انتصارا لرمزنا القومي
محمد داودية
هذا مقتطف مما كتبه المفكر ناهض حتّر عن الرسول الكريم حين جرت الإساءة إليه بالرسوم والكتابات العنصرية المتطرفة، أعيد نشره بمناسبة المولد النبوي الشريف.
كتب ناهض:
(كان محمد بن عبدالله نبياً بالمعنى الديني.
وكان نبياً بالمعنى القومي، فبدعوته تأسست الأمة العربية.
وكان نبياً في ثورة، مناضلا ، وكان "خاتم النبيين”، فلا ادعاء بعده لولي أو شيخ أو حزب، او ادعاء احتكار تمثيل الإسلام بعد قفل باب النبوة وبدء عصر الأمة في التاريخ الاجتماعي.
بذلك، فإن الرسول العربي (ص) رمز مربع الأركان: رمز ديني للمسلمين، ورمز قومي للعرب، ورمز ثوري للمناضلين من أجل التغيير، ورمز مدني للقائلين بالدولة المدنية.
وإذا كانت التجربة المحمدية والعربية الإسلامية كتابا مفتوحا، وينبغي أن يظل مفتوحا للقراءات الحرة، من المسلمين وغير المسلمين، فليس في باب الحرية، بل في باب العدوان، تقع الإساءة لدرة التاج في رموز الأمة.
تجرحني الإساءة للرسول، وأشعر بالتحدي إزاء تلك العصابات العنصرية الإمبريالية المعادية للإسلام والعروبة والعالم الثالث وحركات التحرر الوطني.
ليس قسا أمريكيا صهيونيا أو مجرد جمع متطرف مَن يرتكب ذلك العدوان على رمز أمتنا، بل هو تيار عريض في الغرب عامة، وفي الولايات المتحدة خاصة، يعبّر عن انحطاط الإمبريالية الأمريكية الروحي والثقافي والفكري، ذلك الانحطاط الذي تولدُ، على عفنه، آلاف الجماعات التي لا يتحقق إيمانها إلا بالعدوان على الآخر، وهو ما يقتضي تصويره على مثال يختصر كل الشرور، أي شيطنته. وفي المقلب الآخر، تغذي الإمبريالية الأمريكية نفسها المشيطنين من الجماعات التكفيرية والإرهابية التي لا يتحقق إيمانها إلا بذبح الآخر الديني أو الطائفي أو المذهبي
وهكذا، تكتمل الحلقة؛ مشهد شيطاني للإسلام والعرب ينتجه العنصريون في الولايات المتحدة ويمثّله كومبارس الجهاديين في الشرق العربي! وبين المشهد وتحقيقه على الخشبة ( الآن : سورية) يُساء لرمز أمتنا ويسيل دم الأبرياء وتتحطم دولة عربية أخرى.
أختم بدعوة الرفاق اليساريين والقوميين إلى فعاليات خاصة بهم للانتصار لكرامة رمزنا القومي؛ نحن ورثة الرسالة وورثة النضال وورثة تراث العروبة ونحن أحق الناس بالدفاع عن الرسول العربي).
يرحم الله الشهيد ناهض ويحسن إليه.