"قرة باغ" ٠٠ نهضة عمرانية وحملة لازالة الألغام

الاحتلال دمر منازلها وبنيتها التحتية

ايمانوف: الاحتلال الارمني زرع مليون لغم وازالتها تستغرق 25 عاما

"شوشه" رمز النصر و"كنجه" تخلد الضحايا

الأنباط - نعمت الخورة - اذربيجان

 

تصوير- محمد فيصل

 

نظمت الحكومة الأذربيجانية جولة صحفية لعدد من وسائل الإعلام العربية والعالمية الأسبوع الماضي للاطلاع على الأوضاع الحالية لاقليمكاراباخ المحرر من الاحتلال الارمني.

 

الجولة التي شاركت فيها "الأنباط" اشتملت على زيارات ميدانية للمناطق المحررة والعاصمة باكو ضمت وسائل إعلام من الأردن، الجبل الأسود، كرواتيا، صربيا وتركيا، حيث اطلع المشاركون على العجلة الاقتصادية للمشاريع الضخمة التي تنفذها الحكومة هناك، اضافة الى المآسي التي خلفها الاحتلال الارمني بحق البنية التحتية للمنطقة و مياهها وأشجارها والضحايا من الأذريينهناك بتدمير بيوتهم ومقتنياتهم وزهق أرواحهم بدم بارد وتهجير من بقي على قيد الحياة منهم .

 

الممثل الشخصي للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في منطقة قرة باغ الاقتصادية المحررة وكبير المستشارين ارزا ايمانوف، قال في تصريحات للوفد الإعلامي، أن منطقة قرة باغ تشهد حجم كبير من أعمال الإنشاءات والبناء، مشيرا أن العمل جار على قدم وساق لإنشاء مراكز المدن وطرق والبنية التحتية للطرق وبناء مناطق سكنية جديدة.

 

وقال ان المساحة الكلية لمنطقة كاراباخ تبلغ 10 ألاف كم مربع، أي ما يقارب ثلث مساحة الجمهورية التي تبلغ 86 الف كم مربع .

 

وأضاف، ايمانوف أن الجيش الأرمني اندحر من المناطق المحررة بطريقة غير سلمية، ومنها مدينة فضولي التي تحدث منها للإعلام، حيث قال إن الاحتلال الأرمني قام بتدمير المنازل ولم يبقي منها سوى جدرانها .

 

وأشار، إلى أن هناك خط تماس طوله 200 م وعرضه 5 كم مليئبالالغام التي يقوم بكشفها خبراء لديهم تجارب دولية سابقة في إزالة الألغام.

 

ولفت إلى أن المناطق المحررة يتواجد فيها ما يزيد عن مليون لغم وتحتاج إلى ٢٥ عاما لإزالتها وبتكلفة تبلغ ٥٠ مليار دولار .

 

ايمانوف قال ايضا أن العمل على إزالة الألغام تأتي حسب الأولويات فالهدف الكبير اليوم لدى السلطات الأذربيجانية ينصب حول إعادة إحياء المناطق المحررة التي يستعد سكانها الأصليين من الشعب الأذربيجاني للعودة إليها مهما كلف الأمر، مبينا أن الاحتلال الأرمني الذي زرع الألغام على مساحات واسعة من مناطق الأراضي المحررة قدم خرائط غير دقيقة لأماكن تواجدها، في محاولة لإيقاع الضحايا من الجانب الأذربيجاني وهو دليل على المستوى العالي من الكراهية للشعب الاذري .

 

ايمانوف الذي اصطحب الوفد الصحفي في جولة قصيرة داخل مدينة فضولي التابعة لمنطقة قرة باغ، توقف عند أحد المساجد المدمرة ويدعى مسجد "مردنليه" التابع لقرية ماردين ويعتبر أحد المشاهد الحية على العبث والتدمير بالمعالم الدينية من قبل الاحتلال الأرمني الذي دنس المسجد وغيره الكثير من المساجد بتحويله إلى حظائر للخنازير والأبقار وتدميره بالكامل والإبقاء فقط على جدرانه، بحسب ايمانوف، مشيرا أن الحكومة الاذريه أبقت على وضعه الحالي كشاهد تاريخي للعبث الأرمني في المعالم الدينية، وأن الاحتلال الأرمني تجاوز حده بالعبث بالكتابات الدينية على جدرانه وتحويلها لرموز شيطانيه.

 

وأشار أيضا أن منطقة قرة باغ تضم ٨٠ مسجداسيتم إعادة بنائها اضافة الى تأهيل دور العبادة لأصحاب العقائد الأخرى، وأن القيادة الاذرية تسعى لتحويلها لمنطقة خضراء وتضع كل الإمكانات المادية والبشرية لهذا الهدف.

ولفت إلىأن مدينة فضولي تعرضت لهجمات عسكرية كبيرة نتج عنها تدمير مركز المدينة الذي كان يضم المساكن والمدارس ومبنى صحيفة، إضافة إلى المراكز التجارية والثقافية .

 

وخلال الجولة اطلع الوفد الصحفي على إحدى البحيرات التي تعرضت لتلوث بيئي كبير من قبل الاحتلال الأرمني الذي عبث بنقاء مياه البحيرة بإلقاء المواد الضارة مما أثر على المساحات الزراعية الكبيرة التي تحيط بها، حيث كانت قبل الاحتلال مساحات خضراء .

 

الممثل الشخصي للرئيس علييف في الاقليم قدم عرضا حول مطار فضولي من داخل المطار، وأكد أن المطار بدأ تشغيله في 5 سبتمبر من العام الماضي، حيث هبطت طائرة ركاب إيرباص 500-340 A "كاراباخ" والتي اقلعت من باكو، مشيرا ان المنطقة تعتبر اليوم البوابة الجوية لكراباخ للعالم وأن تكلفة المطار الذي تم افتتاحه في 26 أكتوبر الماضي بلغت 44 مليون دولار بمساحة تزيد عن 100 كيلو متر مربع وتم بناؤه خلال 8 أشهر، وان احد اهم اهداف هذا المطار هو ضمان وصول الضيوف الأجانب الى مدينة "شوشة".

 

القرية الذكية في زنجيلان

 

خلال الجولة الصحفية في إقليم كراباخ قمنا بزيارة "القرية الذكية" بمنطقة زنجلان التي تم انشاؤها لاستقبال العائدين لمنازلهم في الإقليم، والقرية معدة ومجهزة بأحدث التقنيات المتماشية مع الاستراتيجيات التي تعتمد على البيئة والتنمية المستدامة من خلال استخدام الطاقة المتجددة وتضم 100 منزل جاهز للسكن ومثلها تحت التجهيز، اضافة الى نافورة مياه ومطاعم وقهوة ومول صغير وبنك .

 

القرية اليوم يسكن فيها حوالي 66 اسرة تم نقلهم على عدة مراحل وتم توفير فرص عمل لـ90% منهم.

 

 

 

شوشة وانتصارها بتسلق ميدان الخيل

 

 

 

تعتبر مدينة شوشه التي تم استردادها من الاحتلال الارمني رمزا للنصر للقيادة والجيش والشعب الاذريكما أن قلعة شوشه من أهم المعالم التاريخية في المدينة.

 

كان من أبرز صور شجاعة ومتانة الجيش الأذري انه تسلق سهل ميدان الخيل في شوشهوحفربايديه خطوات النصر بتسلق خطر ومدروس لاستعادة المدينة وهذه الخطوة، وحسب مسؤولين أشاروا في الجولة انها سابقة تاريخية .

 

شوشة التي يعتبرها الاذربيجانيون اهم واكبر انتصار على المحتل الارمني تشهد نقله نوعيه في البناء والإصلاح وبعد سنة من جولة للأنباط فيها لا تزال تماثيل المثقفين والموسيقيين من الاذريين والتي تعرضت لإطلاق نار وبعضها للحرق من قبل الاحتلال الأرمني خلال الحرب الأخيرة شامخه وشاهدة على ما قام به الأرمن بحق الفكر والتاريخ الاذري .

 

اسماعيل اسماعيلوف وهو كاتب ومؤلف وأحد السكان المحليين قال للوفد الاعلامي أن حركة إعمار كبيرة تشهدها شوشه لتكون مستعده لاستقبال السكان الأصليين من الاذريين ممن يرغبون العودة إلى شوشه وأن اعمال صيانة تتم للمساجد والكنائس داخلها كما أكد أن الشعب الاذري متسامح ومتصالح مع نفسه ويحب التعايش مع الآخرين ويحترم جميع الأديان والثقافات.

 

وخلال الجولة شاهدنا كاتدرائية غازانتشيتسوتس التي انجزت فيها الحكومة شوطا كبيرا من الترميم واعادة الإصلاح حيث كنا قد قمنا بزيارتها العام الماضي وشاهدنا اليوم هذا التقدم .

كما زرنا قلعة شوشه والتي يرجع تاريخها الى القرن السادس عشر وعاصرت الاحتلال والتحرر و أثناء اتجاهنا إلى شوشه شاهدنا الاختلاف الكبير والنقلة التحديثية في الطريق المؤديه إلى شوشه، حيث تعبيد للطرق التي كان الوصول عبرها إلى شوشه صعبا ووعرة للغاية ويمكن أن تعرض القادمين الى المدينة للخطر أثناء السير عليها .

 

محطات توليد الكهرباء التي تستقبلك عند دخولك الى المدينة تعمل بقوة 110 كيلوا واط وهي تغذي شوشه ومدينة فضولي ومطارها.

 

كنجه وذكرى المذبحة

 

بعد خروجنا من شوشه توجه الوفد الى مدينة كنجه حيث صادف يوم ذكرى المذبحة للاطلاع على الكارثة الغير انسانية التي افتعلها المغتصب الارمني في ضرب صواريخ على منطقة سكنية خلف هذا الهجوم 26 قتيل اذربيجاني منهم 6 أطفال، وهناك عائلات قتلت بالكامل بحسب مسؤول في الادارة التنفيذية في المدينة.

 

وقال ان الاستهداف الارمني كان لـرياض أطفال و5 مدارس و7 مستشفيات بعضها تعرض لتدمير كلي اما الجرحى فبلغ عددهم 130 حيث تم تأمين العائلات التي فقدت منازلها وبأمر من رئيس الجمهورية بوضعهم بالفنادق وتقديم الطعام والمستلزمات الكاملة.

 

صور الضحايا من الأطفال والنساء والرجال تم وضعها على لوحات كبيرة في مكان الحادثه وكان أصغر ضحية لا يتجاوز عمره 11 شهرا .

في نفس المكان توجد حديقة للأطفال وسيبقى المكان بازارا لتخليد ذكرى الذي قضوا في هذا المكان، حيث العاب الاطفال وبعض المقتنيات للضحايا وعائلاتهم.

 

 

 

قبر نظامي كنجوي

 

خلدت حكومة أذربيجان اسم اعظم شاعر اذربيجاني عمل على تطوير الأدب العالميبإقامة مقبرة كبيرة يتواجد فيها القبر وتعتبر متحف كبير يؤمه الزوار والسياح من مختلف دول العالم.

وولد في القرن الثاني عشر الميلادي في "كنجة "وكان ملهما للكثير من الكتاب والشعراء والممثلين بأفكاره وقامت الحكومة بإنشاء مركز نظامي كنجوي عالمي لنشر أعماله لاهميتها الفكرية والادبية .

 

حديقة الغنائم العسكرية

 

حققت انتصارات الجيش الأذربيجاني في حربه ضد المغتصب وطرده من اقليم كاراباخ خلال 44 يوما غنائم عسكرية كبيرة . وحديقة الغنائم العسكرية التي زارتها الأنباط والتي تقع في قلب العاصمة باكو شملت الاسلحة والمعدات الثقيله وانظمة الصواريخ والمركبات العسكرية والذخيرة التي خلفها الاحتلال بهذه الهزيمة في الحرب، اضافة الى لوحة تضم لوحات لاكثر من 2000 سيارة اغتنمتها القوات الاذربيجانية كما شملت الحديقة على صواريخ "اسكندر- ام الباليستيه المدمرة وطائرة حربية مدمرة بالكامل.