اسماء بلدات محافظة اربد تؤكد عراقة المملكة عبر الزمان

فرح موسى    
           محافظة إربد عروس الشمال واحدة من أكبر محافظات المملكة سكاناً، تبعد عن العاصمة )عمان) نحو (81) كيلو مترا، وتشتهر  بخصوبة أراضيها، وكانت قديماً تُعد؛ سلة غذاء روما، لشهرتها  بزراعة القمح، والشعير، والفواكه، والحمضيات، والخضروات.
    وتمتاز محافظة إربد بكثرة المدن والقرى والتجمعات السكانية التابعة فيها التي يتجاوز عددها أكثر من (145) قرية وبلدة، وأغلبها له  ماض عريق يدل على عراقة تاريخ الاردن، وحضره عبر الزمن، ويميزها عن غيرها من المحافظات،وجودعدد من  مدن من حلف الديكابولس (تحالف المدن الرومانية)، وهي: أم قيس(جدارا)، والحصن(هيبوس)، وإيدون(دايون)، وطبقة فحل(بيلا)، وحرثا او قويلبة(أبيلا)، وبيت رأس (كابتولياس)، وأم الجمال(كانثا)، وفيلادلفيا (عمّان).
    وقدمت هذه المدن الحرة نموذجا حضاريا  للشعب الاردني قل مثيله، اذ كانت مدنا حرة ذات سيادة واستقلال يتناسب مع طبيعة الأردنيين منذ القدم نحو تأسيس كيانهم السياسي المستقل، إضافة لكونها مراكز اقتصادية لامعة في العالم القديم.
   وعن بلدة ذنيبة  بلواء الرمثا  يقول الكاتب والمسرحي مفلح العدوان لـ"الانباط" إن  اسمها ارتبط  بجغرافيتها، إذ توجد على رأس ثلاثة أودية، على شكل ذنب، في آخر قرية في اللواء، مشيرا  الى أنه توجد هناك قرية تحمل الاسم ذاته في  سورية.
   أما بالنسبة لاسم الشجرة إحدى بلدات اللواء، فان اسمها يعني نبات الأرض، وحصاد الشمس، وهي الحياة للأرض،  وتشتهر البلدة بالزراعات الموسمية، والاشجار المثمرة.
وذكر  العدوان ان بلدة الطرة،  التي تقع أقصى الحدود الاردنية مع سورية، ويعود اسمها الى عام (1800)، والتي عرفت بالعهد العثماني باسم التارة، أي الدرة، بمعنى المنطقة المرتفعة، إذ ترتفع نحو(400) متر عن سطح البحر، وللاسم دلالة على وجود دفائن الذهب، والكنوز الحضارية من تحف تدل على حضارات تعاقبت على المنطقة، مثل، الحضارة الرومانية، والعثمانية، وتكثر فيها المعالم التي تدل على الحضارات، والديانات القديمة. 
وبين ان قرية القليعات إحدى قرى لواء الأغوار الشمالية، ترجع تسميتها الى القلّاعات، نسبة إلى المقالع المنتشرة فوق الجبال حول القرية، لكن مع تعاقب الأجيال، والنحت في الاسم؛ استقر ليكون  على ما هو عليه الآن (القليعات). وهناك بعض الأحاديث تؤسطر الاسم، وتضفي عليه هالة من البطولة، ناسبة إياه إلى قائد روماني قديم يحمل الاسم ذاته الذي استعارته منه القليعات.
 وعن اسم قرية (بيت رأس) أو بيت راس كما يلفظه أهلها، قال العدوان، لقد دعيت بهذا الاسم منذ أيام الغساسنة الذين كانوا يقطنون في حوران والأردن قبل الفتح الإسلامي، ولعل البحث في دلالة التسمية يشير إلى أن كلمة بيت تعني في لغة أهل الشام القرية، أما كلمة رأس فجاءت من وقوعها على رأس جبل.
واضاف ان بيت راس ازدهرت في عهد الرومان، خاصة عندما تم إلحاقها بالحلف التجاري المعروف بالمدن العشرة (الديكابوليس)، وقد عرفت آنذاك باسم (كبيتولياس)، وهي كلمة لاتينية تعني في الأصل الهيكل، (أو القلعة)، المبني على قمة الجبل.
  وعن قرية "إبدر"، في لواء بني كنانة قال العدوان انها كانت فيما مضى تسمى (إبدر المنارة)، وعبر تاريخها صارت تراوح بين هاتين الكلمتين، لتذكر مرة مركبة منها، وتارة يكون اسمها المنارة، وهي الآن معروفة بالمقطع الأول "إبدر"، لكن الاسم في الأصل كان مرتبطا بالمنارة، إذ ان أهل القرية قالوا ان "الأتراك كان لهم مخفر في القرية، وكان الأتراك عند اجتماعهم، يقومون بإشعال النار فوق المخفر، كي تكون علامة للاجتماع، حتى أصبح المخفر مثل المنارة،  ودليلا للجنود الذين كانوا يتحركون ضمن المنطقة.
   وبناءً على ذلك، تم تثبيت اسم الحوض في القرية، باسم المنارة، وهناك بعض آراء حول اسم إبدر في القرية، تشير إلى أنه من المحتمل أن يكون منسوباً إلى منطقة بدر في الحجاز، وأخذت هذه القرية الاسم في البداية، ثم جرى تحويره ليصبح ما هو عليه الآن "إبدر".
  وفي السياق ذاته قال الباحث والمؤرخ في التاريخ والتراث الاردني الدكتور أحمد الشريدة إن اسم بلدة ملكا في لواء بني كنانة، جاء نسبة الى أحد الملوك السريانين الذي كان  يحكم المنطقة، وهذا الاسم من الأسماء الأرامية التي كانت سائدة في تلك الحقبة. 
 أما أم قيس فكان اسمها جدارا في العصر اليوناني، وتعني الجدر، أو المدينة المحصنة، وهي مأخوذة من الكلمة السريانية؛ جدار، وتعني السور.
  وعن اسم بلدة جديتا في لواء الكورة  يقول الشريدة انها تعني المنطقة البعيدة، او النائية عن الأمصار، فيما جاء اسم بلدة وقاص في لواء الاغوار الشمالية، نسبة للصحابي عامر بن أبي وقاص. 
   واشار الشريدة الى ان اسم  قرية كفر الماء، وهي إحدى بلدات لواء الكورة، الذي يقع غرب مدينة إربد، مكون من شطرين الأول "كفر" بفتح الكاف، وتعني باللغة العربية القرية الزراعية، والثاني "الماء" نظراً لانتشار آبار تجميع المياه، أو كثرة ينابيع المياه على أطراف القرية في الماضي.