قمة شرم الشيخ٠٠ هل تجد حلولا للتغيرات المناخية؟؟؟

سالي الصبيحات
أربعون يوما تفصلنا عن إنطلاقة مؤتمر قمة المناخ Cop27 لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر2022 ، على أمل التوصل وايجاد حلول لاثار التغيرات المناخية والحد منها بعد ظهور بعض الاثار السلبية التي شهدتها الاردن بشكل خاص والعالم بشكل عام، ما أستوجب اصبح الحديث عن ظاهرة التغير المناخي الذي يعد من اهم المواضيع التي باتت مدار إهتمام العالم بها وإعطاءها الأولوية. 
الخبير الاقتصادي حسام عايش قال في حديث له مع "الأنباط" ان الاردن لاحظ اثار التغيرات المناخية كـ انخفاض مستوى الهطول المطري بشكل كبير، وانحسار مساحة سطح البحر الميت بحوالي اكثر من واحد لتر سنويا، وانخفاض تدفقات مياه عبر نهر الاردن بحوالي مليار و200 متر مكعب سنويا، مبينا ان العجز المائي في الاردن يقدر بحوالي 500 مليون متر مكعب، وان الحاجة المائية تقدر بمليار و400 مليون متر مكعب مع وجود هذا الكم الهائل من السكان واللاجئين السوريين وغيرهم.
وتابع، اننا نلمس حالة من الاثار الفعلية للتغير المناخي مما نرصده من ظاهرة التصحر والجفاف في السدود التي باتت في حالة يرثى لها وتحولت الى خراب وجراثيم نتج عنها إنتشار الامراض، مؤكدا أن الاردن تأثر بعدم توفر المياة ما تسبب تراجعا في القطاع الزراعي وإنتاجيته. 
 وحول قمة المناخ التي ستنعقد في مصر، أوضح عايش أنها كـ القمم السابقة التي عقدت وانها ستؤكد على ما جاء في اتفاقية باريس لـ المناخ وستتابع نتائج مؤتمر قمة غلاسيكو، لافتا إلى أن المؤيتمر سيعمل على تسريع العمل المناخي، وسيتخلله محاور مختلفة منها، الحد من الانبعاثات وزيادة جهود التكيف مع التغيرات الماخية ، موضحا ان الاردن يجب ان يتكيف مع التغيرات المناخية لا ان يتعايش معها لان تأثيرها سيكون على المدى الطويل.
واضاف، ان من المهم حاليا الحديث عن تدفق التمويل الدولي خاصة ان الدول الغنية لم تفي بـ التزاماتها اتجاه الدول النامية المتضررة من اثار التغير المناخي سنويا، مشيرا إلى أن الكلفة المترتبة على اثار التغيرات المناخية ستتجاوز مئات المليارات ان لم نأخذ الموضوع بجدية ونقوم على تطوير التقنيات التي من الممكن ان تساهم في التقليل او الحد من الانبعاثات ،كما ان هنالك مشاكل فيما يتعلق بالتشريعات المناخية وعدم قدرتنا على خلق رأي عام موجها لقضايا المناخ والتعامل مع النتائج المترتبة ،لذلك علينا التركيز على الصناعات والتكنولوجيا لمواجهة التغيرات.
ويأمل عايش، من مؤتمر قمة المناخ ان يوفر حلولا للتغيرات المناخية، لافتا إلى أن مثل هذه المؤتمرات فيها الكثير من الكلام والأمال دون اي نتائج.
 بدوره الخبير الزراعي المهندس محمد البس ان التغيرات المناخية عملت على تغيير الجغرافية الزراعية، وبـ الرجوع الى قبل مئة سنة واكثر نجد ان الاردن كان مليئة بالاغنام التي تكفي المنطقة، وسهولها مليئة بـ القمح من الشمال الى جنوب دمشق والتي كانت تدعى بسهول الحوران، كما ان الاردن كان يصدر القمح الى جميع انحاء العالم ومع مرور السنوات اختفت هذه المناطق وتحولت الى مناطق سكنية وتراجع كميات الامطار بشكلاً ملحوظ ما أدى إلى تراجع الزراعة البعلية وانتشار الجفاف في هذه المناطق وادى الى انحسار عددا من الزراعات.
وأضاف، ان من الاثار المترتبة من التغير المناخي انخفاض مستوى نهر الأردن وبالتالي انخفاض الزراعات بمنطقة الغور وانخفاض مستوى الماء، إضافة إلى انخفاض كميات الأمطار ادى إلى ضعف تزويد الحوض المائي في غور الأردن واصبح هنالك ملوحة بالمياه، مبينا ان من المناطق المتأثره منطقة مادبا والطفيلة والمناطق الجنوبية ، ما جعل الحكومة تعمل على مشاريع استباقية لتأمين الأمن الغذائي في منطقة الديسي والتي تقوم على سحب المياه الجوفية وبالتالي أدت إلى استنزاف الأحواض المائية.
وذكر البس ان مشكلة التغير المناخي لا يمكن حلها بشكل مباشر، إنما هناك طرق وحلول للحد من اضرارها بإعادة زراعة الاشجار الحرجية في المناطق التي تم اقتلاعها منها خاصة أن زراعتها تعمل على زيادة مياه الامطار.
واشار الى انه يجب استغلال الاراضي الصالحة للزراعة بالمحاصيل الضرورية والتقليل من المحاصيل الفائضة مثل الزراعة الخضرية التي تفيض سنويا لزيادة الامن الغذائي ، كما يجب على الدولة ان تقوم بمشاريع حصاد مائي في المناطق الجافة وتجميع المياه في الوديان والانتباه الى اعادة حقن المياه الجوفية بمياه الامطار.
من جهتها قالت المختصة في قضايا المياه والبيئة الدكتورة منى هندية ان آثـار التغير المناخي تتجلى بالاردن فـي نقص المياه، ولم يصبح هطول الأمطار منخفضا فحسب بل أصبح أيضا غير متوقع ،كما ان نصف الأراضي القابلة للزراعة غير مستغلة بسبب تقلبات الهطولات المطرية وتفاوت توزيعها.
وبينت ان معظم الأمطار التي تساقطت ضاعت بـ التبخر والجريان السطحي غيـر المستخدم والذي يتسبب بـ عمليات التعريـة ،ونتيجـة لذلـك أصبـح مـن الصعـب الحفـاظ عـلى المحاصيـل والثـروة الحيوانيـة والمراعـي. 
وذكرت هندية انه عـلى مدى الأعوام الــ40 الماضية، خسرنا مـا يقارب 20 %من هطول الأمطار السنوي وهذا يؤدي إلى انخفاض في معدلات تغذية الميـاه الجوفية ويؤثرعلى توافرها وجودتها ، مضيفة انه تتوقع النماذج العلمية زيادة في درجة الحرارة بنحو 1,1-3 درجة مئوية بحلول عام 2050 في الأردن.
وتابعت، ان التغير المناخي يؤثر بشكل أكبر على مختلف القطاعات بما في ذلك الزراعة، والسياحة، والتنوع البيولوجي، والمياه، والصحة ،حيث أدت الفيضانات إلى خسائر في الأرواح البشرية، وتدمير للأراضي الزراعية، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية ؛ لذلك لا بد من التخطيط للتكيف مع الخيارات والتدابير المحددة وللتخفيف من آثـاره وبنـاء مجتمعـات وأنظمـة إيكولوجيـة قـادرة علـى التأقلـم.
وذكرت ان مـن بيـن الفئـات التـي يتوقـع تأثرهـا بشـكل غيـر متناسـب للتغيـر المناخـي الفقـراء والنساء، ويتوجب التحقق من إمــداد الأسر بعدالة بالميــاه مــن خـلال شــبكة الميــاه البلديــة، ولجميع المناطق الحضرية والريفية والنائية لتعويــض نقــص الميــاه. 
وأوضحت أن هناك دراسة حول المــرأة الريفيــة والتغيــر المناخــي فــي الأردن أكدت أن العديــد مــن العوامــل تعرقــل مشــاركة المــرأة الريفيـة فـي تدابيـر التكيـف مـع التغيـر المناخـي والتخفيـف مـن حدتـه، بمـا فـي ذلـك المعرفـة النظريـة المحـدودة وفهـم المشكلة، مشيرة بنفس الوقت إلى أن هناك نقص في الأبحاث العلمية التي ترصد وتجمع بيانات المتعلقـة بالتغير المناخي وأثره على الفئـات المسـتضعفة بمـا فـي ذلـك المزارعـون، ورعـاة الماشـية، والأطفال، والأسر التـي تعيـش في فقـر، والأسر التـي تعيلهـا نسـاء والأشخاص ذوي الإعاقة. 
ودعت هندية، اننا بحاجة الى العمل على تحسين قدرة الأردن على رصد البيانات المتعلقة بالأرصاد الجوية والهيدرولوجيا وعرضها وتقييم مدى تأثره بتغير المناخ، ويواجه رصد الموارد المناخية والمائية الموجود مشاكل دائمة في التشغيل، وتحديث المعدات وضعف شبكة المراقبة، مشيرة إلى ان هناك العديد من السياسات والاستراتيجيات تم اطلاقها لمواجهة التغير المناخي في الأردن الا أن لا اثر لها على ارض الواقع خصوصا في موضوع الإنذار المبكر والطوارئ وتفادي الكوارث، مع العلم أن إستراتيجية المياه في الأردن لا تعالج بشكل واضح التغير المناخ، مضيفة أن الأردن بحاجة الى إرادة تجعل من مواجهة التغير المناخي أولوية لدى الجهات المعنية؛ والسعي إلى تركيز الجهود لتقديم حلول ملموسة بشكل أكبر.

من الجدير ذكره أن الجمهورية العربية المصرية أعلنت مؤخرا عن استقبالها لـ مؤتمر المناخ شرم الشيخ 2022 (COP27)، خاصة أن هذه هي المرة الأولى منذ 10 سنوات التي يُعقد بها المؤتمر في شمال أفريقيا، سيناقش العديد من المحاور أبرزها مواجهة التغيرات المناخية المختلفة، وتقديم المساعدة للحكومات في مواجهة حالات تغير المناخ، والحد من انبعاثات الكربون ومحاولة تكوين مجتمعات حيادية.