الشيخ الفايز لـ "الانباط": نطالب بأصحاب رؤية هدفهم الأمن والأمان

رؤى الزعبي
لعب شيوخ العشائر والمخاتير دوراً مهماً في تاريخ الأردن وحاضره ، مع اختلاف الصلاحيات بين الزمنين ، لنجد الآن وبعد بعض المشاكل التي حدثت مؤخراً، يبحث الأفراد عن شخص وسيط ممثل إما بـ شيخ العشيرة أو مختار المنطقة للصلح بين الطرفين حتى لتتفاقم هذه المشاكل لتصل لحد الاشتباك الدموي في بعض الأحيان  ، يأتي ذلك لأن المخاتير وشيوخ العشائر هم الوجه الرئيس والمساند الفاعل في عملية الإصلاح المجتمعي . 
 
في حديث خاص لـ"الأنباط" أكد الشيخ طراد الفايز أنه لا يوجد تطبيق لدور المخاتير والشيوخ كما كان مفعل سابقاً وخصوصاً في الخمسينيات إلى السبعينات من القرن الماضي، مشيرا إلى أنه كان دور المختارسابقاً يعتبر بمثابة الضابطة العدلية، وله دور في مساعدة الحكومة لتنظيم المجتمع والمحافظة عليه، وحمل مسؤولية الأفراد ، مطالبا  بوجود أشخاص أصحاب رؤية سياسية واقتصادية واجتماعي، هدفهم البلد والأمن والأمان بها.
وفي ضوء ذلك قال المحلل السياسي والاجتماعي صلاح العبادي  لـ"الأنباط"، إن دور المختار قبل عشرات السنوات كان  كبيراً في تنظيم العلاقة ما بين الدرك والفرسان في ذلك الزمان والمجتمع المحلي ، موضحا أنه في حال كان هناك تنفيذ ضبط لأحد الأشخاص المطلوبين إلى الحاكم الإداري يتم اللجوء الى المختار لانه هو المسؤول عن تنظيم هذه العلاقة بهدف حفظ الأمن .
وأشار أن المختار أو شيخ العشيرة من منظور علم الإجتماع، يقع عليهم دور كبير بحفظ الأمن والاستقرار وحل المشاكل وتقريب وجهات النظر، مؤكدا أن الافراد يستجيبون إلى كلام وأوامر المختار  أو شيخ العشيرة ليس بسبب احترامه ومكانته فقط وإنما لخوفهم من وصمة العار التي قد تلحق بهم ، وبالتالي نرى أن مكانتهم كانت كبيرة بتغيير السلوكيات السلبية والضبط الاجتماعي التي تحول إلى عدم ارتكاب مخالفات وتجاوزات والجرائم .
وأكد أن مفهوم المختار وشيخ العشيرة تندرج تحت العشائرية، وهي مؤسسة اجتماعية مهمة تعمل على تقوية النسيج الاجتماعي الاردني وإنهاء الخلافات أينما وجدت ، مؤكدا أنه مع تعزيز مفهوم المختار وشيخ العشيرة لأنها مفاهيم لشخصيات تدعم بشكل كبير الحد من السلوكيات الدخيلة التي تعمل على نخر النسيج الاجتماعي للمجتمع.
 من ناحيته أيد الخبير الاجتماعي والنفسي حسين الخزاعي  لـ"الأنباط" عودة دور المخاتير والشيوخ في عملية الإصلاح المجتمعي وإنهاء وجودهم الشكلي في الوقت الراهن ، مبينا أن سبب إختفاء دورهم الفعلي في المجتمع يعود لـ التوسع في المدن والانتقال من المناطق الريفية الى العاصمة والمناطق التي تكتض بالسكان.
وبين أهمية تواجد المخاتير والشيوخ وعودتهم حتى في المدن لأنهم عنصر أساسي للتواصل ما بين الحكومة والمجتمع المحلي، مشيرا إلى أن أهم أدوارهم تكمن في الإصلاح الاجتماعي والإرشاد والتوجيه في جميع المناسبات والقضايا الاجتماعية .  
وأكد الخزاعي أن عودتهم للساحة الإصلاحية مهم جداً لمساعدة الدولة في هذه العملية ، لاعتبارهم قادة للمجتمع الذين يتواجدون فيه، وعلى عاتقهم ترأس الجاهات وإصلاح الناس وتخفيف الحده ووتيرة الخلافات العشائرية وجرائم القتل، ويعملون فيما مضى على تسليم المجرمين الهاربين من الحكومة.