف تم اللعب في محتواها لتثير الناس على صاحبها..

تطور الوضع من الاجتزاء او التقديم والتأخير في الكلام إلى تغييره وتحريفه..
وان كان السابق من الفعل والتلاعب كارثي.. فهذا الفعل والله انه لطامة كبرى.. وينطبق عليهم قوله عز وجل "يُحَرِّفون الكلِمَ عن مواضعه".. فيغيرون ويتلاعبون في الكلام ليتغير معناه.. وماذا سيجنون من وارائه.. لا شيء سوى الخزي والذل والعقاب يوم القيامة لقاء جمع بعض الاعجابات والمشاهدات..

قبل عدة ايام ظهر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي وضجت به الصفحات.. وتهكم الكثيرون على خبر مفاده ان سماحة مفتي عام المملكة قال "غالبية المواطنين مديونين"..
وللاسف الشديد ان بعض المواقع المسجلة رسميا تناقلت المنشور دون تحقق.. وفي الواقع ان سماحته قال عبر شاشة التلفزيون الاردني وقبل عدة اشهر.. "معظم المواطنين متدينين"..
وفي موقف آخر عندما سُئل سماحته عن حكم العدسات الملونة.. اجاب بانها اذا كانت للعلاج فلا شيء فيها.. وان كانت لتغيير لون العيون دون علاج فهي حرام..
وللاسف تم نشر الخبر كالتالي.. "مفتي المملكة يحرم وضع عدسات العيون للاناث"..

اي تحريف للكلم عن موضعه هذا؟!.. واي استخفاف بالعقول؟!.. واي سذاجة وصلنا اليها لنصدق كل ما يصل الينا؟!.. واي كسل وصلناه حتى لا نتحقق من اي منشور يبدو انه غير صحيح او غير مألوف؟!..

وعَوداً الى عنوان المقال.. فانني اقول لسماحة الشيخ الجليل عبدالكريم الخصاونة.. مفتي عام المملكة.. بدون زعل..
- إلى متى ستبقى تسامح من يسيء اليك؟!..
- إلى متى ستبقى تترك امثال هؤلاء دون ان ترفع عليهم اية دعوى؟!..
- إلى متى ستبقى تتعامل مع امثالهم بمبدأ التجاهل مع الجاهل.. وهم يا سيدي ليسوا جهلة.. وانما هم ماكرون حاقدون..
- إلى متى ستبقى لا تطالبهم بالاعتذار بشكل علني.. وعلى نفس الصفحات التي يبثون منها سمومهم؟!..

سماحة الشيخ الجليل.. هؤلاء في تصرفاتهم لا يسيئون لشخصك الكريم فقط.. وانما هم يسئون لهيبة الشيوخ الاجلاء.. اصحاب الفكر الوسطي السليم.. والوقوف ضدهم وتعريتهم للناس هو واجب على كل من يستطيع ذلك..
فالخطر عظيم على الدين من امثالهم.. وتركهم سيزيد من نشر سمومهم.. وبالتالي تشكيكنا بكل من هو صالح ويعمل لاجل الدين والوطن..
حفظكم الله سماحة ابا عماد.. وحفظ الله الاردن وكل الاردنيين الشرفاء.. ولعنة الله على كل من يريد سوء بالاردن والاردنيين..