بيوم الصحة النفسية٠٠ الشعوذة ليست علاجا للأمراض النفسية

دلال عمر
احتفل العالم يوم أمس بيوم الصحة النفسية العالمي والذي يهدف لزيادة الوعي بقضايا الصحة النفسية في جميع أنحاء العالم، حيث يتوجب على الانسان الحرص على صحته النفسية والسعي لاستشارة طبيب ومراجعة المختصين مهما كانت أعراضه بسيطة. 

ويمكن أن تظهر المخاطر في أي مرحلة من مراحل العمر، وتحدث خلال فترات النمو الحساسة، ولا سيّما أثناء الطفولة المبكرة والتي تشكل ضرر بشكل خاص، مثل التنشئة القاسية والعقاب البدني والتخويف والترهيب وهي عوامل تشكل خطر رئيس لتؤدي للاعتلالات النفسية لدى الطفل .

وتعد العوامل النفسية والبيولوجية الفردية مثل المهارات العاطفية وتعاطي مواد الإدمان والوراثيات من  أكثر العوامل التي تجعل الأفراد أكثرعرضة لمشاكل الصحة النفسية ، بالإضافة إلى أن التعرض لظروف اجتماعية واقتصادية وجيوسياسية يزيد من خطر إصابة الأفراد باعتلالات الصحة النفسية.


  من جهته طالب المستشار الاول في الطب النفسي الدكتور وليد سرحان ، وزير الصحة الدكتور فراس الهواري بـ توفير حتى يتحقق شعار اليوم العالمي "الصحة النفسية والرفاه للجميع" ، متمنياً في ذات الوقت ان  يبدي الهواري اهتمامه بالصحة النفسية خاصة في اليوم الذي يحتفل فيه العالم. 

    وتابع سرحان في حديث خاص لـ"الأنباط" أن الصحه النفسيه في الأردن لا تحظى بالرعاية اللازمة مشدداً على أهمية توفير الطواقم البشرية اللازمة من الأطباء النفسيين والمختصيين والمرشدين، وتطوير تعليم وتدريب الكوادر المتوفرة. 

 وأكد على ان ربع الناس بحاجة للرعاية النفسية، لتكون هذه الرعاية مطلوبة عندما تؤثر المشاعر والأفكار على سلوك الانسان بما يلاحظه هو أو المقربين منه مؤكدا أهمية محاربة الشعوذة بأشكالها كافة، و منع أي شخص يدعي انه يعالج المريض وهو غير مرخص قانونياً لذلك، مشيرا إلى أن  الشعوذة تشكل عائق كبير في وصول المريض للعلاج وفيها استغلال للمواطنين مادياَ ومعنوياً وجسدياً.

  جاء ذلك لظهور الكثير من الاشخاص يدعون قدرتهم على شفاء المرضى النفسيين خاصةً، مما فتح باباً أمام المشعوذين للبروز كمعالجين أمام الاطباء النفسيين المختصيين استغلالاً لخرافات يتم نشرها بين الناس ليصدقوها لأسباب عدة منها الجهل والبعد عن الدين. 

ناصحا ً المواطنين بأهمية التوازن في أمور الحياة، والعمل على تنظيم النوم والأكل والرياضة، والابتعاد عن كل ما هو ما يؤذي الدماغ من منبهات ومنشطات ومخدرات، وعدم العزلة وتطوير الذات لتبقى صحته النفسية بخير.

 بدوره، أكد أخصائي الطب النفسي الدكتور علاء فروخ لـ"الأنباط" على ضرورة اعطاء الصحة النفسية اهتمام أكبر و توفير المساحة للمختصين من قبل الحكومة لمخاطبة الناس والتأثير فيهم إيجاباً ، وزيادة ميزانية الصحة النفسية، لا سيما الدور الكبير للاعلام والمناهج الدراسية في عملية التثقيف . 

وأوضح حول الوضع الصحي النفسي في الاردن قائلاً انه أفضل من قبل ولكنه مازال دون المطلوب مقارنة بـ المستويات العالمية طالما نحتاج للمزيد من التثقيف وزيادة الوعي وشطب ثقافة العيب لدى الناس بمراجعة الطبيب وانهاء ظاهرة مراجعة المشعوذين بدل المختصين .

ولفت الفروخ إلى الأشخاص الذين يستخدمون العلاج الشعبي والتقليدي انه يحتوي على ممارسات خاطئة واستغلال لحاجات الناس النفسية والمادية في أغلب الاوقات ، مطالبا بالعمل على التوعية بالصحة النفسية أكثر للتخلص من ثنائية الجهل بالصحة النفسية وثقافة العيب المتعلقة بوصمة العار.
 
وبين ضرورة  مراجعة الطبيب النفسي في حال شعور الشخص بتغير ملحوظ في طريقة تفكيره ومشاعره أو سلوكه مبينا أن هذا التغير يؤدي إلى اختلال في اهتمامه في نفسه أو علاقاته الاجتماعية مع الأخرين أو على أدائه الوظيفي المطلوب منه سواء طالب أو عامل أو ربة منزل . 

من الجدير ذكره أن وزارة الصحة تنفق على الصحة النفسية من موازنتها العامة حوالي 10,1 مليون دينار بنسبة 2.5% من إجمالي النفقات المباشرة على المستشفيات الحكومية لـ العام 2021،  مع الإشارة لـ وجود ما يقارب الـ 52 عيادة طب نفسي تابعة لوزارة الصحة منتشرة في مختلف محافظات المملكة، وما يقارب الـ 55 عيادة طب نفسي تنتمي لـ القطاع الخاص غالبيتها تتخذ العاصمة عمّان مقرًا لها، إضافة إلى وجود 135 طبيبا نفسيا مسجلا في جمعية الأطباء النفسيّين.