الانباط – شذى حتامله

شهدت الاردن في السنوات الاخيرة ازديادا ملحوظا باعداد خريجي الكليات الطبية، في وقت يبدو فيه ان سوق العمل مشبعا منها وغير قادرعلى استيعاب الاعداد المتزايدة لخريجي الطب مما يتسبب بارتفاع نسبة البطالة بين الاطباء وانتظارهم في صفوف الخريجي العاطلين عن العمل وبالتالي فان المطلوب الاسراع في ايجاد حلول لمعالجة هذه المشكلة قبل فوات الاوان .

واعلنت وحدة تنسيق القبول الموحد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي موخرا بأنها ستعمل نهاية الاسبوع الحالي بالتواصل مع الجامعات الاردنية الرسمية لحصر الشواغر المتحققة في مقاعد التخصصات الطبية (طب، طب اسنان، دكتور صيدلة وصيدلة) والمقررة لطلبة السنوات السابقة (بمن فيهم طلبة رفع المعدل ) . وبناء على توفر هذه الشواغر سيتم النظر في إعادة توزيعها على المعيدين فقط (طلبة رفع المعدل) لترشيح أكبر عدد ممكن منهم وفقاً لمعدلاتهم في شهادة الثانوية العامة، وحسب خياراتهم المخزنة في طلبات القبول الموحد.

وحول ذلك، قال نقيب الاطباء الدكتور زياد الزعبي انه من الضروري ايجاد توازن بين متطلبات سوق العمل واعداد الخريجين، مبينا ان اعداد الخريجين والطلبة الذين هم على مقاعد الدراسة زاد بشكل ملحوظ، مشيرا إلى ان عدد المنتسبين لنقابة الاطباء منذ تاسيسها عام 1954 بلغ حوالي 42 الف طبيب وطبيبة فيما بلغ عدد الطلبة داخل المملكة وخارجها حوالي 38 الف طالب وطالبة على مقاعد الدراسة .

واضاف في حديث لـ"الانباط " ان هناك حوال 500 طبيب في وزارة الصحة، فيما بلغ عدد العاملين في جهات اخرى كالمستشفيات العسكرية والمستشفيات الخاصة والجامعات حوالي 200 طبيب، لافتا إلى ان اعداد الخريجين لهذا العام بلغ تقريبا 3 الاف خريج مما ادى إلى ارتفاع البطالة بين خريجي الطب .

وتابع حديثه ان اعداد الخريجين كبيرة، بالمقابل لا يتوفر فرص عمل لهذه الاعداد، إذ اصبحت دول الخليج لا تستقطب خريجي الطب للعمل لديهم وفي حال استقطبت اطباء تشترط عليهم وجود الخبرة، مبينا ان البطالة خلال السنوات القادمة سترتفع بشكل حاد.

واقترح الزعبي مجموعة من الحلول الجزئية لمعالجة مشكلة البطالة بين خرجي الطب بان يتم تحديد وحصر اعداد المقبولين في كليات الطب وضرورة التوجيه الاجتماعي للاهالي والطلبة بان دراسة الطب في الوقت الحالي لم تعد مجدية، مضيفا انه من الضروري زيادة اعداد المقبولين في برامج الاقامة .

كما انه من الضروري ان تقوم نقابة الاطباء لمعالجة مشكلة البطالة بعقد دورات تدريبية وتعليمية لخريجي الطب والعاطلين عن العمل، موضحا ان النقابة تقوم في الوقت الحالي بالتواصل مع الدول الاجنبية لتعليم خريجي الطب اللغات الاجنبية والتعاون مع سفراء في هذه الدول للمساعدة على قبولهم في العمل أو الاختصاص .

وذكر الزعبي ان المطلوب في الوقت الحالي استراتيجية وطنية شاملة لقضية الخدمات الصحية في الاردن من خلال اشراك وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة والنقابات المهنية، ووضع حلول على مستوى الدولة بالعلاقة مع الدول الاخرى، موضحا ان قانون الجديد للمجلس الطبي يفتح الباب على مصرعيه لجميع الاطباء للقدوم إلى الاردن دون الحصول على امتحان البورد .